العدد 5126 بتاريخ 18-09-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


55 مليار دولار صفقات كويتية - بريطانية في 2016

الوسط - المحرر الدولي

أكد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن بلاده حليف قوي ووثيق للكويت، لافتا إلى أن العلاقات الثنائية بينهما مبنية على التفاهم والثقة المتبادلة والصداقة التاريخية بين الشعبين، مشددا على أن هذه العلاقات لن تتأثر بقرار الشعب الانجليزي بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي ، وفق ما قالت صحيفة الانباء الكويتية اليوم الإثنين ( 19 سبتمبر/أيلول 2016)

وقال فالون، في لقاء خاص لـ «الأنباء» قبل بداية زيارته الرسمية إلى البلاد اليوم، إن حجم التجارة مع الكويت حاليا يبلغ نحو 1.5 مليار جنيه إسترليني، ويتم العمل بجدية لرفع معدلاته إلى أبعد من ذلك، كاشفا عن أن الحكومة الكويتية تتطلع إلى توقيع عدد من الصفقات مع شركات بريطانية في عام 2016 تقدر قيمتها بـ 55 مليار دولار في إطار خطة التنمية 2015- 2020.

وعن التعاون العسكري، قال فالون إن قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية والاستخباراتية محل احترام وتقدير مختلف دول العالم بسبب قدراتها الفائقة على القتال والوصول إلى أهدافها، مضيفا أن العلاقة الدفاعية والأمنية بين الكويت والمملكة المتحدة وثيقة وأن الكويت أصبحت ثامن دولة تنضم إلى أسرة يوروفايتر تايفون، كما أننا نقدم الدعم التدريبي للجيش الكويتي ونجري العديد من التدريبات والمناورات المشتركة. وبينما أكد فالون أن موقف بلاده واضح من دعم دول الخليج والالتزام بأمنها، شدد على أن رفع التمثيل الديبلوماسي مع إيران إلى مستوى السفراء لا يعني أن المملكة المتحدة ستتجاهل نشاطاتها في المنطقة وما تطلقه من صواريخ باليستية.

وفيما يلي تفاصيل الحوار

كيف تصف العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة والكويت، وإلى أي مدى أنتم راضون عن تطورها؟

٭ المملكة المتحدة حليف قوي ووثيق للكويت وعلاقتنا معها مثمرة وتتميز عبر مختلف محطاتها بالقوة والمتانة لأنها بنيت على التفاهم والثقة المتبادلة والصداقة التاريخية بين الشعبين.

وهذا العام احتفلت الكويت بثلاث مناسبات مميزة الذكرى الـ 55 لاستقلال الكويت والـ 25 للتحرير من براثن العدوان الصدامي الغاشم والـ 10 لتولي صاحب السمو الأمير مقاليد الحكم، ولذلك أود أن انتهز هذه الفرصة لأهنئ الشعب الكويتي بهذه المناسبات وأن أتوجه إليه بالشكر على صداقته الممتدة مع شعبنا وحرصه على استمرارها.

أما فيما يتعلق بتطور علاقتنا مع الكويت، أرى أن هذه العلاقات تسير بخطى ثابتة وتتطور بشكل مميز وأنا على يقين أن منحناها سيرتفع من قوة إلى قوة في السنوات القادمة.

كيف ترى مستقبل العلاقات البريطانية - الكويتية في أعقاب انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوربي؟

٭ علاقاتنا الثنائية مع الكويت أقوى من أي وقت مضى، ولن تتأثر بقرار الشعب الانجليزي بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وعلى الجميع أن يعلم أن الشعب الانجليزي قد قال كلمته وما على الحكومة إلا توفير سبل النجاح لهذا القرار احتراما لإرادته.

ومنذ إعلان نتائج الاستفتاء ونحن نركز بصورة رئيسية على دعم وتقوية علاقاتنا مع شركائنا الرئيسيين مثل الكويت والتي تجمعنا معها علاقات دافئة وشراكة ومنفعة متبادلة، وهي تعتبر نموذجا مثاليا يحتذى في هذا الصدد.

والدول التي تعمل وتتعاون معنا ستجد أن المملكة المتحدة شريك قوي، فالاقتصاد البريطاني هو خامس أكبر اقتصاد في العالم وينمو بوتيرة أسرع من الكثير من الاقتصادات المتقدمة في دول أخرى، فعلى مدار الخمس سنوات الماضية قمنا بتخفيض العجز المالي لدينا بمقدار الثلثين وإنتاج السيارات ارتفع لأعلى معدلاته كما حققت نسب التوظيف أعلى معدلاتها منذ بداية التسجيل لها.

ما أبرز العناوين على جدول أعمال زيارتكم للمنطقة بصفة عامة والكويت بصفة خاصة؟

٭ أنا هنا لمناقشة كيفية أن نبني على علاقاتنا المتميزة مع الكويت في الدفاع والتجارة وغيرها من المجالات، وخلال الزيارة سألتقي وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد وسأنقل له بوضوح رسالة مفادها أن المملكة المتحدة قوة عالمية، ونحن نعمل هنا في المنطقة مع شركاء أقوياء لمواجهة التهديدات وتعزيز الفرص، باختصار المملكة المتحدة اليوم أكثر تركيزا من أي وقت مضى على إقامة وتطوير علاقاتها وروابطها الدولية.

كما سنتطرق خلال المناقشات إلى الثناء على مساهمة الكويت الفعالة في تعزيز الأمن في المنطقة ودعمها لقوات التحالف.

وبخصوص العناوين على أجندة زيارتي لمصر، بالإضافة لمناقشة الفرص الاقتصادية تطرقنا إلى كيفية دعم سبل التعاون لمواجهة التهديدات الأمنية المتبادلة من خلال المبادرات الهامة مثل التدريب على مكافحة العبوات الناسفة في المملكة المتحدة.

ما الرؤية البريطانية للتعاون العسكري الحالي والمستقبلي مع الكويت؟ وماذا عن الدور الذي تلعبه المملكة المتحدة في توريد المعدات العسكرية إلى القوات المسلحة الكويتية؟

٭ قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية والاستخباراتية محل احترام وتقدير مختلف دول العالم، وذلك بسبب قدراتها الفائقة على القتال وخفة حركتها المتميزة في الوصول إلى أهدافها، فضلا عن قدرتها على العمل جنبا إلى جنب مع حلفائنا المقربين.

لا تزال العلاقة الدفاعية والامنية بين الكويت والمملكة المتحدة وثيقة، ولقد أصبحت الكويت الدولة الثامنة التي انضمت إلى أسرة يوروفايتر تايفون، كما تشارك الشركات البريطانية أيضا في تأمين البنية التحتية الحساسة والدقيقة في الكويت.

ما الدور الذي تلعبه في تدريب القوات المسلحة الكويتية؟

٭ حاليا تقدم المملكة المتحدة التدريب لجميع فروع القوات المسلحة الكويتية في كل من المملكة المتحدة والكويت، بالإضافة إلى العديد من الدورات لمنتسبي الجيش الكويتي في المملكة المتحدة، كما تقوم القوات المسلحة البريطانية بإجراء التدريبات والمناورات المشتركة مع نظرائهم الكويتيين.

في العام الماضي كان هناك تدريب مشترك لعدد من السفن الحربية البريطانية مع القوة البحرية الكويتية وخفر السواحل.

كيف ترون الاستثمارات الكويتية في المملكة المتحدة وحجمها؟

٭ حجم التجارة مع الكويت حاليا تبلغ قيمته نحو 1.5 مليار جنيه استرليني ونعمل بجد لرفع معدلاتها إلى أبعد من ذلك، إلا انه لاتزال هناك فرص كبيرة للشركات البريطانية حيث تتطلع الحكومة الكويتية لتوقيع عدد من الصفقات معها في عام 2016 تقدر قيمتها بـ 55 مليار دولار وتركز هذه الفرص في المقام الأول على المشاريع الرأسمالية المتاحة في ظل الخطة التنموية 2015-2020 في الكويت.

وتشمل هذه المشروعات ميناء جزيرة بوبيان للحاويات، ومشروع سكك حديد دول مجلس التعاون الخليجي، والمطار الجديد والإنفاق الإضافي على المدن الجديدة والبنية التحتية والخدمات، وبخاصة في مجال التعليم والصحة.

على خلفية انخفاض أسعار النفط تتجه الكويت إلى تنويع مصادر الدخل من خلال وجود خطط لتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري عالمي، وهو ما يعني وجود فرص كبيرة لرجال الأعمال في المملكة المتحدة في العديد من المجالات، ما أود أن أشدد عليه أن المملكة المتحدة في وضع أفضل من أي وقت مضى للاستفادة من هذه الفرص لتقديم خبراتها المتميزة بما يصب في صالح الشعبين، بالإضافة إلى أنه مع ارتفاع عدد سكان الكويت من 4 ملايين نسمة إلى 5.5 ملايين نسمة في عام 2025، سوف تحتاج الكويت إلى تحديث وتحسين خدماتها العامة بشكل كبير، وهذا ما سيوفر مزيدا من الفرص الاقتصادية للمملكة المتحدة والتي تعتبر من أهم نقاط القوة لديها وخصوصا في مجالات الخدمات المالية والاستشارات والتعليم والنفط والغاز والصحة.

كيف تقيمون الدور الذي تلعبه الكويت في الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن دورها الإنساني؟

٭ الكويت لديها علاقات مميزة مع جيرانها في منطقة الخليج والشرق الاوسط وهذا ما مكنها من لعب دور الوسيط بين دول المنطقة لفض النزاعات والمساهمة في تحقيق السلام، فضلا عن مشاركتها العسكرية فيها.

أما عن دور الكويت الانساني والإغاثي فنجد أن الكويت تتميز في هذا المجال وتلعب فيه دورا بارزا وهو محل تقدير مختلف دول العالم، فمن ينكر دورها في استضافة ثلاثة مؤتمرات للمانحين لتخفيف معاناة المتضررين من جراء الأزمة السورية، كما شاركت في المؤتمر الرابع للمانحين جنبا إلى جنب مع المملكة المتحدة والنرويج وألمانيا في لندن في فبراير 2016، جدير بالذكر أن هذا هو ثالث أعلى مؤتمر للمانحين لدعم الجهود الإنسانية في سورية.

كرم الكويت وسخاؤها في إغاثة المنكوبين والتخفيف من آلام المتضررين من ويلات الحروب والنزاعات كان محل كان تقدير واعتراف الأمم المتحدة في سبتمبر عام 2014 من خلال تسمية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائدا إنسانيا.

كما نقدر جدا دور الكويت في استضافة مباحثات السلام اليمنية وجمع كل أطراف النزاع على طاولة واحدة للتوصل إلى تسوية سياسية في اليمن.

هل أمن الكويت لايزال يمثل أولوية بالنسبة لبريطانيا؟ وهل تفكرون في مراجعة اتفاقيات الدفاع المشترك بين المملكة المتحدة والكويت في المستقبل القريب؟

٭ أمن الكويت أولوية بالنسبة لنا ونعمل مع أصدقائنا الكويتيين لتعزيز التعاون في مجال الدفاع في المستقبل ونتطلع إلى تعميق علاقاتنا بصورة أكبر.

المملكة المتحدة رفعت علاقاتها مع إيران إلى مستوى السفراء مؤخرا، إلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك على العلاقات البريطانية مع دول مجلس التعاون الخليجي؟ وهل مازالت إيران تشكل خطرا حقيقيا على جيرانها؟

٭ في 5 من سبتمبر الجاري رفعت المملكة المتحدة وإيران التمثيل الديبلوماسي الى مستوى السفراء، وهذا في حد ذاته خطوة نحو تطبيع العلاقات وتطويرها مع إيران، إلى أن ذلك لا يعني أننا سنتغاضى عن نشاطات إيران في المنطقة وإطلاق الصواريخ الباليستية فيها، ولكن ربما يعني أننا سنعمل في جو أفضل مع الحكومة الإيرانية لإثارة هذه القضايا.

موقفنا واضح من دعم دول الخليج والالتزام بأمنها.

ما أبرز جهود بلادكم في الحرب على الإرهاب وخصوصا داعش؟

٭ دور المملكة المتحدة دور عالمي متوازن يقوم على حماية نفسها وحلفائها من المخاطر المشتركة ومع حلول الذكرى الثانية لانضمام قواتنا الجوية للتحالف الدولي ضد داعش أريد أن أوضح أننا لعبنا دورا كبيرا بمشاركة فاعلة منذ سبتمبر عام 2014 وإلى الآن حيث قامت طائراتنا بقصف أكثر من 1000 هدف في مراكز القيادة والبنى التحتية لداعش، كما وفرنا المراقبة الجوية للقوات العراقية على أرض المعركة، ناهيك عن مساهمتنا في تدريب أكثر من 25 الف جندي عراقي، بالإضافة إلى توفير الاسلحة والذخيرة وسنستمر في هذه الجهود حتى يتم القضاء على داعش.

كيف ترون مستقبل سورية؟ وهل سيسهم الاتفاق الأميركي - الروسي في حل الأزمة؟

٭ حل الأزمة السورية لن يكون إلا عن طريق تسوية سياسية شاملة ودائمة من خلال حكومة انتقالية تمثل مختلف اطياف الشعب السوري نستطيع التعاون معها للقضاء على الإرهاب.

وهنا أود أن أشير إلى ترحيب المملكة المتحدة بالاتفاق الأميركي - الروسي بشأن سورية لوقف العمليات العدائية وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، ولذلك يجب أن يشمل هذا الاتفاق جميع الأطراف السورية وعلى الأسد أن يوقف هجماته على المدنيين وعلى روسيا أن تستخدم نفوذها للضغط من أجل تحقيق ذلك.

المملكة المتحدة ستواصل جهودها بمزيد من التعاون مع شركائها الدوليين للتأكد من مراقبة الوضع عن كثب والتأكد من التزام جميع الأطراف.

كيف تقيمون محادثات السلام اليمنية في الكويت؟ ما هي رؤية البريطانية إلى حل هناك؟

٭ نثمن الدور الهام الذي تلعبه الكويت في إحلال السلام وحل النزاعات في المنطقة.

تواصل المملكة المتحدة تدعم بقوة الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وجهوده الدؤوبة في العمل مع جميع الأطراف لتحقيق السلام في اليمن.

نأسف بشدة لفشل أطراف النزاع اليمنية في التوصل إلى اتفاق في الكويت ونحثهم على العثور على الحلول التوفيقية التي من شأنها وضع حد للصراع الحالي.

كما يجب أن تجدد جميع أطراف الصراع التزامها بوقف الأعمال العدائية من أجل الشعب اليمني.



أضف تعليق