العدد 5211 بتاريخ 12-12-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


مستشفى هندي لرعاية الطيور الجريحة

نيودلهي- أ ف ب

صورة أرشيفية تعبيرية

يقدم مستشفى تابع للطائفة الجاينية في قلب أحياء نيودلهي القديمة قبالة صرح لال قلعة "الحصن الأحمر" المعماري الشهير للأباطرة المغول، خدمات طبية خاصة بالطيور المصابة أو المريضة.

ويعالج ثلاثة إلى أربعة آلاف طير مجانا في هذا المركز الطبي المؤلف من ثلاث طبقات والملاصق لمعبد لأتباع الطائفة الجاينية. وتعاني هذه الطيور مشكلات شتى بينها كسور في الجانحين أو في الساقين أو أمراض بصرية أو معوية.

وبالنسبة لهذه الديانة الهندية القديمة التي نشأت في الهند قبل حوالي ثلاثة آلاف سنة ويتبعها حاليا أقل من 1 % من سكان هذا البلد العملاق البالغ عددهم 1,25 مليار نسمة، كل كائن حي أكان صغيرا أو كبيرا مقدس ويتعين حمايته.

ويؤمن أتباع الديانة الجاينية بترابط الأرواح بين الكائنات الحية التي يتوجب عليها تاليا التآزر المتبادل.

ويتبع الجاينيون نظاما غذائيا نباتيا حازما، حتى ان بعض الرهبان والراهبات من هؤلاء يضعون كمامة على افواههم وينظفون الطريق أمامهم خلال المشي تفاديا لإبتلاع حشرة أو سحقها عن طريق الخطأ.

ويوضح الطبيب ديراج كومار سينغ خلال إرشاده صحافييين من وكالة فرانس برس في داخل رواق ضيق تتكدس فيه أقفاص الطيور بينها الببغاوات والغربان، أنه من السهل إيجاد عيادات للكلاب أو القطط "تديرها جهات خاصة أو الحكومة أو منظمات غير حكومية، لكن لا شيء من هذا النوع للطيور".

وتتعدد مصادر الخطر في نيودلهي على الطيور بما يشمل آلات التهوئة ومخاطر الإصطدام مع مركبات التوكتوك إضافة إلى الصيادين المتربصين بهذه الحيوانات.

نظام نباتي لطيور لاحمة

وتهجع حمامات مصابة بأورام خبيثة في داخل المقصورات المخصصة لها في المستشفى، فيما دفع عصفور دوري باب قفصه ليقفز في وسط الدرب.

أما طيور الحدأة الجارحة فتخضع لما يشبه الحمية الغذائية بسبب استحالة تقديم اللحوم لهذه الصقور اللاحمة، اذ يمنع ادخال اي منتج حيواني إلى حرم المعبد والمستشفى ولا حتى أحزمة الجلد.

وتبدو مكعبات جبن بانير التقليدي الهندي الطبق الوحيد المتاح أمام هذه الطيور.

ويمول مستشفى "بيرد تشاريتي هوسبيتل" المشيد في العام 1957، بفضل هبات من أتباع الطائفة الجاينية والزوار. وينقل ما بين 30 و40 طيرا جريحا أو مصابا إلى هذا المركز الطبي يوميا على يد فاعلي خير بهدف إخضاعها للعلاج.

ويوضح الطبيب البيطري واضعا قناعا صحيا على وجهه وسماعة حول عنقه أن "أشخاصا كثيرين يجدون هذه الطيور في الشارع خلال المشي صباحا أو في المنتزه أو المكتب".

وبعد دقائق، يفتح الباب ليدخل شاب حاملا بعناية بين يديه صقرا نازفا.

ويروي مانيش البالغ 29 عاما والذي حمل معه في السابق طيورا جريحة أخرى إلى المستشفى "لقد كان يحلق فوق شارعنا. كان ينزل بسرعة للإمساك بالطعام عندما اصطدم بطائرة ورقية، وقد تسبب الاصطدام بجروح له عند الهبوط وبدأ بالنزيف".

ومن دون تأخير، ينكب المعالجان على الاهتمام بالطير الجريح الذي يبقى من دون حراك.

ويفتح الرجلان شدق الطير لوضع قطرة دواء ومعاينة جرحه البالغ. وبعيد ذلك، ينقل الصقر المصاب بجانح مربوط إلى القفص حيث سيخضع للمراقبة خلال فترة النقاهة.

وبعد الانتهاء من علاجها، لا تعاد الطيور البتة إلى أصحابها أو منقذيها، بل يتم إطلاق سراحها من سقف المستشفى لتحلق في الفضاء الواسع وتختفي في السماء.



أضف تعليق