العدد 4999 بتاريخ 14-05-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


حرب متواصلة على الانترنت لمكافحة إغراءات "داعش"

واشنطن -  أ ف ب

كثفت الإدارة الأميركية وعمالقة الانترنت الجهود لصد دعاية تنظيم داعش على الشبكة ومواقع التواصل، لكن لا يزال من الصعب تقييم النتائج.

منذ بداياته يستخدم تنظيم داعش الانترنت لتجنيد مقاتلين من اجل "دولة خلافته" في العراق وسورية أو لتشجيع أفراد حول العالم على تنفيذ اعتداءات.

لمواجهته، حشدت الإدارة الأميركية دعم الشركات الكبرى لمواقع التواصل على غرار تويتر أو فيسبوك، التي ضاعفت إغلاق حسابات يستخدمها المتطرفون.

هذا الأسبوع صرح المدير السابق لمجلة تايم ونائب وزير الخارجية للشأن العام ريتشارد ستينغل في مؤتمر "أعلن تويتر انه أغلق حوالي 200 ألف حساب. لكنه في الواقع أغلق عددا اكبر بكثير".

تابع ستينغل في المؤتمر بعنوان "كسر صورة تنظيم داعش" ان موقع "يوتيوب محا ملايين تسجيلات الفيديو. وخصص موقع فيسبوك مئات الموظفين للعمل على مدار الساعة لإزالة المضمون المسيء".

- اكاذيب وخدع - لم تعد الإدارة الأميركية وخصوصا مركز مكافحة الدعاية في الخارجية، تسعى إلى إصدار رسائل تحمل بصمة الحكومة الأميركية، بل تريد "إعلاء أصوات معتدلة ذات مصداقية (...) في أوساط المجتمع المدني" بحسب كبيرة مستشاري اوباما للأمن القومي ليزا موناكو.

كما تلجا القيادة المركزية للقوات الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) إلى خدمات عسكريين من القوات الخاصة ومتعاقدين من خارج السلك لتنفيذ "برنامج متماسك من التحركات على الانترنت"، بحسب البنتاغون.

وصرح المتحدث باسم البنتاغون الميجور ادريان رانكين غالاواي لوكالة فرانس برس "الهدف هو توجيه معلومات صحيحة إلى الجمهور المحلي لإحباط أكاذيب وخدع تنظيم داعش".

اعتبر ستينغل أن تلك الجهود ناجعة، وقال "أصبحت الرسائل المعارضة لتنظيم داعش أكثر بخمسة إضعاف من تلك المؤيدة له" مشيرا الى تدني حجم الدعاية لصالح التنظيم المتشدد على الانترنت بنسبة 40في المئة.

غير أن الخبراء منقسمين بهذا الشأن.

"مما لا شك فيه ان أنصار تنظيم داعش على تويتر وغيره يواجهون ضغوطا كبرى وان نشاطهم اقل بكثير من العام الفائت او حتى مطلع العام الجاري" بحسب احد كاتبي تقرير بارز عن نشاط التنظيم الجهادي على "تويتر". أضاف ان أنصار التنظيم "تراجع عدد متابعيهم وقل عدد تغريداتهم".

لكنهم في الواقع "ما زالوا قادرين على نشر دعايتهم في أوساط نواة متشددة من الموالين تشهد تقلصا، لكنهم يواجهون مزيدا من الصعوبات في نشرها على نطاق واسع وإيصالها إلى مجندين محتملين"، بحسبه.

كما لفت خبير شؤون الجهاديين في مركز بروكينغز للبحوث ويل ماكانتس إلى أن ضغوط شبكات التواصل الكبرى أتت بثمارها بحيث "حول أنصار تنظيم داعش اهتمامهم إلى منصات اصغر، على غرار تطبيق تيليغرام، لنشر دعايتهم".

لكنهم "يحاولون الحفاظ على وجودهم على المنصات الكبرى لأنها المورد الفعلي للمجندين الجدد".

- "جهود مهدورة" - غير أن بعض الخبراء اقل تفاؤلا بكثير على غرار ريتا كاتز مديرة شركة "سايت" الأميركية التي باتت مرجعا في مراقبة مواقع المتطرفين على الانترنت. فهي تعرب عن الغضب المتواصل إزاء الذين يؤكدون استشفاف تباطؤ لنشاط المتطرفين على الانترنت.

وقالت إن "منشورات تنظيم داعش على الانترنت ازدادت إلى الضعفين على الأقل منذ العام الفائت" مذكرة بإطلاق منشورات "القسطنطينية" بالتركية و"المنبع" بالروسية أو أسبوعية "النبع" الإخبارية". أضافت أن "العثور على هذه المنشورات على تويتر وفيسبوك وتيليغرام وتامبلر، الخ شديد السهولة".

لذلك تعتبر كاتز المحاولات لمعرفة ان كان التجنيد والأحاديث المتبادلة "انتقلت إلى تيليغرام جهودا مهدورة".

فبرأيها أن أنشطة التجنيد التي يبذلها المتطرفين وأحاديثهم "لم تتراجع على الإطلاق" مؤكدة أن "هؤلاء الأشخاص ما زالوا حاضرين على الانترنت وما زالوا يجندون".

كذلك ابدى مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) جيمس كومي الحذر إزاء قدرات التجنيد والدعاية التي يملكها المتطرفون في الولايات المتحدة. قال "تراجع عدد الساعين إلى مغادرة" الولايات المتحدة للانضمام إلى المتطرفين في الشرق الأوسط.

لكن "قدرة تنظيم داعش على تحفيز وإثارة حماسة النفوس المضطربة ما زالت قائمة في الولايات المتحدة" بحسبه.

أضاف "لدينا أكثر من ألف حالة نحاول فيها تقييم" موقع الفرد على مسار التشدد من مجرد "استهلاك" المضمون المتوافر على الانترنت إلى "الانتقال إلى الفعل".



أضف تعليق