العدد 5077 بتاريخ 31-07-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


ماذا لو اقتنيت جهازاً ذكيّاً لطفلي... هل أفيده أم أضرُّه؟

الوسط - أماني الشوفة

أحدثت التكنولوجيا الحديثة، وخصوصاً الأجهزة الذكية تغيراً في حياتنا، فأصبح الجميع يمتلك جهازاً ذكيّاً في جيبه بدءاً بالأطفال وحتى كبار السن، بل وأصبح شغلهم الشاغل حتى إنهم أضحوا لا يستطيعون الاستغناء عنه، فأحدث ذلك فجوة بين أفراد العائلة الواحدة، فتلاحظ أحياناً العائلة مجتمعة بأجسادهم فقط، ولكن كل فرد منشغل في هاتفه المحمول ليدخل في عالمه الخاص وينسى مَن حوله، والمؤسف أن الآباء في كثير من الأحيان يحاولون إشغال أطفالهم بإعطائهم جهازاً ذكيّاً يشغلهم فيتخلصوا من طلباتهم وأسئلتهم المتكررة، حتى بات أكثر الأطفال يحملون جهازاً ذكيّاً خاصّاً بهم وهناك من يحصل عليه قبل أن ترى عيناه النور، فترى الطفل الذي لا يمتلك جهازاً ذكيّاً يرى نفسه أقل من غيره من الأطفال.

ولكن قبل أن تسلم طفلك جهازاً ذكيّاً، هل فكرت يوماً كيف يمكن للجهاز وما يحويه من ألعاب وفيديوهات وغيرها أن تؤثر على سلوكه وشخصيته؟ بل ماذا لو أدمن طفلك على ذلك الجهاز؟

الأجهزة الذكية عالم واسع جداً عندما يدخله الطفل قد يصعب عليك أن تخرجه منه، حيث تشير الكثير من الدراسات الحديثة إلى أن الطفل الذي يحمل معه جهازاً ذكيّاً معرض للإصابة بالتوحد والانعزالية وقلة التواصل مع الناس، وبالتالي قد يصاب بالاكتئاب، وتشير كذلك إلى أن تلك الأجهزة تؤثر على  الذاكرة على المدى الطويل وتجعل وظائف الدماغ خاملة، وكما لاحظت بعض الأمهات أن بعض الألعاب المتاح تحميلها على الأجهزة الذكية تحمل كمية كبيرة من العنف والعدوانية والعادات الغريبة غير المحببة، والتي من السهولة أن يتطبع بها الطفل عندما يراها ويلعبها.

في حوار أجرته "الوسط"، أكدت بعض الأمهات أنهن يحددن وقتاً معيَّناً لأطفالهن في استخدامهم للجهاز الذكي، وبعضهن يقمن بـ "تحميل ألعاب مختارة على الجهاز"، ولا يسمحن لأطفالهن بفعل ذلك من غير إذنهن، تقول "أبرار" وهي أم لطفلة "في الغالب يكون الجهاز معي أعطيه ابنتي في أوقات محددة، قبل النوم مثلاً، لمدة ساعة واحدة ثم آخذه منها وإن طلبته مرة أخرى أحاول إشغالها بشيء آخر، وكذلك أختار برامج معينة لتحميلها، وأقوم بتجريبها لكي أتأكد، فقد رأيت الكثير من الألعاب التي تعلم الطفل عادات سيئة"، وتواصل "رأيت تأثيراً على طفلتي بسبب بعض الفيديوهات في "اليوتيوب"، فقد رأيتها في الآونة الأخيرة تحب "المسدسات والأكشن" وتحاول تقليدها".

وتقول إحداهن وهي أم لطفلين "أقوم بتحديد مدة زمنية لاستخدام الجهاز، فقد يكون هذا الوقت ساعتين في اليوم، وأحدد بعض البرامج التي يقومان بمشاهدتها، فقد شاهدت بعض السلوكيات السلبية في طفليَّ، مثل العنف وعدم استجابتهم لنداء الآخرين عند انشغالهم بالجهاز".

وهناك من تحاول إشغال أطفالها بأشياء أخرى تفيدهم بدلاً من استخدام الأجهزة الذكية، فتقول "أحاول إشغال أطفالي ببعض الألعاب المحببة لديهم ومشاركتهم في قراءة الكتب والقصص، وبعض الأحيان أحاول تنمية مواهبهم مثل التلوين والرسم والأعمال اليدوية، والسبب في ذلك إنني رأيت بعض السلوكيات السلبية في أطفالي كالعدائية والعصبية وكثرة السرحان".

وترى بعض الأمهات أن عدم شراء الجهاز الذكي للطفل أفضل بكثير، فالأطفال لا يناسبهم ذلك فسنُّهم سن حركة ونشاط وليس الغوص في جهاز يسرق منهم حيويتهم وطاقتهم، إذ تقول "فاطمة" وهي أم ثلاثة أطفال "أريد أن يعيش أطفالي كما عشنا نحن سابقاً من غير أجهزة، لا أريد أن تتحكم الأجهزة في عقليتهم وسلوكهم وطباعهم، بل لا أريدهم أن يكتسبوا أشياء من الأجهزة  فمن الأفضل أن يكتسبوها من الذين حولهم، لذا لا أفكر حالياً أن اشتري لهم تلك الأجهزة".

وكذلك تقول "أم أسيل"، وهي أم لثلاث بنات "كنت معارضة جداً شراء الجهاز لابنتي ولكنها أصرت بعد أن رأت الأطفال الذين في سنِّها يمتلكون جهازاً فأخذته لها، ولكن لاحظت أن أختها تشاهد رسوم كرتون تحمل بعض التصرفات غير المحببة، فحاولت إبعادها عنه بإشغالها بأشياء أخرى، ولكن شاهدتها تقلد بعض الحركات التي كانت تشاهدها، ولا أعرف كيف أمنعها من ذلك".

ومن جانب آخر، يرى البعض أن الأجهزة الذكية ليست سيئة، بل هي تنمي ذكاء الطفل وتجعله يتعلم بعض الأشياء المفيدة كاللغات وبعض الثقافات والدين وغيرها من الأمور، تقول أبرار "مع وجود الأشياء السلبية، ولكن لا أنكر أن ابنتي تعلمت بعض الأشياء المفيدة، مثلاً أصبحت تشاهد بعض الفيديوهات التي تشجعها على غسل أسنانها، وقامت بحفظ بعض الأناشيد الإنجليزية".

وأضافت أم أسيل "تعلموا أطفالي بعض الأشياء الإيجابية كالألوان والأرقام والأشكال والرسم وبعض الكلمات الإنجليزية"، وكما تقول بعضهن أن أطفالهن قاموا بحفظ  بعض السور القصيرة من القرآن الكريم، وتعلموا أسماء الحيوانات وأصبحوا يستطيعون تقليد أصواتها بسبب بعض البرامج والألعاب.

وترى بعض الأمهات أن هناك الكثير من الأشياء التي من الممكن إشغال الطفل بها كبديل عن الأجهزة الذكية، حيث اقترحن بعض الحلول "نرى أنه من الأفضل إشراك الطفل ببرامج بعيدة عن التكنولوجيا، ومشاركته في اللعب بألعاب تخلو من التكنولوجيا وتنظيم وقته وترتيبه وتوفير وقت للخروج وممارسة هواياته المحببة، وكذلك وضع حدود للطفل في استخدام الأجهزة الذكية، وعدم ترك تلك الأجهزة تكون عالمه".




أضف تعليق



التعليقات 5
زائر 1 | 7:11 ص اشتريت آيباد لأولادي عقب ما شافوا اولاد خالتهم ... اللحين مو مقتنعين بالبرامج اللي عليه يبغون النت على طول شغال مثل آيباد ولد خالتهم و طبعا اني رافضة اني اخلي الموضوع بدون رقابة .. في الإجازة اخليهم على راحتهم في الاستخدام بس ايام المدرسة اتحكم في الوقت و لازم احدد وقت أتحاور فيه مع أولادي لأن الأجهزة الذكية مو كل شي في الحياة رد على تعليق
زائر 2 | 7:58 ص لو في شئ ثاني يسونه في الاجازه ولو ان اليهال مابيطالعون عيال الأهل كنت مااخذت لهم الايباد لان حتى الألعاب مافيها براءه وعشان چذي احرمهم منه ع اقل سبب وغير أني مسويه عليه قيود ؛( رد على تعليق
زائر 3 | 8:01 ص يعتمد على طبيعة الاستخدام و التربية رد على تعليق
زائر 4 | 10:00 ص هذا اللي غربلنه مشكلة الحين الكل ماخذ لعياله ويحسون اولادي بنقص بس ماعليي منهم صحتهم أهم الله يحفظ على اولاد الجميع يارب التربية صعبة هالزمن رد على تعليق
زائر 5 | 11:35 ص المشكله انه الناس قامت تجوفه شي ضروري لازم ياخذونه لجهالهم .. اكو احنا عشنا بدون اجهزه ماصار فينا شي بالعكس اذكياء ومتفوقين .. والمشكله مو بس الجهال المراهقين الى اذا سلمته جهاز بدون مراقبة ماتدري في شنو يستخدمه. رد على تعليق