العدد 5050 بتاريخ 04-07-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


الطاقة الشمسية توفر الكهرباء للهند في المستقبل

واشنطن – البنك الدولي

تمضي مجموعة البنك الدولي قدما في مساعدة الهند على الوفاء بخططها غير المسبوقة للتوسع في استخدام الطاقة الشمسية، بداية من تركيب الألواح الشمسية على أسطح المنازل إلى إقامة مجمعات الطاقة الشمسية الضخمة. وهذا سيدفع بالهند إلى طليعة الجهود العالمية لتوفير الكهرباء للجميع، والتخفيف من آثار تغير المناخ، ووضع البلاد على مسار تصبح فيه "هند المستقبل".

كان رئيس وزراء الهند نارندرا مودي قد قال في مؤتمر المناخ التاريخي في باريس العام الماضي "يجب أن يتحول العالم إلى الشمس لتزويد مستقبلنا بالطاقة. وفي حين يسعى العالم النامي إلى تحسين الظروف المعيشية للمليارات من الناس، فإن أملنا بتحقيق كوكب مستدام يتوقف على مبادرة جريئة عالمية".

وقد تعهدت الهند وهي تكشف عن مبادرتها الجريئة بأنها ستولد ما لا يقل عن 40 في المائة من احتياجاتها من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030. ويشمل ذلك خططا لتوليد 100 جيجاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2022، وهو هدف طموح للغاية بالنظر إلى قدرات الطاقة الشمسية المركبة في العالم في عام 2014 التي بلغت 181 جيجاواط.

 

تمثل مساندة انطلاقة الهند في مجال الطاقة الشمسية جزءا أساسيا من أجندة رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم وهو يزور الهند هذا الاسبوع. ويأمل البنك الدولي، خلال السنة المالية 2017، في تقديم مليار دولار لمساندة خطط الطاقة الشمسية في الهند.

وقال كيم "إن خطط الهند لمضاعفة حصة الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030 ستحقق تحولا في امدادات الطاقة في البلاد فضلا عن أنه ستكون لها آثار عالمية بعيدة المدى في مكافحة تغير المناخ. ويعد الالتزام الشخصي لرئيس الوزراء مودي نحو الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، القوة الدافعة وراء هذه الاستثمارات. وستبذل مجموعة البنك الدولي كل ما في وسعها لمساعدة الهند على الوفاء بأهدافها الطموحة، وخاصة فيما يتعلق بالتوسع في استخدام الطاقة الشمسية".

وقد وافق البنك الدولي بالفعل على قرض بمبلغ 625 مليون دولار لمساندة برنامج الهند لتوليد الطاقة الشمسية على أسطح المباني المرتبط بالشبكة القومية للكهرباء عن طريق تمويل تركيب الألواح الشمسية على أسطح المنازل في جميع أنحاء الهند. ويحصل المشروع على تمويل من كل من البنك الدولي وكذلك من صندوق التكنولوجيا النظيفة – وهو أحد صندوقي الاستثمار في الأنشطة المناخية، وسيعبئ تمويلا إضافيا من مستثمرين من القطاعين العام والخاص.

 

وتساند مؤسسة التمويل الدولية، ذراع مجموعة البنك الدولي المعني بالتعامل مع القطاع الخاص، ولاية مادهيا براديش الهندية لإقامة مشروع عملاق للطاقة الشمسية بقدرة 750 ميجاوات في ريوا. وسيكون هذا أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم. وستساند المؤسسة هيكلة وتنفيذ العملية، وذلك للمساعدة لجذب استثمارات تبلغ حوالي 750 مليون دولار. وقد كانت المؤسسة واحدة من أوائل الممولين لمشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الهند، وساعدت في إنشاء أول مشروع للطاقة الشمسية متصل بالشبكة القومية للكهرباء في البلاد.

 

وخلال زيارته للهند، يقدم كيم أيضا المساندة للتحالف العالمي للطاقة الشمسية. ويجمع التحالف -الذي قادته الهند وفرنسا في مؤتمر المناخ - 121 بلدا، ويهدف إلى تعبئة تريليون دولار من الاستثمارات للتوسع في استخدام الطاقة الشمسية. ومن خلال التوقيع على اتفاق مع الاتحاد العالمي للطاقة الشمسية في نيودلهي، فإن مجموعة البنك الدولي تمهد الطريق أمامه للدخول في شراكة مع البلدان الأعضاء في التحالف لمساعدتهم على تحقيق أهداف كل منهم.

 

وتعكف مجموعة البنك الدولي حاليا على إعداد عدد من المبادرات في الهند. وهي تشمل إنشاء مجمعات طاقة شمسية، وتعزيز حلول مبتكرة لتوليد وتخزين الطاقة الشمسية، وتقديم المساندة للشبكات الصغيرة للطاقة الشمسية. وستساعد مساندة البنك الدولي على زيادة إتاحة التمويل من القطاع الخاص، وإدخال التكنولوجيات الجديدة، وبناء القدرات الخاصة بالوحدات الشمسية فوق أسطح المباني، والتمكن من تطوير بنية تحتية مشتركة لدعم المجمعات الشمسية التي يقيمها القطاع الخاص في جميع أنحاء الهند.

وتخطط الهند بالفعل لإنشاء أحد أكبر المجمعات الشمسية في العالم. ومن المتوقع أن يولد المجمع الشمسي في ولاية كارناتاكا الجنوبية بقدرة 2 جيجاوات ما يكفي من الكهرباء لتغطية احتياجات نحو مليون أسرة. وسيساعد المجمع الذي سيوفر طاقة نظيفة شمسية متجددة في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 20 مليون طن سنويا، وسيوفر 3.6 مليون طن من الغاز الطبيعي الذي يُستخدم لتوليد الكهرباء. ويبرز نجاح مناقصة الطاقة الشمسية لهذا المجمع إمكانية إنشاء المزيد من مشاريع الطاقة المتجددة كبيرة الحجم في البلاد.

 

ويكتسي توليد الكهرباء المتجددة النظيفة أهمية كبيرة بالنسبة للهند، حيث يعيش ما يقرب من 300 مليون شخص – وهو ما يقرب من ثلث سكان البلاد - بدون كهرباء. وتعاني الهند اليوم من أحد أدنى معدلات استهلاك الكهرباء للفرد في العالم؛ وحتى عندما يتم توصيل الناس بشبكة الكهرباء، فإنهم يواجهون انقطاعات متكررة للتيار. أضف إلى ذلك النمو الاقتصادي المتوقع والزيادة في عدد السكان، والطلب على الطاقة في الهند الذي من المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2040.

وقال المدير القطري للبنك الدولي في الهند، أونو رول "تشهد الهند 300 يوم مشمس كل عام، ولذا فإنها من بين البلدان التي تتمتع بأفضل الظروف المناخية في العالم للاستفادة من الطاقة الشمسية. ويمكن للتوسع السريع في الطاقة الشمسية أن يحسن نوعية الحياة للملايين في الهند، وخاصة أفقر المواطنين في البلاد. ويمكن لذلك أن يوفر الآلاف من فرص العمل في مجال صناعة الطاقة الشمسية ويدعم التقدم في جميع مجالات التنمية، مما يساعد البلاد على تحقيق حلمها في أن تصبح "هند المستقبل".



أضف تعليق