العدد 5168 بتاريخ 30-10-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


منح جائزتين لأفلام اللاجئين وعرض 11 فيلما صنعها أطفال سورية

"مهرجان الشارقة السينمائي" يدعم اللاجئين ويطلق مواهبهم السينمائية

الوسط – منصورة عبدالأمير

ركز مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل، في دورته الأخيرة التي اختتمت مساء الجمعة الماضي (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، على قضايا الأطفال اللاجئين ومعاناتهم، سواء من خلال عدد من الأفلام التي ناقشت أوضاع اللاجئين من الأطفال أو تلك التي اختارتها لجنة تحكيمه لتمنحها جوائز الدورة الرابعة من المهرجان (23-28 أكتوبر 2016).

أما من حيث الجوائز فقد منح المهرجان اثنتين من جوائزه لأفلام ركزت بشكل كامل على معاناة الأطفال في بعض مخيمات اللاجئين، وهما فيلم فيلم "أنا سامي" (‘I Am Sami’)، الذي فاز بجائزة أفضل فيلم قصير من العالم.

ويروي الفيلم الذي أخرجه البريطاني (من أصل عراقي) كي بهار، قصة سامي، ابن العشرة اعوام، والذي يعيش في منطقة حرب تضطره لاتخاذ قرارات قد تسلبه طفولته وتتجاوز اداركه. ويعد هذا الفيلم أول عمل اخراجي لكي بهار، وقد حصد 37 جائزة في مختلف المهرجانات السينمائية في دول كثيرة.

كذلك احتفى المهرجان بفيلم "دياب" (‘Dyab’)، إذ منحه جائزة أفضل فيلم وثائقي. ويحكي الفيلم الذي اخرجه العراقي مازن شربيني، قصة ذياب وهو صبي كردي يبلغ من العمر 12 عاما يعيش في مخيم للاجئين اليزيدين. يحلم الفتى بأن يصبح مخرجا وممثلا ليحكي للعالم قصص ومعاناة شعبه التي تعرضوا لها على يد تنظيم داعش. وفي الذكرى الأول للهجوم الإرهابي يخطط ذياب لتقديم عرض مسرحي، على أمل أن يصل للعالم بأكمله.

مزيد من أفلام اللاجئين

إلى جانب ذلك، عرض المهرجان عددا من الأفلام التي ناقشت أوضاع اللاجئين منها فيلم ياسمين Jasmine  الذي عرض ضمن فئة "أفلام من العالم العربي" وهو من إخراج السوري المهند كلثوم. ويوثق فيلم حكايات مختلفة لأطفال سوريا في ظل الحرب التي تشن على بلدهم، مستعرضا تأثيرات تلك الحرب على أحلام الأطفال والأفكار، ونظرة هؤلاء الأطفال لما يحدث على أرضهم، وتمسكهم بحلمهم في غد أفضل.

كذلك عرض المهرجان فيلم "انتماء" Belonging  للمخرجة البرتغالية لورا سيكساس. وتدور أحداث الفيلم في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية، ويروي قصة اميليا الفتاة التي تحاول العثور على أهلها في الريف البرتغالي وبعد أن فرقتهم الحرب.

ويستعرض الفيلم القصير "ميتم"، وهو من إخراج البحريني هاشم شرف، حالة طفل يتيم يعيش في أحد الملاجئ ولا يمكنه النوم بعيدا عن حضن والدته.

أما الفيلم الوثائقي "الثورة من خلال عيون الأطفال" A Brave Bunch, The Uprising through Children’s Eyes  وهو من إخراج البولندي توماس ستانكيفيتش، فيستعرض حال الأطفال الذين بقوا على قيد الحياة بعد انتفاضة وراسو عام 1944.

أفلام من صنع اللاجئين

من جانب آخر، شهدت دورة المهرجان الأخيرة هذه، عرضاً خاصاً لنحو 11 فيلماً من صنع الأطفال اللاجئين، وهي أفلام جاءت ضمن  مبادرة "أفلام من صنع الأطفال اللاجئين" التي أطلقها المهرجان بهدف إتاحة الفرصة أمام الأطفال اللاجئين للتعبير عن واقعهم اليومي وقضاياهم وأحلامهم وطموحاتهم.

الأفلام نتجت من مجموعة ورش عمل عُقدت لمجموعة من الأطفال السوريين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في لبنان وذلك بغرض تعليمهم أصول العمل السينمائي. ومن خلال هذه الأفلام  التي صنعها الأطفال بالكامل، عبّر هؤلاء الأطفال السوريون عن واقعهم وحياتهم في المخيمات وعن أحلامهم، فجاءت الأفلام متسقة مع أهداف المهرجان الذي يسعى بشتى الوسائل على إتاحة الفرصة أمام الأطفال للتعبير عن أحلامهم، من خلال تعليمهم أساسيات صناعة السينما والإخراج، وكل ما يتعلق بهذا المجال.

وجاءت الأفلام تحت العناوين التالية "بين الخيمة والزريبة" لمحمد رامي (16 عاما)، "أحمد"من إخراج راما شربجي (18 عاماَ)، "أصدقاء للأبد" وهو من أخراج كل من كارمن ووائل ونانسي بدر وكريستينا وآيات، "الزيز" ليوسف الشمالي (18 عاما)، "عالموضة" لبشرى دياتي (18 عاما)، "فرصة جبرية" لآية العواد (19 عاما)، "جبل محسن وباب التبانة" للطفل نادي (13 عاماً)، "نتعاون كي ننجح" لكل من دلشان ودياب ومحمود وأماسي ولين وقصي وسوزفين ولاما وجميل وأمل، "المرجلة عالتنين" لمحمد السعيد (16 عاماً)، "الاعتراف" لمحمد شربجي (15 عاما)، و"الشحاطة السورية" لمحمد صيّاح هيلم (17 عاماً).

وأتاح المهرجان الفرصة لهؤلاء الأطفال لتعرض أفلامهم على جميع زوار المهرجان وضيوفه من نقاد ومهنيين وخبراء، وهو الأمر الذي سيدعم موهبة هؤلاء الأطفال حتماً وربما يفتح المجال أمام بعضهم ليصنعوا أسمائهم في عالم الإخراج السينمائي.

وكانت مدير مؤسسة فن، مدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل الشيخة جواهر بنت عبد الله القاسمي، قد تحدثت عن الدعم الذي تقدمه مؤسسة فن، المؤسسة المنظمة للمهرجان، للأطفال اللاجئين، قائلة "بدايتنا مع أفلام اللاجئين كانت في الدورة الثالثة حيث عرضنا آنذاك 9 أفلام صنعت بأيدي الأطفال اللاجئين، وشعرنا حينها بمدى الشغف الذي يمتلكه هؤلاء الأطفال في التعبير عن واقعهم، ولذلك أثرنا إعادة تقديم هذه المبادرة مجدداً أمام جمهور المهرجان، كنوع من المسؤولية الاجتماعية تجاه هؤلاء الأطفال، بعرض 11 فيلماً صنعت جميعها بأيدي أطفال ذاقوا مرارة اللجوء ومعاناة، وقد جاءت هذه الأفلام  متنوعة في حبكتها ونصوصها وحكاياتها، فضلاً عن كونها تتمتع بمصداقية عالية لأن صانعها هو الطفل نفسه، وهو الذي يروي حكايته وأحلامه فيها".

مشاريع أخرى للاجئين

مؤسسة فن تعاونت مع جهات عديدة لدعم اللاجئين بأشكال مختلفة، وذلك كما أشارت جواهر القاسمي، التي أفادت بأنه "في شهر مايو/ أيار الماضي، كان لنا شرف المشاركة مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في دعم فعاليات برنامج توزيع الوجبات المدرسية لصالح اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالأردن. كما قام فريق مؤسسة فن بعرض أفلام من دورة المهرجان الماضية على شاشات في الحي التاسع والحي العاشر من المخيم، ومساعدة ساكنات المخيم وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في إعداد المعجنات والفشار لـ800 طفلاً حضروا العروض. ومن خلال هذه الجهود كان الهدف في إيصال المزيد من الغذاء للأطفال في مخيمات الزعتري، ونتطلع إلى إعادة هذا النموذج من الشراكة مع برنامج الأغذية العالمي لما فيه مصلحة الأطفال في كافة أرجاء العالم في المستقبل".

يشار إلى أن المهرجان الذي يقام سنوياً تحت رعاية قرينة عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي،  رئيس المجلس الأعلى لشئون الأسرة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي. 

ويعتبر مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل مبادرة طموحة تطلقها مؤسسة فن المتخصصة في الفن الإعلامي للأطفال والناشئة، ويهدف إلى تعزيز فنون الإعلام الجديدة لديهم، ويشارك فيه عدد كبير من المسئولين والشخصيات البارزة والمهتمين في هذا المجال من النقاد والمخرجين والمختصين، وتحضر فعالياته قطاعات كبيرة من الأطفال وذويهم من المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات وزوارها.


الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي


أضف تعليق