العدد 5290 بتاريخ 01-03-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


طفرة في القراءة الرقمية بكوبا رغم ضعف الانترنت

هافانا - أ ف ب

في بلد تعاني مكتباته نقصاً فادحاً في الموارد، ينجح الشباب الكوبي في قراءة ما يرغب من الكتب لدرجة تفوق حتى توقعات السلطات، إذ أن القراءة الرقمية في كوبا استطاعت حجز مكانة مهمة لها على رغم الرقابة المشددة على الانترنت.

فعلى خطى أهاليهم، يتبادل الشبان بسرية الكتب والتسجيلات المصورة والموسيقى التي يتعذر الحصول عليها بالطرق القانونية في الجزيرة. لكن في عصر الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية المستوردة من الخارج، بات التداول بهذه المواد يتم بواسطة اقراص صلبة او ناقلات بيانات "يو اس بي".

وفي البلد الشيوعي الذي تمارس السلطات رقابة مشددة على الانترنت الذي يتاح للكوبيين بأسعار باهظة (فقط ثلث الكوبيين كانوا يتمتعون بنفاذ إلى الشبكة في 2015)، يفاخر خافيير بينيا بقدرته على قراءة الكتب الادبية التي يستهويها باللغة الانجليزية.

وبات لهذا المترجم المستقل البالغ من العمر 27 عاماً ذي المظهر العصري مكتبة رقمية تضم مئات الكتب.

ويوضح الشاب في لقاء مع وكالة "فرانس برس" على مقربة من جامعة هافانا "في كل مرة يزورني أحدهم مع قرص صلب، يسألني: ماذا لديك للمبادلة؟ وأنا ابادله السؤال عينه".

ويملك خافيير المولع بالروايات والمقالات الصادرة باللغة الانجليزية، مجموعة لافتة من القصص المصورة الاميركية التي يعرف قيمتها جيدا عندما تحين ساعة المبادلة.

وفي بلد تقوم الحياة فيه على حسن التدبير، يعتبر تبادل المنشورات الادبية من الانشطة الرائجة. وفي الماضي، كانت الكتب التي تخضع للرقابة بحجة "الانحراف العقائدي" تنتشر في الخفاء وكانت النسخة الواحدة تنتقل بين مئات القراء.

 

من المدرسة إلى الجامعة

وتؤكد نيوس بيتشيرو وهي طالبة في العشرين من العمر، أنها من محبي الادب الاميركي. واعتمدت هي الاخرى الوسائط الرقمية مع اقرارها بتفضيل النسخ الورقية.

وتقول بيتشيرو "لدينا جميعا هواتف محمولة تسمح لنا بتبادل بيانات بواسطة (زابايا)"، في اشارة إلى تطبيق معروف يسمح بتبادل ملفات على مسافة قصيرة من دون الحاجة الى اتصال بشبكة الانترنت.

هذه العدوى تنتقل ايضا الى التلامذة. وتوضح تايمي لوبيس البالغة 12 عاماً أن نحو ثلاثين تلميذا في مدرستها يتبادلون ملفات نصية من الانواع كافة خلال فترات الاستراحة في ايام الدراسة.

وفي هذا البلد الذي تكاد تكون فيه الامية شبه معدومة، تشير تقديرات رسمية الى ان 50 في المئة فقط من الكوبيين يقرأون المجلات والصحف في حين لا تتعدى نسبة الاشخاص الذين يقرأون كتابين في السنة 20  في المئة.

ومن بين الطلاب، يختار 60 في المئة الوسائط الرقمية للمطالعة في حين يبتعد نصفهم عن ارتياد المكتبات. وقبل مبادلتها، يتم ادخال روايات وغيرها من المنشورات "الاكثر مبيعا" في العالم وغير المنشورة في كوبا، إلى الجزيرة بفضل حزم كبيرة من البيانات المكتوبة او السمعية البصرية التي تنتقل بين المستخدمين في كل اسبوع في سائر انحاء البلاد.

وفي مقابل دولار واحد، يمكن لأي فرد مزود بقرص صلب الحصول على عشرات الساعات من البرامج التلفزيونية الاميركية والموسيقى والبرمجيات والكتب المقرصنة.

 

تحد للسلطات

ويعتبر نائب رئيس المعهد الكوبي للكتاب ايديل موراليس أنه بحلول نهاية العقد، سيكون 90 في المئة من الكوبيين قد اعتمدوا المطالعة بالنسق الرقمي. غير أنه يأسف لكون السلطات لا تزال تراهن على الكتب المطبوعة بفعل الحصار الاميركي المشدد منذ 55 عاما.

وكما في كل عام، يستقطب معرض الكتاب الاف الكوبيين إلى أكبر حصن استعماري في القارة الاميركية، سان كارلوس دي لا كابانيا، حيث يبيع الناشرون الرسميون كتبا بأسعار زهيدة.

وهذه السنة، تمت طباعة اربعة ملايين نسخة من سبعمئة كتاب لهذه المناسبة، وهي تباع بأقل من دولار واحد للقطعة. في المقابل، تواجه السلطات صعوبة في بيع محتوياتها من الكتب الرقمية الرسمية المؤلفة بشكل رئيسي من اعمال لكتاب كوبيين.

وتقول ماريانا ساكر وهي موظفة في السابعة والخمسين من العمر مسئولة عن منصة عرض "سيتماتل" التابعة للحكومة الكوبية والتي تبيع منذ 15 عاماً اعمالا رقمية لأجهزة الكمبيوتر او الهواتف الذكية "انه تحد علينا مواجهته".

ولإرضاء هذا الجيل الجديد من القراء، تواجه الدولة الكوبية تحديا مزدوجا يتمثل في جعل الانترنت متاحا بدرجة اكبر وبأسعار اقل، وطرح وسائط لقراءة الكتب الرقمية في الاسواق، وهي سلع غير موجودة حاليا في الجزيرة.



أضف تعليق