العدد 5000 بتاريخ 15-05-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


قمة بين أرمينيا وأذربيجان بعد أعمال العنف في قره باغ

فيينا - أ ف ب

تحاول روسيا والولايات المتحدة وفرنسا اليوم الأثنين (16 مايو/ أيار  2016) التوسط لإقناع الرئيسين الأرميني والأذربيجاني بترسيخ الهدنة الهشة في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها والتي شهدت الشهر الماضي أعمال عنف سقط فيها قتلى.

ولم يلتق رئيسا الدوليتين منذ تصاعد العنف في النزاع الذي يعود إلى ربع قرن. وقد أدت المواجهات إلى مقتل 110 أشخاص على الأقل في ابريل هم مدنيون وعسكريون من الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين في جنوب القوقاز.

وكانت تلك أسوأ مواجهات منذ وقف أول لإطلاق النار ابرم في 1994 بعد حرب أهلية أسفرت عن سقوط ثلاثين ألف قتيل ونزوح مئات الآلاف معظمهم من الأذربيجانيين.

وسيلتقي وزيرا الخارجية الروسي والأميركي سيرغي لافروف وجون كيري وسكرتير الدولة الفرنسي للشئون الأوروبية هارلم ديزير الاثنين في فيينا الرئيسين الأرميني سيرج سركيسيان والأذربيجاني الهام علييف.

وأكدت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي نظمت اجتماع الاثنين أن "خفض التوتر على طول خط ترسيم الحدود بين البلدين أمر ملح".

وقالت موسكو إنها تأمل في أن يسمح هذا الاجتماع "باستقرار" الوضع وكذلك بإطلاق المفاوضات حول وضع ناغورني قره باغ المنطقة التي يشكل الأرمن غالبية سكانها وانفصلت عن أذربيجان لكن ما زال معترفا بها دوليا على أنها جزء من هذا البلد.

وصرح الخبير السياسي المقيم في أرمينيا هرانت مالك شاهنزاريان لوكالة فرانس برس "حاليا، الهدف الرئيسي للوسطاء هو خفض مستوى العنف وإحياء المفاوضات".

وأكد مصدر دبلوماسي من جهته انه "مجرد استئناف للاتصالات بعد حوادث ابريل".

"ابتهاج وطني"

 ومنذ أن سيطر انفصاليون أرمن على هذه المنطقة وعلى الرغم من وقف إطلاق النار الذي أعلن في 1994، لم يحل النزاع وتجري مواجهات باستمرار على طول خط الحدود.

وبينما كانت المحادثات التي تقودها روسيا والولايات المتحدة وفرنسا تراوح مكانها في السنوات الأخيرة، قام البلدان بإعادة التسلح بكثافة وخصوصا أذربيجان الغنية بالطاقة.

وتتبادل باكو ويريفان الاتهامات حول اندلاع أعمال العنف الشهر الماضي، لكن عددا من الخبراء يرون أن الهجوم جاء من أذربيجان التي تعاني من أزمة اقتصادية بسبب تراجع أسعار النفط.

وسيطرت القوات الأذربيجانية على عدد من المواقع الإستراتيجية واحتفظت ببعضها على الرغم من هجوم ارميني مضاد، مما أدى إلى تغيير في خط الجبهة للمرة الأولى منذ 1994.

وقال توماس وال الذي يعمل في مركز كارنيغي الفكري في مقالة نشرها موقع بوليتيكو الالكتروني "كانت هناك حالة من الابتهاج الوطني في جميع أنحاء البلاد شكل مادة تشغل الناس عن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية".

وأضاف أن "إغراء القيام بهذا النوع من التحركات والضغط الشعبي المؤيد لها، كان هائلا".

ورأى هذا الخبير أن رئيسي البلدين اللذين يلتقيان الاثنين "يريدان أشياء مختلفة". وأضاف أن "الأذربيجانيين يريدون مفاوضات جديدة واستخدام قوتهم العسكرية وسيلة للضغط".

وتابع أن "الأرمينيين (...) متحفظون على قبول أي شيء يمكن أن يبدو رضوخا للضغط العسكري الأذربيجاني وطلبوا ضمانات أمنية".

وتبدو روسيا التي تبيع البلدين أسلحة لكنها أبرمت اتفاقا عسكريا مع أرمينيا، طرفا أساسيا لإنهاء نزاع يخشى البعض أن يمتد إلى المنطقة.

وتعهدت تركيا التي تتسم علاقاتها مع موسكو بالفتور منذ إسقاطها مقاتلة روسية عند الحدود السورية، دعم حليفتها اذربيجان.

وقال الخان شاهين أوغلو من مركز أطلس الفكري في باكو "إذا لم يفض لقاء فيينا إلى أي نتيجة فان احتمال تكرر مواجهات ابريل كبير".



أضف تعليق