العدد 5198 بتاريخ 29-11-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


الشيخة موزا لدى افتتاحها مؤتمر "ويش": يجب مراعاة البعد الأخلاقي والديني في التعاطي مع التقدم الطبي الهائل

 الدوحة – عقيل الشيخ

 أكدت رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على أهمية مراعاة البعد الأخلاقي والديني في التعاطي مع قضايا التقدم الهائل في مجال الطب، وضرورة الانفتاح وتوسيع الآفاق في النظر إلى القضايا المتصلة بصحة الإنسان.

 جاء ذلك لدى افتتاح سموها مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش" 2016، اليوم الثلثاء (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.

 وأوضحت الشيخة موزا أنه يجب "العمل على تجديد اجتهاداتنا مع وجوب البحث في ثقافتنا وديننا على كل ما يُدَعم الاستفادة من منجزات العلوم الطبية، وبكلمات أخرى أن نحترم فكرنا الديني في الوقت الذي نحرص فيه على أن نكون جزءاً من الخريطة الصحية العالمية".

 وقالت إنه "بعد إطلاق قطر بيوبنك في العام 2011، أعلنت في ويش 2013 أيضاً عن مشروع جينوم قطر، لدراسة العلاقة بين الجينات وأعراض الأمراض وذلك بهدف تجاوز الأفكار التقليدية لللرعاية السريرية نحو طب يدرك أن لكل شخص خصوصيته الجينية وبالتالي الصحية، وعليه ينبغي أن يركز التعاطي الطبي مع المريض على هذه الخصوصية من خلال معرفة الخريطة البيولوجية للإنسان بما يشخصُ المحددات الدوائية المناسبة لكل مريض بذاته، وهذا ما بات يُعرف بـ (Personalized Medicine ) أو الطب المـشخـصن".

 وذكرت أنه تم إطلاق المرحلة الأولى التجريبية من مشروع جينوم قطر في شهر سبتمبر/ أيلول 2015 ضمن خطة وطنية شاملة جعلته بنوعه واحداً من أكثر المشاريع الوطنية طموحاً في المنطقة والعالم.

 وأضافت الشيخة موزا "كان من نتائج هذه المرحلة التجريبية أن تحقق الانتهاء من تحليل التسلسل الجيني الكامل لأكثر من ثلاثة آلاف مواطن قطري، والبدء في رسم خريطة مرجعية للجينوم القطري تتيح التعرف على التفاوتات النوعية في الجينات المميزة للسكان المحليين، وخصوصاً تلك التي تحدد مختلف الأمراض الجينية الوراثية".

 وتابعت "كما تم وضع مسودات للوائح وسياساتٍ تنظم أبحاث علوم الجينوم وتطبيقات الطب المشخصن، وبتعاون وثيق بين برنامج جينوم قطر وقطر بيوبنك من جهة، ووزارة الصحة من جهة أخرى". مضيفة أن هذه الوثائق سوف تشكل مظلة وطنية وإطاراً عاماً لتنظيم جميع البحوث والأنشطة ذات الصلة، إضافة إلى بناء شبكة كبيرة من الباحثين المتخصصين ليتقاسموا تحليل الكم الهائل من بيانات مشروع جينوم قطر.

 أما بشأن الهدف من مشروع جينوم قطر، فقالت الشيخة موزا إنه يتمثل بالإسهام في تطوير نظام صحي وطني يجمع ويحفظ بيانات جينوم المواطنين في سجلات الرعاية الصحية بجميع المستشفيات والعيادات الرئيسية في قطر، وهو هدف تجري مناقشته واستعراضه تفصيلياً مع اقتراب نهاية المرحلة التجريبية، وبما يضمن حماية المعلومات الصحية للمريض من الاستخدام لأغراض غير صحية.

 وتابعت "لمقاربة مثل هذه القضايا يهد – ويش - هذا العام تنظيم ندوة حول الجنيوم في منطقة الخليج العربي من منظور أخلاقي".

 وأكدت الشيخة موزا إنه تم الاستفادة من استثمار خبرات (ويش) العالمية والإقليمية من خلال توظيف توصياته وأبحاثه في التطبيقات العملية في مجال الصحة، فضلاً عن الاستفادة من أدواته في الرصد والتقييم للوقوف على واقع تطور الصحة والخدمات في فطر. مضيفة "كنا نُدرك أن مبادئ الوعي الصحي المتقدم تستدعي رؤية متطورة لرعاية صحية تتجاوز الحاضر وتقيمُ في المستقبل في عملية استباقية للتحديات المنظورة والمحتملة، ولتجسيد هذه الرؤية على أرض الواقع شرعنا في الاشتغال على ثنائية التعليم والصحة التي تتلازم شرطياً مع البحث العلمي والاتبكار والتنمية المستدامة وفي الصميم منها التنمية البشرية".

 وقالت "لا شك أن كل بلد من البلدان يسعى إلى تطوير نظام الرعاية الصحية مع تفاوت درجة الفلاح من بلد إلى آخر، فليس ثمة بلد يتوافر على نظام رعاية صحية مثالي حيث تعاني جميع دول العالم، ونحن كذلك، من تحديات صحية مختلفة".

 وأضافت "لعلها فرصة للمشاركين في المؤتمر أن يستفيدوا من تقارير – ويش – في تطوير منظوماتهم الصحية والانخراط في منظومة ويش للرصد والتقييم".

 وتضمن اليوم الأول من مؤتمر "ويش"، الذي يعقد على مدى يومين، ندوات عن سياسات التغطية الصحية الشاملة والاستفادة من التعاون الدولي في مجال سلامة المريض، بالإضافة إلى جلسات نقاشية بشأن التوحد، والتعليم الصحي المهني، والطب الدقيق، والرعاية المسؤولة، والتصورات السلوكية، وعلم الجينوم في منطقة الخليج والأخلاقيات الإسلامية.

 من جهته، قال رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمؤتمر "ويش" اللورد دارزي، إن "ويش" يمثل ملتقى جامعًا للآلاف من الوزراء ورواد القطاع الصحي وصانعي السياسات والأكاديميين، حيث يتمكنون من تبادل الأفكار، والاحتفال بالنجاح الذي يتحقق في مجال الرعاية الصحية، والعمل معًا لمواجهة المشكلات المشتركة التي نواجهها. إن "ويش" يجلب العالم كله إلى دولة قطر، ويأخذ دولة قطر إلى العالم. وما يهمنا في "ويش" هو التغيير الحقيقي. وتتشارك الشبكة الدولية، التي تضم متخصصين في مجال إصلاح الأنظمة الصحية، هدفًا واحدًا، في جعل أنظمتنا الصحية أكثر استجابة، لتوفر خدمات نوعية بكلفة معقولة.

 أما الرئيس التنفيذي لمؤتمر "ويش" إجبرت شلنجز، فعلّق بالقول: "لقد تمكّن مؤتمر ويش، وهو لا يزال في نسخته الثالثة، من تكريس وجوده على أجندة قيادة الرعاية الصحية في العالم. فقد اجتمع القادة في الدوحة لمناقشة كم فريد من المعلومات، مميز لجهة شموليته وتعمقه. ونحن نلحظ اليوم أن العالم سيجتمع دائمًا لدعم صحة البشر، لطالما توفرت لدى القادة الأفكار الملائمة والمنبر الجامع. هذا هو جوهر مؤتمر ويش، ونحن ننظر قدمًا للنسخة التالية، مسلحين بالتزام وحماس أكبر، من أجل تعزيز صحة البشر في كل مكان".

 وتماشيًا مع هدف "ويش" في إنشاء مجتمع عالمي للرعاية الصحية، حثت المتحدث الرئيسي في "ويش"، ورئيس إدارة الخدمات الطبية في إنجلترا، وعضو المجلس التنفيذي في منظمة الصحة العالمية سالي ديفيز، "المشاركين على العمل سويةً من أجل مكافحة الأمراض المعدية المقاومة للأدوية التي تتسبب بوفاة نحو 700 ألف شخص سنويًا حول العالم".

وقالت: "تزداد الأمراض المعدية قوة بسبب قلة التوازن في استهلاك المضادات الحيوية، الأمر الذي أصبح يشكل كارثة صحية كبرى في القرن الحادي والعشرين. ومن الضروري أن نتجاوز مرحلة التخطيط ونتخذ إجراءات ملموسة للتصدي لهذا الوباء العالمي. وقد اتفق صانعو السياسات العالمية على اتباع خطوات إجرائية في هذا الشأن، وهي: التوعية المستمرة والتعليم، وطرق احتواء العدوى، والاستخدام الأمثل للأدوية المضادة للبكتيريا، وابتكار وتطوير الأسواق الملائمة. وأدعو جميع الوزراء وصانعي السياسات والاختصاصيين في الصحة إلى العمل معًا نحو الابتكار من أجل مستقبل أكثر إشراقًا. يمكننا تغيير العالم عندما نريد وعندما نختار التغيير".

وناقش وزير الصحة المكسيكي السابق، ورئيس جامعة ميامي خوليو فرانك، التحديات والفرص التي تنتج عن الانتشار السريع في تعليم الرعاية الصحية. وقال: "هناك طفرة في مجال التعليم وإصلاح نظم التغطية الصحية الشاملة، كفيلة بتوفير مجموعة فريدة من الفرص التي يجب استغلالها. وأجبرت التحولات التي شهدها التعليم المتخصصين في الرعاية الصحية على العمل للسيطرة على محتوى المشهد الصحي الذي يعملون فيه".

وتطرقت عدة جلسات في المؤتمر إلى التحديات الصحية التي تواجهها دولة قطر، ومنها التوحد، الذي أصبح في صدارة الاهتمامات المحلية في عام 2015، تزامنًا مع إنشاء فريق عمل وطني وصياغة خطة وطنية لمواجهة التوحد.

وفي هذا الصدد، تحدث رئيس إدارة الطب النفسي في مركز السدرة للطب والبحوث محمد وقار عظيم، عن استراتيجية وطنية لمرضى التوحد، قائلًا: "تستند الاستراتيجية إلى ست ركائز في غاية الأهمية، وهي التوعية، والفحص بالتوقيت المناسب، والتشخيص المبكر، والعلاج المعزز بالأدلة، ودور المدارس في حياة الطفل، والانتقال إلى مرحلة البلوغ. وأضاف: "نحن ممتنون لسعادة الدكتورة حنان محمد الكواري، وزير الصحة العامة لدولة قطر، لدعمها القوي لهذه الاستراتيجية. ووجود منتدى للتوحد في "ويش" يجمع كل المعنيين في قطر يمثل نجاحًا في حد ذاته".



أضف تعليق