العدد 5330 بتاريخ 10-04-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةثقافة
شارك:


حضور مميز للبيئة البحرية وإقبال على معرض مشاريع الترميم في أيام الشارقة التراثية

الشارقة – معهد الشارقة للتراث

يتنقل جمهور وزوار أيام الشارقة التراثية الـ 15، في مختلف ساحات ومواقع الأيام، يتابع عرضاً فنياً هنا، ويتجول في القرية التراثية ويتعرف على طبيعة المشاركات الحكومية، ويتوقف كثيراً عند مسرح الأيام، إلى البيئات الإماراتية، ومركز التواصل الاجتماعي وقرية الطفل، والمعارض، وإلى كل مكان، يمضي الساعات الطويلة هناك، ليعود في اليوم التالي مع أصدقائه أو أسرته بكل فرح وسعادة.

فالزائر ينظر إلى الأيام كمحطة أساسية وعنوان دائم من أجل المزيد من المعرفة حول التراث المحلي والخليجي والعربي والعالمي، فهنا في ساحة الأيام يجتمع العالم كي يعرض الكثير من ملامح وعناصر ومكونات تراثه، وفنونه الشعبية وحرفه التقليدية والتراثية، في ظل تفاعل خلاق وحيوي ببين مختلف الأمم والشعوب والحضارات والجماعات الاجتماعية.

تفاعل لافت مع البيئة البحرية

بيئات الإمارات واحدة من أبزر معالم أيام الشارقة التراثية في كل عام، وتلقى تفاعلاً حيوياً لافتاً وإقبالاً كبيراً من قبل الجميع، مواطنين ومقيمين وزوار، فهنا البيئة الجبلية، وهناك البيئة الزراعية

وفي مكان آخر قريب منه البيئة الصحراوية، وفي موقع رابع البيئة البحرية، هنا تسمع القصص والحكايات من القائمين على تلك البيئات الذين جاءوا من مختلف إمارات ومدن الدولة، ليكونوا على تماس مباشر مع الزوار، يشرحوا لهم حياة تلك الأيام. ولا يمكن لزائر الأيام أن يفوت فرصة اكتشاف البيئات الإماراتية، والتقاط الصور هناك، والسؤال عن تلك الأدوات التي كان يستعملها الآباء والأجداد، خصوصاً في عالم البحر وأسراره وتفاصيل رحلات الصيد والبحث عن اللؤلؤ.

وتشهد البيئة البحرية التي تتخذ موقعاً استراتيجياً في ساحات الأيام، إقبالاً كبيراً من المواطنين والزوار والضيوف منذ اليوم الأول لانطلاقة الأيام، والكل يسأل عن تفاصيل تلك الحياة البحرية وتفاصيل المنتجات والأدوات المستخدمة.

ويؤكد المشاركون في البيئة البحرية أنهم جاءوا إلى الأيام، كي يساهموا في تعريف الزوار وأبناء الجيل الجديد من المواطنين بمختلف تفاصيل الحياة في البيئة البحرية، كي يتعلموا الكثير، وأن يتمسكوا بتراثهم، والحرص على الحفاظ عليه ونقله إلى الجيل الجديد.

وتتميز البيئة البحرية بألوان خاصة من الفنون الشعبية، كغناء النهام، وحرفها الخاصة مثل تحضير وبيع الأسماك المجففة والطازجة، وبيع الملح البحري، وفلق المحار لاستخراج اللؤلؤ وفتل الحبال، وعرض مختلف أشكال الأصداف والمحار والقراقير والمراسي، ومهنة الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، التي كانت المهنة الرئيسية في الماضي، كما نحرص على التعريف بأدوات الصيد وتعريف الجمهور بكل ما يتصل بالبحر من مهن وحرف، كمهنة صنع الأسماك المجففة "العومة"، وعرض أدوات الصيد باستخدام الصنارة وخيوط النايلون، وكل ما يتعلق بمستلزمات الصيد، وصناعة الليخ أي الشباك، والتعريف بالسفن الإماراتية القديمة، من خلال نماذج مصغرة منها، والتعريف بأسمائها مثل البوم والبغلة والبقارة، وغيرها.

معرض الحفاظ العمراني والترميم

في مشاركة مميزة للمعارض عموماً، يبرز معرض الحفاظ العمراني والترميم، حيث يأخذ المعرض الزائر في رحلة سريعة وممتعة إلى بيوت تاريخية وأبراج عديدة وحصون وقلاع، تعكس طبيعة تراث الشارقة المعماري وملامحه المعمارية الفريدة، فهنا يتوقف الزائر أمام     برج فلي، ومن ثم ينتقل إلى بيت الأنصاري، وخورفكان التاريخية، الأمر الذي يعكس جهود معهد الشارقة للتراث في عمليات الترميم والصيانة، وإعادة إحياء كثير من المناطق التراثية والمواقع والأبنية والبيوت التراثية، وفق الاشتراطات والمواصفات العالمية، وخطة شاملة تتعلق بتنفيذ مهمات الترميم والصيانة لكثير من المواقع التراثية المتنوعة، من أسواق شعبية عامة، ومساجد، وبيوت، وحصون، وقلاع، وذلك في مختلف مناطق ومدن إمارة الشارقة، ومن بينها حصن الشارقة، وفندق البيت أول فندق تراثي إماراتي خمس نجوم، وسوق صقر، وسوق الشناصية، وسوق العرصة، والبيت الغربي، وسوق محمد، وبيت السركال، وبيوت ومواقع الخان القديمة.

إن بيت الأنصاري الواقع في منطقة المريجة بالشارقة، ويحتوي على البارجيل الخشبي، هو أقدم بيت في الشارقة ويتجاوز عمره 100 عام، وهو أحد أقدم البيوت في الشارقة التي حافظت على هيكلها، ويعتبر أحد مشاريع الحفاظ على التراث العمراني في الشارقة، وهو شاهد حي على أساليب العمارة التقليدية فيها.

ويأخذ المعرض الزائر أيضاً إلى خورفكان التاريخية، التي تقع بالقرب من الميناء التاريخي والاستراتيجي في المدينة وبمحاذاة الكورنيش البحري، هذه المنطقة هي مدينة خورفكان القديمة حيث انطلقت منها أعمال التوسع العمراني، ولقد ضمت جميع مكونات المدن التاريخية الأساسية، كالسوق القديم والمساكن والمساجد والحصون والأبراج.  

سفراء الخير في مركز التواصل الاجتماعي

زار سفراء الخير أيام الشارقة التراثية، وجالوا في مختلف مواقع وأقسام وأجنحة الأيام، وأنهوا جولتهم في مركز التواصل الاجتماعي الذي يستضيف المركز يومياً نشطاء من عالم التواصل الاجتماعي وأهل الفن، وكان لافتاً تفاعل الجمهور معهم، حيث رافقهم في جولتهم إلى أن وصلوا لمركز التواصل الاجتماعي واستمعوا إلى أحاديثهم، فسفراء الخير هم خبيرة لغة الإشارة والإعلامية فاطمة المناعي، والإعلامي أحمد الجسمي، والناشطة في عالم التواصل الاجتماعي، سارة صالح.

ويعتبر المركز محطة من محطات الأيام الحيوية والمهمة التي يجد فيها الزائر خصوصاً الشباب الكثير من المتعة والفائدة والمعلومة الجيدة، وأحد العناوين البارزة التي يبحث عنها زوّار وضيوف وعشاق هذه الحدث التراثي الكبير. وكان قد استضاف أول من أمس، كلاً من الممثلة فاطمة الحوسني، والفنانة آلاء شاكر، وذلك وفقاً لأجندته اليومية في استضافة الفنانين والنشطاء في عالم التواصل الاجتماعي، حيث يستضيف المركز كل يوم عدة شخصيات من الناشطين في عالم التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى عدد من الفنانين، بما يسهم في الترويج لأيام الشارقة التراثية، واستضاف خلال الأيام السابقة كل من منذر المزكي، ومحمد النزر الفلاسي، والفنان المسرحي خليل إبراهيم، والمذيعة في قناة الشارقة الرياضية إيمان محمد، وغيرهم الكثير.

ويشهد مركز التواصل الاجتماعي إقبالاً يومياً كبيراً من الجمهور والزوار، خصوصاً من الشباب، الذين يتفاعلون بشكل حيوي مع الأنشطة والمبادرات والأفكار التي يطرحها المركز، المركز الذي يطرح مسابقات منذ اليوم الأول لانطلاقة الأيام، في أفضل لبس تراثي، وتصوير السلفي، صندوق الأيام، ومسابقة رمستنا، وهي تشكل فرصاً حيوية للجميع.

ما يستحق الذكر أن شبكة رؤية الإمارات الإعلامية، كانت قد أطلقت في وقت سابق مبادرة "سفراء الخير"، وذلك تزامنا مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، 2017 عام الخير، وعينت أربعة من الإعلاميين ورواد التواصل الاجتماعي كسفراء للمبادرات المجتمعية في الدولة اسمتهم "سفراء الخير"، وذلك بهدف تعزيز قيم التعاون والمحبة في المجتمع من خلال مجموعة من الإعلاميين ورواد وسائل التواصل الاجتماعي، هم خبيرة لغة الإشارة فاطمة المناعي، والناشطة سارة حمادة، ورائد التواصل الاجتماعي علي الطاهر، والإعلامي أحمد الجسمي، وقد تم اختيارهم بناء على معايير أهمها الكفاءة والشهرة ومحبة الناس، وتتمثل مهمتهم في قيادة الفعاليات المختلفة في المجتمع وتواجدهم فيها بهدف عكس صورة ناصعة عن التمثيل الصحيح والراقي لهذه الفعاليات والمبادرات من خلالهم.

تفاعل لافت مع فرقة النيل الشعبية

لاقت عروض فرقة النيل الشعبية إعجاب واستحسان جمهور وزوار أيام الشارقة التراثية، حيث اشتملت العروض على العديد من الرقصات الشعبية التي أبهرت الجمهور وجعلتهم يستمتعون بالعروض الحية التي قدمت أنماطاً من الفلكلور الصعيدي الأصيل.

وقدمت فرقة النيل الشعبية مجموعة من الرقصات التي تروي تراثهم العريق المستمد من عاداتهم وتقاليدهم القديمة التي كانت تقدم أمام الناس بمصر والصعيد في المناسبات والأفراح كافة، وكان منها رقصة التنورة التي أخذت الجمهور في رحلة إلى مصر وأفلامها، وكأنهم يرون مقطع فيلم تصويري مخرج بشكل متقن.

كما قدمت فتيات مصريات رقصات الأغاني الشعبية بصورة متكاملة تكاد تكون لوحة فنية، فضلاً عن رقصة الصعيدي، وهي رقصة تشارك في تقديمها الرجال والنساء المصريين وتعتبر من الفنون الشعبية التي يستعرضونها في مصر في الفعاليات والأنشطة التراثية التي تعزز التراث الشعبي في بلادهم.

ويطلق على الرقصة الأخيرة التي قدمتها فرقة النيل الشعبية "النوبة"، وهي رقصة صعيدية مستمدة من التراث الصعيدي وجنوب الوادي بمصر، حيث هدفت جميع العروض في أيام الشارقة التراثية إلى توعية الأفراد من مختلف أقطار العالم العربي الزوار للمهرجان بأهمية التراث المصري بمختلف أشكاله وأنواعه.

وتفاعل الجمهور خلال عروض الرقصات، وكان كثيرون يلتقطون الصور ويصورون الرقصات بهواتفهم النقالة وكاميراتهم الخاصة، لحفظها في ذاكرتهم حتى تكون مرجعية لهم إن احتاجوها في يوم من الأيام، أو ذكرى مهمة في محفظة هواتف الجالية المصرية ليتفاخروا بها أمام أصدقائهم وعائلاتهم.

محاضرة التراث والمسرح في مركز فعاليات التراث الثقافي

في محاضرة جمعت التراث والمسرح تحت سقفها في مركز فعاليات التراث الثقافي، تحدث فيها الممثل والمؤلف والباحث في مجال التراث، عبد الله صالح الرميثي، والباحث والناقد المسرحي، محمد سيد أحمد مصطفى، أكدت على أن التراث نتاج الثقافة المكتوبة والشفاهية، ومشكل مجموعة التكوينات المتميزة لأي شعب من الشعوب في علاقة تماس وتداخل مع الفن المسرحي.

وشرحت المحاضرة أهمية التراث في المسرح، الذي يعتبر القلب النابض للحكايات والأحداث والروايات الصالحة "للتمسّرح"، في نفس الوقت الذي أسهم المسرح في حفظ التراث والتحاور الإيجابي معه، حيث أن المسرح العربي منذ نشأته الأولى لجأ للتراث، مثل ما فعل مارون النقاش وأحمد شوقي وعلي أحمد باكثير والفريد فرج وعبد الرحمن الشرقاوي ومعين بسيسو وسعد الله ونوس والطيب الصديقي وعز الدين المدني، وغيرهم.

وعادت المحاضرة بالحضور إلى التراث وتأثيره في المسرح العربي الذي جاء لتأكيد الهوية والبحث عن شكل مسرحي نابع من البيئة العربية، مؤكدة أن التراث لم يكن فقط في النصوص المسرحية، لكنه امتد لخلق مكان مسرحي جديد خارج إطار العلبة الإيطالية المعروفة، فتم اقتراح مسرح الحلقة والمسرح الاحتفالي ومسرح السامر.

وبين المحاضران العلاقة القديمة بين التراث والمسرح في الإمارات التي تأصلت مع ابن الإمارات منذ ولادته ونشأته، وباتت جزءاً منه، وهذا ما انعكس على إبداعات العديد من الفنانين في شتى مجالات الفنون المختلفة، ويعد المسرح من أهمهم.

وتطرق المحاضران إلى ما يكشفه بوضوح تاريخ الحركة المسرحية بدولة الإمارات، التي انطلقت من منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وكانت بمثابة إرهاصات ومحاولات استمدّت أفكارها وعناوينها من التراث، وحتى عندما بدأت العجلة المسرحية في الستينات، وعزز ظهورها الجمعيات والفرق المسرحية، التي قدّمت، بفضل جهود أبنائها، العديد من الأعمال المسرحية بدءاً من تجارب سلطان الشاعر، مروراً بتجارب عبيد بن صندل، وما قدّمته، بعد ذلك، مسارح الشارقة ورأس الخيمة والمسرح القومي بدبي، بالإضافة إلى بعض التجارب التي انطلقت من الأندية بدءاً من أبو ظبي حتى الفجيرة، حيث اتكأت مختلف الفرق المسرحية في عروضها على التراث، الذي يشكّل الإطار التنظيمي لمختلف الاهتمامات والتوجهات الثقافية.




أضف تعليق