العدد 5272 بتاريخ 11-02-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


رهبان "على الطلب" للحفاظ على المعتقدات البوذية في اليابان

فوناباشي (اليابان)- أ ف ب

نشأت شركات في اليابان تقوم على "تأجير" خدمات رهبان بوذيين للأفراد، في مسعى يؤكد القائمون عليه فعاليته في مواجهة التدهور المتواصل في أعداد المؤمنين في المعابد لكنه يثير امتعاضا لدى جهات عدة في البلاد.

يمارس هذا الراهب البوذي طقوسه التقليدية في ظروف غير عادية، إذ انه ليس داخل معبد بل لدى شخص استعان بخدماته عبر الانترنت.

ويقول الزبون طالبا عدم كشف اسمه "ثمة معابد كثيرة في الجوار لكني لم أكن أعلم بمن علي الاتصال".

من هنا، في الذكرى السنوية الأولى لوفاة والدته، لجأ إلى الانترنت حيث وقع على شركة "مينريفي" الناشئة المتخصصة في "تأجير" خدمات الرهبان البوذيين.

وفي مقابل تعرفة ثابتة قدرها 35 ألف ين (310 دولارات) يقيم الراهب مراسم جنائزية تمتد على ثلاثين دقيقة.

ويكفي إجراء اتصال هاتفي أو إرسال بريد إلكتروني ليكون الراهب في المنزل.

ويقول رجل الدين البوذي البالغ 41 عاما ""دور الراهب نشر رسالة بوذا لكن عدد الذين يطرقون أبوابنا اليوم لتلقي هذا التعليم يتناقص باستمرار".

ولا تملك الحكومة أي احصائيات في شأن عدد إتباع الديانات المختلفة. وبالنسبة ليابانيين كثيرين، يمثل اللجوء إلى الدين أمرا شكليا موسميا، إذ يقصدون المعابد أو الاديرة في المناسبات الحياتية الرئيسية أو في الاحتفالات التقليدية.

وقد أطلقت "مينريفي" هذه الخدمة في مايو/ أيار 2013 على خطى مجموعة "ايون" التجارية التي أثارت فضيحة من خلال إطلاق عرض مماثل في العام 2010. ويسجل الطلب نموا مطردا في حين تشهد الصلة بين اليابانيين والمعابد المحلية تدهورا مستمرا بعدما كان دورها محوريا في حياتهم.

التجارة والدين

ويبدي المستخدمون اهتماما خاصا بهذه الخدمة بفضل جدول الأسعار الواضح خلافا للنظام الغامض للهبات المطبق في المعابد.

ويضيف الرجل الذي استعان بخدمات الشركة "لهذه الخدمة جانب مطمئن وعملي بالنسبة لنا كزبائن، بفضل الجدول الواضح لأسعارها".

وفي النموذج الاجتماعي التقليدي، يتعين على العائلات تقديم هبات كثيرة بمبالغ يحددونها على مدى أكثر من عقد. وتصب هذه المبالغ لصالح عمليات التجديد المكلفة للمعابد، غير أن مؤمنين ينددون بالأولوية المعطاة لجمع الأموال على حساب المرافقة الروحية.

ويقر تشيكو ايواغامي أحد مسئولي الإتحاد الياباني للبوذية بأن بعض الرهبان طلبوا الحصول على مبالغ محددة بطريقة غير ملائمة.

ويقول "هذا الأمر يتنافى مع روحية التبرع".

كذلك يندد بالمنحى التجاري المتمثل بـ"تأجير" خدمات الرهبان. ويقول "انه تسليع للتبرعات وهو امر يثير الأسف الشديد".

غير أن هذه الانتقادات يرفضها نائب رئيس شركة "مينريفي" ماساشي اكيتا الذي يعتبر ان ما من تعارض البتة بين الدين والأعمال التجارية.

ويقول "نحن نستجيب ببساطة لطلب قائم من خلال توفير منصة" تجمع بين الرهبان والجهات الفردية، مستشهدا بنجاح شركته التي وفرت خدمات 700 راهب لتلبية 12 ألف طلب في العام 2016 (بإزدياد نسبته 20 % عن العام السابق).

ويقول "صدمت لدى علمي بأن ثمة اشخاصا لا يعلمون كيفية الاتصال براهب"، مضيفا "رغبت في ان أكون صلة الوصل هذه".

ويرى كينجي ايشي الأستاذ في جامعة كوكوغاكوين ان السلطات البوذية مدعوة الى "التساؤل في شأن طريقة إدارة رعاياها في ظل تراجع مداخيلها. لكن يبدو انها لا تريد مجابهة الحقيقة".

غير ان المعابد تفرغ من المؤمنين بشكل متسارع على وقع شيخوخة السكان والنزوح المتواصل من الارياف.

ووفقا للأستاذ الجامعي كينجي إيشي، فإن ثلث معابد البلاد البالغ عددها خمسة وسبعين ألفا تواجه خطر الإغلاق بحلول العام 2040 بسبب النقص في إعداد المؤمنين.




أضف تعليق