العدد 5042 بتاريخ 26-06-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


كيف وهب تفجير مسجد الإمام الصادق الحياة لقرية هندية؟

الوسط - المحرر الدولي

في حي الرميثية القريب من مدينة الكويت أراني حسن هشام الفيلي (12 عاماً) عصا جده التي كان يتوكأ عليها.

وكانت العصا بحوزة جده حين قُتل في تفجير مسجد الإمام الصادق.

وفي خزانة زجاجية، تقبع نظارة الجد وحافظة نقوده وبعض متعلقاته التي كانت معه في ذلك اليوم المشؤوم، وذلك في محاولة للحفاظ على ذكرى الأب والجد المحبوب، بحسب تقرير لموقع قناة "بي بي سي العربية" اليوم الاثنين (27 يونيو / حزيران 2016).

على الحائط، عُلّقت لوحة تحمل أسماء 26 شخصاً هم ضحايا الهجوم الذي نفذه التنظيم المعروف باسم "داعش" في 26 يونيو/ حزيران 2015، الذي تزامن مع شهر رمضان.

وبين هؤلاء اسم سيد رضوان، والذي كان مواطناً يحمل الجنسية الهندية، ويعمل حارساً للمسجد.

استجابة فورية

هشام الفيلي كان ضمن الموجودين في المسجد حين وقع التفجير الذي أودى بحياة والده.

في نفس الوقت، فقد أحد أصدقائه المقربين، ويُدعى داوود الناصر، أربعة من أبناء عمومته في الهجوم.

وعقب الحادث المدمر، الذي من النادر وقوع مثله في المنطقة، وضعت أرملة رضوان تنجيم فاتيما مولودا في قريته الواقعة في حي سولتانبور بشمال الهند.

وجاء ميلاد الطفل في الأيام العشرة الأواخر من رمضان.

كان سيد رضوان بين 26 شخصا قتلوا في الهجوم على المسجد

وقرر هشام الفيلي وصديقه داوود الناصر، وهما موظفان حكوميان في الكويت، جمع أموال من الأقارب والأصدقاء لتقديمها هدية للمولود الجديد بمناسبة عيد الفطر.

وحين بعثا رسالة في الساعات الأولى من الصباح عبر تطبيق "واتساب" للدعوة إلى التبرع، جاءت الاستجابة فورية. وبحلول اليوم التالي، زادت الاستجابة بدرجة كبيرة.

ويتذكر الفيلي ما حدث، قائلا "لم نكن نتوقع هذا السخاء، تلقينا مكالمات ورسائل كثيرة لدرجة أنني اضطررت للوقوف بجوار سيارتي في الطريق من الظهيرة وحتى حلول الليل لمقابلة راغبي التبرع واستلام الأموال منهم، فيما توجّه داوود إلى منازل من لم يستطيعوا المجيء".

الأجانب "يفتقرون إلى الدعم"

وحدث هذا أثناء ساعات الصيام في قيظ شهر يوليو/ تموز، حيث تصل درجات الحرارة خلال النهار عادة إلى 40 درجة مئوية.

وبعد فترة وجيزة، كان من الواضح أن الأموال التي جُمعت أكثر بكثير مما يمكن منحه كهدية للمولود. ومن ثمّ سعى الفيلي والناصر إلى منح الضحايا الأجانب وأسرهم حصة من التبرعات.

وقال الناصر للقناة "الحكومة بذلت الكثير لأسر الشهداء وصرفت تعويضات لكل منهم، لكن الوضع كان مختلفا بالنسبة للأجانب".

وأوضح أن رحيل هؤلاء الأجانب عن بلادهم لكسب الرزق يعني أنهم لا يحظون بنفس شبكة الدعم من الأسرة والأصدقاء التي يتمتع بها الكويتيون.

أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم مسجد الإمام الصادق، ومع استمرار تدفق التبرعات من أنحاء الكويت ومن الخارج، قام الفيلي والناصر بزيارة تنجيم فاتيما في قريتها واليبور في الهند في ديسمبر/ كانون الأول 2015 لدفع تكلفة بناء منزل على قطعة أرض كان يملكها رضوان ولشراء مساحة أخرى من الأرض للأرملة وابنها.

لكنهما اكتشفا أنهما لم يكونا مستعدين لرؤية ما شاهدوه في القرية الهندية الفقيرة.

وقال الناصر "كانت هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها هذا المستوى من الفقر، حيث لا توجد منشآت للصرف الصحي، كما أن الكثيرين لا يستطيعون الحصول على مياه نظيفة".

مبادرة خيرية

ولدى عودتهما إلى الكويت، دشن الفيلي والناصر مبادرة لتمويل مشروعات في قرية واليبور وخمس قرى مجاورة لها في الهند. وتشمل المشروعات بناء مدارس، ومنشآت للصرف الصحي، ومضخات مياه، بالإضافة إلى مساعدات مالية للمحتاجين.

وبعد مرور عام على المبادرة، أوشكت أعمال بناء مدرسة على الانتهاء، فيما تمضي قدما أعمال بناء ثلاث مدارس أخرى، واكتمل حفر 15 بئرا على الأقل، بالإضافة إلى بناء 33 دورة مياه.

ورغم هذا، مازال الصديقان يؤكدان أن كل ما فكرا فيه في بداية الأمر هو جمع تبرعات لا تتجاوز 400 دينار كويتي (1300 دولار أمريكي) كهدية لمولود رضوان حارس المسجد الذي قُتل في الهجوم على المسجد.

أما الآن، وقد تمكنا من إحداث فارق، فهما يفكران في الاستمرار وربما بناء مستشفى في المنطقة في المستقبل.

وأعربت أرملة رضوان لبي بي سي عن سعادتها بأن هذه المشروعات تُبنى باسم زوجها.

وقالت "لا أستطيع أن اتحدث لغتهم، لكني أريد أن أشكرهم على إحسانهم".

كان سيد رضوان بين 26 شخصا قتلوا في الهجوم على المسجد أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم مازالت أعمال ترميم مسجد الإمام الصادق جارية.



أضف تعليق



التعليقات 13
زائر 1 | 7:52 ص كثر الله من امثالكم رد على تعليق
زائر 9 | 10:20 ص موتا لك فرج لي سبحان الله
زائر 2 | 7:58 ص نعم ما ربوا
ان الله يختار الصفوة اذا كانت هذه اخلاق الابناء والاحفاد فاي اخلاق يحملها آباؤهم وأجداهم
هنياً لكم يا شهداء رد على تعليق
زائر 3 | 8:53 ص ماشاءالله تبارك الرحمان ربي يحفظكم ويحرسكم ويكثر من أمثالكم أهل الكويت دوم كرمهم يوصل في كل مكان من العالم كرماء طيبين محبين إلى الناس الله يتمم إليكم بالخير وعلينا بالفرج رد على تعليق
زائر 4 | 9:00 ص بارك الله فيهم ماشالله رد على تعليق
زائر 8 | 10:06 ص ونعم العمل نحتاج مثل هذه الأعمال وهذا التفكير
زائر 5 | 9:28 ص ماشاء الله تبارك الرحمن..جزاكم الله خير الجزاء وكثر من امثالكم رد على تعليق
زائر 6 | 9:53 ص الله يبارك
الله يبارك فيكم ويثبتكم على فعل الخير شتان بين الصنيعين رد على تعليق
زائر 7 | 9:57 ص هشام الفيلي لاعب قرية بوري
كان احداللاعبين في دورة التعارف سكن في القرية بعد الغزو العراقي للكويت ويتمتع بالابتسامة الدائمة والاخلاق الحميدة فقد كان على صلة مع صديقة الاول في قرية بوري الاخ محمد علي محفوظ حجير وبعدها مجلس محمد حسن البقالي ومع كافة اطياف القرية ولا زال ، نعم والرجل والعشيرة (عائلة الفيلي وعائلة الشواف) دائماً يقفو جنب لجنب مع احداث بوري في الافراح والاحزان، ولاعمال الخير سباقين ومساهمين وفقهم المولى عز وجل.
أحمد ع م رد على تعليق
زائر 10 | 10:33 ص لو خليت خربت الله يخليهم ويعطيهم الله خير ولا يحرم الله المؤمنين والمؤمنات منهم وهم خير مثال يغتدى به رد على تعليق
زائر 11 | 11:27 ص التقيت به منذ الثمانينات عندما كان ياتي قريتي مع والده الشهيد وزادت علاقتي به ابان الغزو العراقي الغاشم حيث كان ياتي دائما لقضاء ايام محرم الحرام ..ويشاركنا في افراحنا واحزاننا كذلك نحن اصبحت زياراتنا للكويت زيارة احبه وكان منزل الشهيد ابو هشام في الرميثية ملتقى اهالي القرية .. رد على تعليق
زائر 12 | 1:09 م جزاكم الله خيرا على صنيعكم وجعله الله في ميزان عملكم ...وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم اجرا رد على تعليق
زائر 13 | 1:45 م سبحان مدبر الأمور.. أخذ شخصاً ليحي قريةً!!! رد على تعليق