العدد 5199 بتاريخ 30-11-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


تدمر "لؤلؤة الصحراء" في سورية

بيروت- أ ف ب

يعود تاريخ مدينة تدمر المعروفة بـ"لؤلؤة الصحراء" في وسط سورية، إلى أكثر من ألفي سنة وهي مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي للبشرية.

وقد استعادت قوات النظام السوري هذه المدينة في مارس/ آذار 2016 بعد هجوم دام عشرين يوما، من تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يحتلها منذ مايو/ أيار 2015.

وقبل بدء النزاع في سوريا العام 2011 كان أكثر من 150 ألف سائح يقصدون "عروس البادية" كما تلقب تدمر أيضا، الواقعة على بعد 210 كيلومترات شمال شرق دمشق.

وتشتهر هذه الواحة الواقعة في قلب بادية الشام بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.

مدينة التوابل والحرير

ورد اسم مدينة تدمر للمرة الأولى في مخطوطات مملكة ماري في الألفية الثانية قبل الميلاد بحسب موقع اليونسكو، عندما كانت واحة لعبور القوافل وإحدى محطات طريق الحرير بعد سقوطها تحت سيطرة الرومان في النصف الأول من القرن الأول الميلادي وإعلانها ولاية رومانية.

وأصبحت تدمر مدينة مزدهرة على الطريق التي تربط بلاد فارس بالهند والصين والإمبراطورية الرومانية بفضل تجارة التوابل والعطور والحرير والعاج من الشرق والتماثيل وصناعة الزجاج الفينيقية.

العصر الذهبي

في العام 129، منح الإمبراطور الروماني أدريان تدمر وضع "المدينة الحرة" وعرفت آنذاك باسمه "أدريانا بالميرا" وعاشت عصرها الذهبي في القرن الثاني بعد الميلاد.

وكان سكان المدينة قبل وصول المسيحية في القرن الثاني بعد الميلاد، يعبدون الثالوث المؤلف من الإله بعل ويرحبول (الشمس) وعجلبول (القمر).

وقالت مارييل بيك التي تدير قسم الآثار الشرقية في متحف اللوفر بباريس في مايو/ أيار 2015 أن المدينة "بنيت وفق هندسة غربية، مع ساحة أغورا وشوارع كبيرة ومسرح ومعابد حتى أمكن مقارنتها بروما". ولفتت إلى أن تدمر "تتميز بأبراج مدافنها الكبيرة ذات الطبقات التي كانت توضع فيها النواويس".

الملكة زنوبيا

عرفت المدينة أوج ازدهارها في القرن الثالث في ظل حكم الملكة زنوبيا التي تحدت الإمبراطورية الرومانية.

في العام 267 بعد الميلاد، اغتيل الملك العربي أذينة في ظروف غامضة وتولت الحكم بعده زوجته زنوبيا التي بسطت سيطرتها مدفوعة بحبها للحرية وتوقها إلى المجد على بلاد الشام في العام 270 واجتاحت مصر وأرسلت قواتها وصولا إلى البوسفور قبل أن يطيح بها في العام 272 الإمبراطور الروماني اوريليان الذي استعاد تدمر واقتاد زنوبيا إلى روما فيما انحسر نفوذ المدينة.

سجن تدمر رمز القمع

في ثمانينات القرن الماضي، وفي ظل حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد والد الرئيس الحالي بشار الأسد، قتل مئات المعتقلين في سجن تدمر الذي شكل احد رموز القمع الذي مارسه النظام السوري.

وقبل سقوط تدمر في يد تنظيم الدولة الإسلامية، نقل النظام المعتقلين داخل السجن إلى سجون أخرى في سورية. وفور سيطرته على المدينة، عمد التنظيم المتطرف إلى تفجير السجن.

التخريب والدمار

في 18 أغسطس/ آب 2015، قام تنظيم الدولة الإسلامية بعد ثلاثة أشهر من استيلائه على المدينة بأكملها، بقطع رأس مدير الآثار في المدينة خالد الأسعد (82 عاما) الذي شغل هذا المنصب طيلة خمسين عاما.

وبعد أقل من أسبوع، قام التنظيم المتطرف المعروف بسوابقه في تدمير وجرف الآثار في مواقع أخرى استولى عليها ومنها في العراق، بتدمير معبدي بعل شمين وبل بالمتفجرات.

وفي سبتمبر/ أيلول، دمر عددا من المدافن البرجية في المدينة قبل أن يحول قوس النصر الشهير إلى رماد.

وقد استعاد الجيش السوري مدعوما من روسيا وحزب الله اللبناني السيطرة على مدينة تدمر في مارس/ آذار 2016.




أضف تعليق