العدد 5244 بتاريخ 14-01-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


جدل في المغرب بشأن كتاب تربوي يعد الفلسفة "انحلالاً"

الوسط – محرر منوعات

أثار كتاب للتربية الإسلامية في مرحلة الدراسة الثانوية في المغرب جدلاً وانتقاداً واسعين بين مدرسي الفلسفة والتربية الإسلامية، إذ يعد "الفلسفة أس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال ومثار الزيغ والزندقة"، حسبما قالت قناة "الجزيرة".

ومنتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي أثار مقرر جديد خاص بقسم "الإيمان والفلسفة" في كتاب التربية الإسلامية الخاص بمستوى السنة الأولى بكالوريا، انتقاد أساتذة ومدرسي مادة الفلسفة في المدارس الثانوية المغربية.

ويورد هذا الجزء من الكتاب كلاماً لأحد علماء المسلمين يدعى ابن الصلاح الشهرزوري (توفي سنة 643 هجرية) يبدي فيه رأيه حينما سئل عمن يشتغل بالمنطق والفلسفة. وفي رده يقول الشهرزوري "الفلسفة أسُّ السّفَة والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة، ومن تفلسف عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين، ومن تلبس بها قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان".

وقدم الكتاب هذا الرأي على أنه من "المواقف العنيفة" لعلماء المسلمين تجاه الفلسفة، وجاء ذلك في سياق تناول الفرق بين الوحي كوسيلة لمعالجة قضايا الحق والخير والجمال بشكل يفضي إلى إيمان "لا شك فيه ولا ارتياب"، والفلسفة التي عدّها الكتاب "ليست كفيلة بإرشاد الإنسان إلى الصواب".

ولم تستسغ الجمعية المغربية لمدرسي مادة الفلسفة مضامين كتاب "منار التربية الإسلامية للجذع المشترك والسنة الأولى بكالوريا" الذي يتضمن هذا المقطع، مبينة أنها "مسيئة لمادة الفلسفة والعلوم الإنسانية والعلوم الحقة والطبيعية".

وطالبت الجمعية وزارة التربية الوطنية "بالتراجع الفوري عن هذه الكتب المدرسية وسحبها من التداول المدرسي درءا للفتنة والتطرف وحفاظا على سلامة الجو التربوي بالمؤسسات التعليمية". ورأت أن "وضع مقرر رسمي بين أيدي ناشئة المغرب يتضمن تشويها وتحريفا لمقاصد الفلسفة الحقيقية غير مقبول".

وترفض وزارة التربية والتعليم المغربية فكرة سحب الكتاب المعني من السوق، ووصف أحد مسئولي الوزارة الجدل القائم بأنه "محاكمة للنوايا"، لافتا إلى أنه تمت قراءة المقطع "خارج السياق".

وفي محاولة لتهدئة الجدل، قالت الوزارة في بيان لها قبل أكثر من شهر إن منهاج التربية الإسلامية يستند إلى "مبدأ الوسطية والاعتدال، ونشر قيم التسامح والسلام والمحبة، ويؤكد تعزيز المشترك الإنساني بالبعد الروحي الذي يعطي معنى للوجود الإنساني".

وعلى رغم تطمينات الوزارة، اتسع الجدل ليشمل مدرسي مادة التربية الإسلامية الذين رأوا في بيان أن "الفلسفة التي أنكرها بعض الأئمة الفقهاء كان يُقصد بها الفلسفة الإلهية التي كانت أصولها ترجع إلى فلسفة أفلاطون الوجودية، وهي تناقض في أساسها عقيدة الإسلام في التوحيد".

وبعد أن أكدت الجمعية أنه لا عداوة لها مع مدرسي الفلسفة، استنكرت مضامين الكتاب من حيث إن واضعيه "جاؤوا بنصوص فوق مستوى المتعلمين، وركزوا في مفهوم الفلسفة على الوجه القديم لها، ولم يتفاعلوا مع مفهومها الحديث".

وأضافت الجمعية أن "الخلاصة التي جاءت في الدرس يفهم منها معارضة الفلسفة للإيمان، وهو ما لا ينبغي أن يصل للتلميذ بهذا الشكل، لأنه خروج عن مقصود المنهاج من ذلك الدرس".

وفي بيان جديد يوم الأربعاء الماضي، وفي محاولة جديدة للتوضيح، قالت وزارة التربية إن "الخيارات التربوية المتعلقة بالمنهاج الجديد لمادة التربية الإسلامية تسعى إلى ترسيخ الوسطية والاعتدال ونشر قيم التسامح والسلام والمحبة وتعزيز المشترك الإنساني بالبعد الروحي".



أضف تعليق