العدد 5329 بتاريخ 09-04-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


حوادث الطرق المميتة تخيم بظلالها على احتفالات تايلند بمهرجان سونجكران للمياه

بانكوك - د ب أ

ألقت أعداد الوفيات المتزايدة على الطرق فى تايلاند في السنوات الاخيرة، بظلالها على فترة عطلة منتصف أبريل للعام الجديد التقليدى فى البلاد. 

ويقول الخبراء إن سن قواعد جديدة أكثر صرامة تتعلق باستخدام أحزمة الأمان يمكن أن يساعد ، ولكنهم يشيرون أيضا إلى تحديات أخرى مثل السرعة والنعاس أثناء القيادة.

وتحتفل تايلاند كل عام في منتصف نيسان / أبريل بعامها الجديد التقليدي ، الذي يسمى "سونجكران"، والمستوحاة عاداته من مهرجان هولي للألوان (عيد الربيع) في الهند ولكن مع بعض التطور: حيث ان النسخة التايلاندية حولت مهرجان الألوان إلى مهرجان للمياه .

ومن المفترض أن يضفي هذا العيد التايلاندي ، الذي يقوم فيه الناس بالتراشق بالمياه مع بعضهم البعض لتهدئة حرارة الطقس الحارقة، المتعة بكل مافيها لا الحنق.

بيد ان معدل الوفيات المرتفع جراء حوادث الطرق خلال المهرجان قد ألقى بظلاله الثقيلة على سونجكران فى السنوات الاخيرة، حتى ان السلطات أطلقت على فترة العطلة - التي تبدأ من 11 نيسان/ أبريل هذاالعام، قبل يومين من العطلة الرسمية - اسم "الأيام السبعة الخطيرة".

وفي نيسان /أبريل من العام الماضي ،قتل 442 شخصا و أصيب أكثر من 3600 آخرين على الطرق في غضون أسبوع واحد فقط. وتحتل تايلاند المرتبة الثانية على مستوى العالم في وفيات الطرق ، ولايسبقها في ذلك سوى ليبيا، وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام .2015
وقدرت الوكالة الأممية أنه من بين كل 100 ألف شخص يلقى 2ر36 شخصا منهم حتفه على الطرق التايلاندية أو حوالى 24237 شخصا سنويا.

وقد حاولت الحكومة التايلاندية اتخاذ اجراءات اكثر صرامة، حيث صادرت اكثر من 4200 سيارة من السائقين الذين فشلوا فى اختبار قياس نسبة الكحول عن طريق التنفس خلال فترة احتفالات رأس السنة الجديدة 2017، بيد ان 478 شخصا لقوا مصرعهم على الطرق خلال تلك الفترة، وهي اعلى محصلة فى غضون 10 سنوات.

وتلى فترة العطلة تلك ، مقتل ما يقرب من 4000 شخص على الطرق خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.
والمسؤولون مصممون على تغيير الوضع وذلك بسن قواعد جديدة تجبر جميع الركاب في السيارات الخاصة وحافلات الركاب والحافلات على ارتداء أحزمة الأمان - وليس فقط ركاب المقاعد الأمامية، وفقا للقوانين القديمة.

واعتبارا من يوم الأربعاء ، يمكن لسلطات النقل اصدار غرامات تتراوح بين 500 و 5000 بات ( 15 - 145 دولار امريكى) للشخص الذى لا يرتدي حزام الأمان.

ويرحب الخبراء بتنفيذ الحكومة للقواعد الاكثر صرامة الخاصة بأحزمة الأمان.
ويقول ليفيو فيدراسكو، وهو أحد المسؤولين بقسم سلامة الطرق بمنظمة الصحة العالمية : "كلما زاد عدد من يرتدون أحزمة الأمان، قل عدد من يلقون حتفهم".

ويقول الباحثون إن استخدام حزام الأمان وحده، لن يفعل الكثير.
ووفقا للجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ بالأمم المتحدة (إسكاب) فإن اكبر نسبة وفيات على الطرق فى تايلاند تشمل سائقى الدراجات النارية، حيث تمثل نسبتها 8ر72 فى المئة .

ومثل العديد من البلدان النامية، تعج الطرق التايلاندية بالدراجات النارية، حيث يرجع تفضيلها للراحة في استخدامها وتكاليفها المنخفضة نسبيا. ووفقا لوزارة النقل البرى فى تايلاند ، فإن حجم الدراجات النارية المستخدمة في البلاد في شهر شباط/ فبراير بلغ نحو 5ر20 مليون دراجة نارية.

ويمكنك ، في أي يوم من أيام الأسبوع، رؤية بحر من الدراجات النارية التي تعمل بالأجرة (تاكسي) المكسوة باللون البرتقالي وهي تسير بطريقة متعرجة عبر الشوارع المتشابكة في بانكوك، التي تعاني من واحدة من أسوأ حركة مرور في ساعات الذروة على مستوى العالم.
وتقع العديد من الحوادث بسبب السرعة.

ويقول يووي لي مدير قسم النقل في (إسكاب) : "فى هانوي بفيتنام،تسير غالبية المركبات على الطرق بسرعة اقل بكثير مقارنة ببانكوك حيث تحاول الدراجات النارية التواكب مع سرعات السيارات الكبيرة".

ويضيف لى إنه رغم أن عدد الدراجات النارية في فيتنام يبلغ تقريبا نحو ضعف مثيله في تايلاند المجاورة، فإن معدل الوفيات الناجمة عن الدراجات النارية يقل كثيرا بسبب السرعة البطيئة واستخدام أكبر لخوذات الرأس.

ويستطرد لي :"بالنسبة لقائدي الدراجات النارية والركاب، فان ارتداء خوذة جيدة الجودة يمكن ان يقلل من خطر الوفاة الناجمة عن حوادث الطرق بنسبة 40 فى المئة".
وفي تايلاند، لا يرتدي خوذات الرأس سوى حوالي نصف قائدي الدراجات النارية ونحو 20 في المائة من الركاب.
ويقول لي: "في كثير من الأحيان، يفعلون ذلك فقط لتجنب الشرطة وليس لحماية أنفسهم".

وتؤكد السلطات التايلاندية ان السرعة والقيادة في حالة سكر هما السببان الرئيسان لحوادث الطرق، بيد ان بعض الخبراء لا يوافقون على ذلك قائلين ان العامل الاكبر هو النعاس.

ويقول مانون ليتشاوينجونز، وهو طبيب في مستشفى في بانكوك يقود حملة ضد القيادة في حالة نعاس :"من المفترض أن يستريح السائق بعد ساعتين، وليس أربعة أو خمسة، ... إن ساعات عملهم، ببساطة، طويلة جدا".
ويضيف: "اذا لم تدرك الحكومة ذلك فسوف تتكرر نفس القصة القديمة أثناء مهرجان سونجكران المقبل".

ويرى مانون أن ارتداء حزام الأمان والخوذة يمكن أن يقلل من معدل الوفيات، لكنه لن يمنع الحوادث ، والتي غالبا ما تقع بسبب سائقي حافلات الركاب والاوتوبيسات المحرومين من النوم والذين يعملون لساعات طويلة.

ويضيف مانون قائلا إنه لا يوجد في البلاد سوى استراحة واحدة كبيرة تكفي لاستيعاب الشاحنات، من بين أكثر من 700 محطة صغيرة.
ويقول الخبراء ان حظر تعاطي الكحول في السيارات ومبيعات الكحول في محطات الوقود قد يساعد على ردع القيادة في حالة سكر، ولكن يجب أن يتم فرض ذلك على مدار السنة، وليس فقط خلال مهرجان سونجكران واحتفالات رأس السنة الجديدة.
يقول فيدراسكو، مسؤول السلامة على الطرق بمنظمة الصحة العالمية: "لا أشجع التدابير الموسمية، فقد يتعاطى الناس الكحول بشكل اكبر خلال المناسبات الخاصة، ولكنهم لا يزالون يتعاطونه في أوقات أخرى."

ويستطرد قائلا :" لا يوجد شيء خاص بشأن العطلات .. إن الناس الذين يلقون حتفهم ( في الأيام العادية) هم بشر أيضا".



أضف تعليق



التعليقات 1
زائر 1 | تايلند الحبيبه 7:27 ص 13 و 14 و 15 من هذا الشهر أبريل إحتفالية الشعب التايلندي الحبيب بال: Songkran ،، من حق الشعوب أن تفتخر بتاريخها وأعيادها القومية و التايلنديين لهم تاريخ مجيد ، وأنا بإذن الله سأشاركهم رش المياة "لين آقول بس" رد على تعليق