العدد 5167 بتاريخ 29-10-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


دراسة تسعى لاكتشاف الجينات الخاصة بالخليجين المصابين بمرض التصلب اللويحي

المنامة - جامعة الخليج العربي

بحثت دراسة علمية أصدرتها جامعة الخليج العربي في خصائص التركيبة الجينية لمواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلاقتها بمرض التصلب اللويحي Multiple Sclerosis.

الدراسة التي نشرت مؤخراً في مجلة "تقارير الطب الجزيئي العالمية" (Molecular Medicine Reports) هدفت لفك الشفرات الجينية المجهولة التي تلف مرض التصلب اللويحي، وهو من الأمراض التي مازالت محيرة للمجتمع العلمي لأن مسبباته مجهولة وأعراضه تتطور ببطء، وتتكرر على مراحل متباعدة مؤدية إلى إتلاف الغشاء المحيط بالأعصاب، وخلل في الاتصال بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم، وفي نهاية المطاف قد تصاب الأعصاب نفسها بالضرر ما يؤدي إلى فقد القدرة على المشي أو التكلم، والوفاة عند المراحل المتقدمة.

أعد الدراسة قسم علوم الحياة في جامعة الخليج العربي بإشراف عميد كلية الدراسات العليا محمد الدهماني فتح الله، وبمشاركة فريق أكاديمي وطلابي يمثل عدة دول خليجية.

وقالت أستاذ البيولوجيا الجزيئية والخلوية المساعد في برنامج التقنية الحيوية الصحية والباحثة الأولى في الدراسة سونية بورقيبة هاشمي إن المجتمع العلمي مازال عاجزاً عن معرفة الأسباب الدقيقة لمرض التصلب اللويحي لكن هناك عوامل جينية، وطبيعية قد تعد مؤشرات أساسية للإصابة بالمرض، منها المتغيرات الأليلية في التسلسل الجيني، ودرجة التعرض لأشعة الشمس حيث ينتشر المرض بشكل أوسع في المجتمعات ذات درجات الحرارة المتدنية، كما أن النساء يصبن به ضعف الرجال.

إلى ذلك، اهتمت العديد من الدراسات السابقة بتحليل علاقة الأصول الإثنية بالتغيرات الأليلية في التسلسل الجيني للإنسان وعلاقتها بالإصابة بالمرض، وهو ما تم بالفعل على عدة مجتمعات في الولايات المتحدة، وأوربا، وأميركا اللاتينية، حيث تبين أن لكل مجتمع من هذه المجتمعات متغيرات أليلية ارتبطت بشكل كبير بالمرض.

ولفتت هاشمي إلى أن هذه الدراسة استندت إلى 7 متغيرات أليلية توصلت إليها دراسة سابقة في أوروبا، حيث سعت الدراسة الحالية للبحث عن علاقة دالة بين المتغيرات الأليلية والإصابة بالمرض في المجتمعات الخليجية، "كما بحثنا علاقة المتغيرات الأليلية ومستوى الاستجابة لدواء (Interferon Beta) الذي يتجاوب معه 50 في المئة من المرضى فقط".

أجريت الدراسة على عينة من 268 شخصاً من دول الخليج، منهم 156 من المصابين بمرض التصلب اللويحي، وتوصلت الدراسة إلى وجود متغير أليلي واحد مرتبط بالمرض وهو موجود في جين ZAFT وعند النساء تحديداً.

وأشارت إلى أن هذا المتغير يعطي مؤشراً على احتمال الإصابة بالمرض، وعليه فإن الخطوة التالية تكمن في تتبع تاريخ العائلة لاكتشاف إذ ما كان هنالك تاريخ جيني للإصابة بالمرض. وفي السياق ذاته تبين طبيعة المتغير الأليلي الذي توصلت إليه الدراسة تجاوب الحالة إلى الدواء في حالة ما كانت مصابة بالمرض.

من جانبه، أشار محمد الدهماني فتح الله إلى أن هذه الدراسة تأتي في سياق الرؤية الاستراتيجية لجامعة الخليج العربي المتمثلة في إجراء الأبحاث العلمية والسريرية المتميزة التي تلبي الاحتياجات الصحية لمواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومنها مرض التصلب اللويحي الذي أصبح انتشاره متنامياً في السنوات الأخيرة في منطقة الخليج العربي.

كما أكد أنه علاوة على التركيبات الجينية الخاصة التي يتميز بها المرضى فإن تغير أساليب الحياة في المجتمعات الخليجية وخاصة منها التي أدت إلى قلة تعرض الناس لأشعة الشمس تساهم أيضا في انتشار المرض.

إلى ذلك، تعتبر هذه الدراسة أولية، حيث يسعى الفريق البحثي للحصول على تمويل للبدء في دراسة عينة واسعة من سكان الخليج، بهدف إجراء تحليل واسع للجينوم الخليجي، وإعداد خارطة لكل المتغيرات الأليلية المتسببة في مرض التصلب اللويحي.

ولفت محمد الدهماني فتح الله إلى أن أهمية الدراسة لا تكمن في الجانب العلمي فحسب، بل تعتبر الدراسة خطوة مهمة نحو إرساء الطب الشخصي في منطقة الخليج العربي عبر الكشف الجيني المبكر، والعلاج الدقيق وما ينتج عنه من تحكم وتوفير في موازنات الصحة العامة.

هذا وشارك في إعداد الدراسة الطالبة طيبة أشكناني من الكويت، رائد الروغاني من الكويت، والطالبة فاطمة كاظم من البحرين، ووسيم علماوي من جامعة الخليج العربي.



أضف تعليق