العدد 5309 بتاريخ 20-03-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةمنوعات
شارك:


السحرة الهنود يواجهون قانوناً يجرم فنونهم التقليدية

نيودلهي - أ ف ب

ارشيفية

يثير الساحر الهندي هشام الدين خان ذهول العالم بأسره بعروضه الأخاذة ومنها الحبل الذي ينتصب واقفاً في الهواء، لكنه الآن أصبح في مواجهة قانون في بلده يجرم هذا النوع من العروض.

ولطالما ذكر كتاب أوروبيون في زمن الاستعمار البريطاني للهند حكايات السحرة الهنود الذين يعزفون على الناي فيرتفع الحبل من تلقاء نفسه في الهواء، لكن الشكوك كانت تحوم حول صحة هذه الروايات. ولم يكن أحد من السحرة الهنود المعاصرين قادراً على تنفيذ هذه الحيلة، إلى أن شرع بها هشام الدين خان وجال بها الشوارع.

ويقول هذا الرجل الأربعيني لمراسل وكالة "فرانس برس": "لقد صنفت من بين أفضل السحرة في العالم، أحب كثيراً أن أقدم عروضاً في الشارع، لكن القانون لا ينظر إلي على أنني فنان، بل على أنني متسول"، علماً أن التسول ممنوع في القوانين الهندية.

ويقيم هشام الدين في كوخ في منطقة تطوف بمياه الصرف الصحي في جنوب العاصمة نيودلهي.

وعلى رغم الحماسة التي تثيرها عروضه في نظر الأجانب، ومع أن الهند غنية بهذا التراث الفني الغامض، إلا أن فناني ألعاب الخفة مثله قلما يكرمون في بلدهم، بل يعيشون في ظروف بالغة السوء. وهم أيضاً كثيراً ما يتعرضون لمضايقات عناصر الشرطة الذين يطلبون منهم رشوة لعدم توقيفهم ولغض النظر عن احتلالهم الأرصفة العامة.

فبموجب قانون قديم لمكافحة التسول، صار الملايين من فناني الشارع هؤلاء غير مرغوب فيهم في شوارع الهند، لكنهم على رغم ذلك يواصلون تقديم عروضهم مع ما قد يجلبه ذلك لهم من متاعب.

ويقول هشام الدين خان "في الهند، الموهبة لا تكفي" وهو ينظر إلى الحقيبة التي يضعه فيها الحبل وأدوات السحر الأخرى.

 

شهرة في الخارج

ولد هشام الدين لوالد يعمل مربياً للقردة، ووالدة تعمل في جمع النفايات، وأظهر منذ وقت مبكر ميلاً إلى ألعاب الخفة، وتعلم مبادئ مهنته من والده وجده.

وسرعان ما تعلم أصعب ألعاب الخفة، وأهمها جعل الحبل يرتفع وحده في الهواء، وهي خدعة تجذب الكثير من المهتمين. فبعد بحث متواصل من ست سنوات، نفذها هشام الدين لأول مرة في منتصف التسعينات، عند نصب قطب منار في نيودلهي، أمام جمهور من السياح الأجانب المدهوشين. ويقول "في وقت قليل، أصبحت ذا شهرة عالمية"، ودعي إلى تقديم عروض في الخارج.

في مقطع صوّر في إيرلندا الشمالية في العام 1997، يظهر هشام الدين وهو يعزف على الناي، فيرتفع الحبل في الهواء، وتقوم إحدى المشاهدات بتسلقه، ثم تنزل عنه، ويعود الحبل هامداً على الأرض.

يدرك هشام الدين أن قيمة كل ساحر هي في الأسرار التي يحفظها عن هذه المهنة. وهو لا ينطق بكلمة في كواليس العروض، بل يقول إنه بحاجة للصمت وتحضير نفسه للعرض.

 

لا مال ولا تقدير

سافر هشام الدين إلى بلدان عدة، وحقق فيها شهرة واسعة، لكنه في بلده لا يحظى بأي تقدير أو سعة عيش.

وجهت دعوات كثيرة للحكومة لتشريع هذا النوع من الفنون، ولم تلق آذاناً صاغية، لكن هشام الدين لم يفقد الأمل.

وتواصل مع مركز لتقديم المساعدات القانونية للبحث في كيفية إلغاء هذا القانون الذي عفا عليه الزمن، وهي مهمة غير يسيرة في بلد تشله الإجراءات الإدارية البطيئة المعقدة.

ويقول الساحر الذي يتحدث الهندية والإنجليزية وشيئا من الفرنسية واليابانية على رغم أنه لم يدخل المدرسة "لا أستطيع أن أخوض هذه المعركة وحيداً، لكنني مصمم على ألا أتخلى عنها".

ويضيف "أحب أن أقدم عروض الشارع، ينبغي إعطائي مساحة لكي أتمكن من الترفيه عن المارة... هل هذا كثير؟".



أضف تعليق