العدد 5062 بتاريخ 16-07-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط الرياضي اونلاين
شارك:


مكافحة المنشطات عمل شاق بالنسبة إلى اللجنة الاولمبية الدولية بـ"أولمبياد 2016"

باريس - أ ف ب

فضائح في العاب القوى الروسية ورفع الأثقال البلغارية وشكوك حول كينيا ونتائج ايجابية من عينات أخذت خلال اولمبيادي بكين 2008 ولندن 2012، وتتويجا لكل ذلك، إيقاف العمل في مختبر ريو دي جانيرو... لم يسبق أن شهدت الألعاب الاولمبية أجواء قاتلة كما هي عليه الآن على جبهة مكافحة المنشطات.

وتكتفي اللجنة الاولمبية الدولية عادة وقبل شهر من انطلاق المنافسات بتهديد المخادعين والغشاشين بزيادة عدد الفحوص (4770 في 2008 و6250 في 2012) والتي تكون أكثر صدقية من السابق بفضل الطرق الحديثة للكشف عن المنشطات وبالتالي فرض العقوبات المناسبة.

حاليا، تعم الفوضى. تم الكشف عن نظام تنشيط حكومي في روسيا، استبعاد أو إيقاف أفواج بأكملها من الرياضيين، والمسرحيات المتوقعة خلال الأيام المقبلة حتى حفل الافتتاح تهز الحدث الرياضي الأول في العالم.

ولا تستطيع اللجنة الاولمبية الدولية التي طالما تعرضت لانتقادات عنيفة منذ الألعاب الشتوية في سوتشي (2014) بسبب الاكلاف الباهظة لهذه التظاهرات الرياضية كل 4 سنوات، أن تسمح لنفسها بترك رياضيين مشكوك في تنشطهم يشاركون في ريو وبالتالي حصول المزيد من الفضائح.

وبعد النسخة المتأرجحة في أثينا (2004) إذ تمن رصد 30 مخالفة لقوانين مكافحة المنشطات طالت 8 منها أبطالا اولمبيين، كانت النتائج اقل في بكين ولندن من حيث عدد الحالات، لكن إعادة فحص العينات أواخر مايو/ أيار أدت إلى اكتشاف 31 حالة في نسخة 2008 و23 حالة في نسخة 2012.

أي رياضيين روس في البرازيل؟

يرى عضو في اللجنة الاولمبية الدولية إن "فضيحة كبرى جديدة في مجال المنشطات ستكون مؤذية جدا للجنة الاولمبية الدولية التي تعرضت لهجوم كبير بعد منح سوتشي تنظيم الألعاب الشتوية المهشمة العام 2014 وبعدها بكين العام 2022".

لكن عملية "التنظيف" لا تمر عبر اللجنة الاولمبية الدولية المسئولة عنها بشكل مباشر خلال الفترة الاولمبية (9 أيام قبل انطلاق الاولمبياد و3 أيام بعد انتهائه)، وإنما يترك للاتحادات أن تقوم بعمليات المراقبة وإقرار من هم المسموح لهم بالمشاركة.

وأدى الاتحاد الدولي لرفع الأثقال، الموضوع تحت المجهر منذ زمن بعيد، قسطه في هذا الالتزام عندما أعلن في أغسطس/ آب 2015 أن الرباعين البلغار غير مخولين بالمنافسة في اولمبياد ريو دي جانيرو بسبب وجود مخالفات كثيرة لقوانين مكافحة المنشطات، فيما يبقى مصير الرباعين الكازخستانيين والجورجيين والروس معلقا على نتائج العينات المأخوذة من اولمبيادي بكين ولندن.

وتم توبيخ الاتحاد الدولي للملاكمة بسبب الاستخفاف في عمليات التدقيق والمراقبة قبل الألعاب الاولمبية، فيما وضعت السباحة تحت المجهر وعند الروس بشكل خاص.

لكن العاب القوى تشكل في الوقت الراهن النقطة السوداء الكبيرة حيث بدأ معظم الرياضيين الاستعدادات الأخيرة.

وأوقف الاتحاد الروسي لألعاب القوى منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من قبل الاتحاد الدولي على ضوء تحقيق أجرته الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات وتوصلت في نهايته إلى قناعة بوجود برنامج تنشيط منظم في العاب القوى الروسية.

وطلب الاتحاد الروسي الموقوف عبر اللجنة الاولمبية الروسية (غير موقوفة) إعادة النظر في تعويم 68 من رياضييه من قبل الاتحاد الدولي فارض العقوبة، فسمح الأخير للاعبة الوثب الطويل داريا كليشينا فقط بالمشاركة كونها مقيمة في الولايات المتحدة.

وكان الاتحاد الدولي سمح قبل ذلك للعداءة يوليا ستيبانوفا المتخصصة في سباق 800 م والتي كانت وراء الكشف عن وجود نظام تنشيط ممنهج في روسيا أدى إلى معاقبة الاتحاد الروسي بالإيقاف.

وفي قرار الإيقاف، ترك الاتحاد الدولي الباب مفتوحا أمام إمكانية الدفاع عن الرياضيين "الذي يتدربون في الخارج ويخضعون بالتالي للمراقبة من قبل أنظمة أخرى لمكافحة المنشطات" غير الروسي "المتورط حتى العظم" حسب تعبير نائب رئيس اللجنة الاولمبية الاسترالية جون كوتس.

التحاليل: أين ومتى وكيف وبمن؟

وتم اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي للبت في هذه المسالة وإبداء رأيها حول إمكانية قبول هذا الطلب قبل 21 يوليو/ تموز... أي قبل 3 أسابيع من انطلاق منافسات العاب القوى.

ومن بين المرشحين والمشمولين في هذا الطلب البطلة الاولمبية مرتين في مسابقة القفز بالزانة ايلينا ايسينباييفا المستمرة دائما بتدريباتها في نادي فولغوغراد والتي هددت بمقاضاة الاتحاد الدولي في حال عدم السماح لها بالمشاركة.

وإضافة إلى هذه الأمراض التي تشكو منها اللجنة الاولمبية الدولية، زاد الطين بلة سحب الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات الاعتماد من مختبر ريو دي جانيرو أواخر يونيو/ حزيران بعد أن أنتج خطأ حالات ايجابية غير صحيحة ليزداد مع ذلك الوضع تعقيدا.

وقبل أيام من بداية الفترة الاولمبية (9 أيام قبل انطلاق المنافسات)، لا تعرف اللجنة الاولمبية الدولية دائما أين وبمن وكيف سيتم تحليل آلاف العينات التي ستؤخذ في البرازيل. وتم الاستنجاد بعدد من المختبرات لتحل محل مختبر ريو دي جانيرو إذا لم يستطع استعادة اعتماده في غضون أيام. احتمال لا يزال قيد الدرس أيضا.

وقد يستطيع الغشاشون فرك أيديهم والتقاط أنفاسهم، وحتى لو تم تحليل العينات في أفضل الظروف، فالايجابية منها قد لا تكتشف لان العديد من المواد والطرق تبقى حتى اليوم غير قابلة للكشف.

وهناك على سبيل المثال هورمون النمو (اتش جي اتش) واحد مشتقاته (آي جي اف آي) نافذة كشفهم ضيقة للغاية، فضلا عن عمليات نقل الدم التي لا تكشف حتى الآن وكذلك الجرعات الصغيرة جدا من مادة الايبو.

قد يصبح ذلك ممكنا في اولمبياد طوكيو 2020، وحتى ذلك التاريخ، تبقى مكافحة المنشطات عملا شاقا بالنسبة إلى اللجنة الاولمبية الدولية.



أضف تعليق