العدد 5285 بتاريخ 24-02-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةثقافة
شارك:


تكشف تناقضات الوعي والسلوك البشري

«سيّد الخسارات»... رواية تتعدد فيها الحكايات ضمن الحكاية الواحدة

الوسط - المحرر الثقافي

صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون، رواية «سيّد الخسارات» للكاتبة البحرينية فاطمة العمار، وهي رواية تنتمي إلى نمط اجتماعي وثقافي معين، وتشكيل الشخصيات المتجاوبة، أو المباينة لنمطه، تضعها العمار في فعل الاختيار.

في الحوارات التي يقدمها النص الروائي، عبر صوت واحد، هو صوت السارد العارف بالجوهر الحقيقي للشخصيات السردية المتعددة، بدءاً بـ «عبد العليم» الأستاذ الجامعي في قسم الأحياء (كلية العلوم)، وزوجته «لمياء» التي لا تُخيب توقعاته؛ المرأة التي تفهم ما لا يريد زوجها وما يريد، في مقابل زوج يفهمها ولكن دون أن يحبها. زوجان عرفا كيف يحافظان على الصورة المثالية للزواج، بينما هما في الحقيقة يعيشان كلٌ في عالِمه الخاص وخيالاته عن الشريك. أما «علي» و«سيرين» فعلاقتهما مشوشة، تبدو المرأة في هذه العلاقة أقوى، فهي تضع الرجل في امتحان دائم، يخاف من فقدانها، ليصل معها «علي» إلى قناعة أن هناك نسختين من «سيرين»، نسخة يحبّها ويعشقها، ونسخة أخرى لا تُحتمل تجعله يحذر منها، ويفضلّ أن يُبقي على مسافة ما. وفي المقابل هناك شخصيات تسعى في بحثٍ دؤوب لخلق فرصها في الحياة، «سلمان» في صراع الديكة، «ابتسام» إذ تخبز حزنها في الكعك، و«فريال» في هوسها وملاحقتها لروائح العطور.

وعليه، تكون فاطمة العمار قد اصطنعت لروايتها تقنية غير تقليدية، تتعدد فيها الحكايات ضمن الحكاية الواحدة، ومعها تمثيلاً إنسانياً أكثر عمقاً في كشف تناقضات الوعي والسلوك البشري، أما الأهم فيكمن في قدرة الرواية على ترجمة فتنتها بخطابها، واتخاذ عنصر الحياد في رؤية الشخوص للعالم الذي يعيشون وسطه، ومن ثم تهيئة مجال رحب لممارسة التأويل الذاتي للمتلقي، عبر استجلاب مهارات الحوار، ومقومات الإيهام بالواقعية، فضلاً عن استلهام سمات جمالية جديدة في الروي، تُسهم في تكوين صيغ بارعة لعلاقات التقابل والتفارق في الفضاء الحاضن للحقيقة الإنسانية..

 من أجواء الرواية نقرأ:

"... في كل مرة يغادر مقهى جوز وبمجرد أن يكون في السيارة، ووسط مشاعر الرضا والسعادة، يبدأ في مقاومة إحساسٍ غريب ومؤذٍ. إنه ليس إحساساً بالذنب بقدر ما هو نوعٌ من الازدراء اللامبرر الذي يشعر به تجاه نفسه. نوع من الخجل المرضي. هو مقتنع تماماً أن ما يقوم به يُمتعه، يزيد ثقته بنفسه، ولكن شعوراً ثقيلاً يلازمه. الخوف من ظهور سيرين فجأة، تدخل المقهى كما يحدث في مسلسل تلفزيوني رديء، تصرخ في وجهه، متهمةً إياه بالنذالة – ربما قائمة طويلة من الشتائم – قبل أن يستيقظ على حقيقة فقدها. الفقد؟ ربما هو ما يخيفه أكثر أو أن لديه إحساساً مسبقاً بأنها ستفلت منه تحت أي ذريعةٍ واهية".

 


الكاتبة البحرينية فاطمة العمار


أضف تعليق



التعليقات 1
زائر 1 | 9:42 ص رواية رائعة .. تتعدد فيها الطبقية و الأحاسيس
و الأروع اختلاف المستويات العمرية للشخصيات رد على تعليق