العدد 5040 بتاريخ 24-06-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


المستثمرون الخليجيون منقسمون.. حائرون بشأن خروج بريطانيا من «الأوروبي»

الوسط - المحرر الدولي

ينظر أثرياء العرب والخليجيين بعين المترقب إلى الاستثمار العقاري في لندن بعد الاستفتاء، ما بين خائف وجشع ، وفق ما ذكرت صحيفة القبس الكويتية اليوم السبت (25 يونيو / حزيران 2016).

تقول شبكة «سي إن إن موني» في تقرير نشرته حول الاستثمارات العربية في سوق السكن البريطاني إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يضر استثمارات هذه الفئة التي تستثمر بقوة في هذا السوق.

ونقلت عن الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في شركة جونز لانغ لاسال للاستشارات العقارية، ألان روبيرتسون قوله إن المستثمرين الخليجيين غير مستعدين لخسارة أموالهم، لا سيما أن السيولة المتاحة لديهم في تناقص.

ولفت التقرير إلى أنه عندما كان سعر برميل النفط 100 دولار، ازدهرت صفقات شراء الأصول التفاخرية في بريطانيا من قبل صناديق الثروات السيادية والشركات العائلية، التي تضمّنت بعضاً من أكبر المعالم في لندن، وأنقذت أموالهم واحدة من أكبر البنوك في البلاد.

لكن انهيار أسعار النفط في الفترة بين عامي 2014 و2015، وتشديد التشريعات على أسواق العقار البريطانية، وظهور مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد، أدى إلى تراجع واضح في اهتمام المستثمرين خلال الأشهر الأخيرة.

في غضون ذلك، قال تقرير «سي إن إن موني» إن أفق مدينة لندن يعج اليوم بالمباني التي تعود ملكيتها لأثرياء خليجيين. وتملك قطر وحدها ناطحة السحاب شارد، ومتجر هارودز للتجزئة، ومبنى السفارة الأميركية سابقاً والمبنى المالي كناري وارف. يقول أحد كبار المسؤولين المصرفيين في الشرق الأوسط: «لا بد أن يتم استجواب القطريين حول مقدار ما يملكونه من استثمارات هناك». ووفق ما يروى عن الجميع أن المستثمرين من الشرق الأوسط يهيمنون على 9 من بين أكبر 50 موقع تطوير عقاري في لندن، حيث يشكّلون 20 % من الاستثمارات العقارية الحالية، وفق جونز لانغ لاسال.

من جانبهم، يتوقع معظم الخبراء أن يعاني اقتصاد بريطانيا من خروجها من الاتحاد الأوروبي. وساهم عدم اليقين الذي أحاط بنتائج الاستفتاء في انخفاض صفقات العقار التجارية في لندن بنسبة %20 منذ بداية العام وحتى الآن. وقد تحفز النتيجة اليوم المستثمرين العرب على تغيير وجهتهم إلى أسواق أخرى غير لندن.

يقول روبيرتسون: «المستثمرون الخليجيون على سبيل المثال من المرجح أن يغيّروا اتجاههم بعيداً عن أوروبا كلها»، مضيفاً ان الأسواق الناضجة في أميركا الشمالية وآسيا الباسيفيك تستحق نظرة ثانية».

أما رئيس قسم الأبحاث العالمية في جهاز أبوظبي للاستثمار، كريستوف رول فيقول إن الفتور الأخير في سوق العقار السكني الممتاز وشريحة العقار التجاري عكس توجّه بريطانيا نحو رفع الضرائب على العقار، وتغيير وضع المشترين المغتربين، وشن حملة لفرض النظام على الشركات الخارجية.

وتعتبر بريطانيا مقترضاً صافياً من بقية دول العالم، وتحتاج الاستثمارات الأجنبية لتمويل اقتصادها، ومن المرجّح أن تظل دول الشرق الأوسط مصدراً مهماً للسيولة التي تريدها.

لكن قد يصبح الأمر أكثر صعوبة في جذب الأموال الخليجية بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، نظراً إلى ارتفاع الضريبة وتشديد القوانين.

«وتعكس هذه التحرّكات سلوكاً متناقضاً، لأنها مبنية على التفكير على المدى القصير وليس البعيد»، وفق ما ذكره أحد كبار المسؤولين التنفيذيين الخليجيين.

ومع ذلك لا تزال هناك بعض الفرص الرخيصة التي يمكن اقتناصها؛ إذ يقول مديرون ماليون إن العملاء الخليجيين، سواء أفراد أو مؤسسات، منقسمون إلى معسكرين اثنين: الأول يريد تقليص انكشافه بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والثاني مستعد لمضاعفة استثماراته إذا ما خسر الجنيه الإسترليني 15 % من قيمته أو أكثر مقابل الدولار.

تعليقاً على ذلك، يقول أحد المسؤولين المصرفيين الخليجيين: «بناء على السعر الحالي، يبدو أن المستثمرين سينقضون على سوق العقار».

«الإسترليني».. يُغري

من ناحيتها، ذكرت نشرة بلومبيرغ أن شركات التطوير العقاري في لندن تعوِّل على ضعف قيمة الجنيه الإسترليني في استقطاب المستثمرين إلى سوق المساكن الفاخرة بعد تصويت بريطانيا للانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

ونقلت عن الرئيس التنفيذي في مجموعة بيركيلي هولدينغز، روب بيرينز قوله: «لمسنا كثيراً من اهتمام المستثمرين في الخارج، وها نحن بانتظار النتيجة».

في غضون ذلك، تعثّرت صفقات شراء أغلى المنازل في العاصمة البريطانية طوال الفترة التي سبقت التصويت، وهذا ما أضاف المزيد من الغموض حول السوق الذي تأثر بالفعل بارتفاع الضرائب، وعدم اليقين الذي يحيط بنطاق واسع من الاقتصاد، ومخاطر زيادة المعروض في بعض المناطق. أما مبيعات المنازل حالياً وسط أفضل مناطق وسط لندن فكانت الأدنى خلال أبريل ومايو منذ عقد، وفق شركة الوساطة هانتلي هوبر ليمتد.

من جانبه، قال المدير المالي في شركة التطوير العقاري ديوليز بروبيريتز، سبنسر ليسلي: «قد يكون هبوط سعر الجنيه الاسترليني فرصة مهمة للمشترين الأجانب، وأتوقع أن يستفيد الكثيرون من هذه المسألة».

وقال بيرينز ان حجز المنازل الجديدة في شركة بيريكلي غروب هولدينغز، أكبر مطور مبان في لندن، تراجع بنسبة 30 % في الأشهر الخمسة الأولى من العام.

إلى هذا، لا تزال لندن مدينة جاذبة للمشترين الأجانب بفضل اقتصادها المزدهر ونظامها القانوني وأسعار عقاراتها المرتفعة بحسب شركة كلوتونس. وبغض النظر عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن العاصمة البريطانية ستظل الوجهة المفضلة للأثرياء من دول الخليج العربي بحسب دراسة أعدتها الشركة المتخصصة بالوساطة العقارية. إذ بحسب هذه الدراسة قال 17% من بين 127 ثريا من أصحاب الثروات الصافية جدا انهم يفضلون مدينة لندن عن غيرها، مقابل %16 قالوا انهم يفضلون نيويورك، و13 % أشاروا إلى تفضيلهم سنغافورة. أما صحيفة ذي غارديان فذكرت أن واحدا من بين كل 4 مستثمرين خليجيين ينوون شراء عقار في لندن يدفعهم إلى ذلك التكسب من ارتفاع الأسعار بشكل بحت وليس بغرض العيش هناك.

وأضافت الصحيفة في تقريرها الذي تضمن شخصيات ثرية، أن هناك مخاوف متصاعدة من شراء العقارات وتركها، والتي غالباً ما يكون أصحابها مشترين من الخارج ولا يستخدمونها كثيراً طوال العام.

في شهر مايو، كشفت الصحيفة عن أن 184 من أصل 214 شقة في مشروع ذي تاور الراقي وسط لندن لم يسجلوا للتصويت، وأن ثلثي العقارات تقريباً مملوكة لمشترين من الخارج. وكان عمدة لندن الجديد، صديق خان أشار إلى هؤلاء المشترين الذين يستخدمون عادة منازلهم في العاصمة كسبائك ذهب بغرض الاستثمار.

وركّز البحث الذي أعدته وكالة كلوتونس ويوغوف على عدد صغير من أصحاب الثروات الصافية جدا من دول الخليج، الذين أجرت معهم الوكالة مقابلات حول محافظهم العقارية. من بين العينة المشاركة في البحث البالغ عددها 127 ثرياً، قال 55 % انهم يملكون عدداً من العقارات حول العالم، وأكثر من واحد من كل 10 اثرياء أجاب أن اختيار شراء عقار في لندن للاستثمار البحت.

وعزا المستثمرون الخليجيون سبب اختيار لندن إلى البنية التحتية، والرحلات المباشرة بينها وبين وطنهم الأم، والأمن السياسي والاقتصادي الذي توفره المدينة.

هذا وذكرت وكالة كلوتونس أن قيم العقار في الأحياء الغالية جدا وسط لندن زادت بمعدل %4.6 سنوياً، بينما بلغ العائد على الدخل التأجيري 3.72 % كمعدل وسطي. وذكرت الوكالة أن المستثمرين استفادوا من النمو الذي بلغ 70 % خلال السنوات السبع الماضية.

أما رئيس الأبحاث في كلوتونس، فيصل دوراني فقال إن المستثمرين من الشرق الأوسط أقل حساسية لموضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قياساً بغيرهم من الدول الأخرى في العالم.

وأضاف أن ثلث العينة المشاركة في البحث من الكويت وقطر والسعودية استشعروا تدهور اقتصاد بلادهم أو عدم استقراره، الأمر الذي دفعهم إلى البحث عن فرص استثمارية في الخارج، وقال ان %65 من المرجح أن يسعوا لشراء أصول خارج بلدانهم الأم. وينظر المستثمرون إلى لندن أنها ذات مخاطر استثمارية متدنية.

تراجع المبيعات

إلى هذا، أشارت صحيفة تلغراف إلى أن عدد مبيعات سوق العقار السكني الفاخر في ماي فير وويست إيند تراجع بنسبة 50 % في الربع الأول من 2016 مقارنة مع الأشهر الثلاثة الأولى من 2014 عندما كان السوق مزدهراً.

وأضافت الصحيفة أن سوق المكاتب في لندن من المرجح أن يكون الأكثر تأثراً مقارنة مع غيره من القطاعات العقارية الأخرى، لاسيما أن الشركات المحلية والعالمية على حد سواء ستنظر بالاعتبار حجم وتكلفة مقارها في العاصمة البريطانية.

من جانبها، قالت صحيفة ذي غارديان ان أسعار السكن والمبيعات قد تتأثر على المدى القصير على الأقل بعد التصويت، لكن انخفاض الإسترليني قد يؤدي إلى فقاعة ما بعد التصويت، في أكثر المناطق الغالية في السوق العقاري، وهو ما حذر منه الخبراء.

وأضافت أن أسرع التداعيات من المرجح أن تتمثل بانخفاض معدل دوران القطاع والتراجع السريع في نمو أسعار السكن، لاسيما أن المشترين سيتبعون سياسة الانتظار والترقب في المدى القصير.

تبقى لندن مربط خيلنا

أكد خبراء ومستثمرون ان بريطانيا عموماً ولندن خصوصاً، تبقى قبلة سياحية واستثمارية وحتى سكنية بالنسبة للخليجيين، فلن يتحول هؤلاء بين ليلة وضحاها من لندن الى برشلونة على سبيل المثال.

ستبقى لندن محطة خليجية.. وهذا يؤكده كل التاريخ الحديث منذ 40 سنةً على الاقل رغم كل المصاعب التي مرت خلال العقود الماضية



أضف تعليق



التعليقات 1
زائر 1 | 8:19 ص حائرون
أنة باقولكم شتسوون سوا پنجة!؟ رد على تعليق