العدد 5342 بتاريخ 22-04-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


(رسالة مواطن)...كيف نصون صداقتنا دون أن تتجاوز المحظور وتخترق كيان أسرتنا المتحابة؟

الصداقة والصديق هل يعلو ويفضل على الأخوة? لو أمعنا النظر بحال الصديق والصداقة أيام زمان، كيف كان الصديق صدوقاً في فعله وكلامه، أميناً على أسرار بيت صديقه، غاضاً بصره عما تراه عيناه، وما تسمعه أذناه عن حرمة؛ لكن اليوم وهذا العصر جاء لنا بصداقة موبوءة مبطنة خبيثة مادية متمصلحة، مشاكلها وقصصها لا تنتهي ولا تفنى.

وجدنا الصداقة اليوم اخترقت الحجب، وقطعت سياج البيوت، وفتحت الأبواب، وأفشت الأسرار وأصبحت لا تسر الحال خصوصاً اليوم، من عدة أبواب وعدة مكدرات وأسباب، منها إنها عدت أفضل من الأخوة أي الصداقة، بل وقدمت مرتبة فوق الأخوة، وذهب آخرون إلى أنها من الضروريات بمكان، حتى علت وطالت وشٌمخت على الإخوان الأشقاء.

يروي أحد الزملاء أن في المجتمعات صار الصديق أفضل من الأخ، وصار يدخل البيت ويشرب ويأكل ويخرج وقد ينام في بيت صديقه، بينما الأخ قد لا يستطيع الدخول، وهنا تكمن المشكلة حيث طاح الحطب، فكثرت في المجتمع قضايا اجتماعية كتباعد الإخوان عن بعضهما البعض؛ بل وتناحرهما، ووصلت الدماء إلى الركب كما يعبر عنها، بسبب صديق سوء، والمحزن تباعدت أسر، وانفصلت أزواج بسبب صديق سوء، وتحوّل الأصدقاء إلى أصدقاء سوء يفرقون بين المرء وزوجه.

أيها القراء ما أردت أن أقوله هو أن الصداقة شيء جميل ومن الضروريات اليوم؛ ولكن لا تتحول إلى كارثة، أي بسببها يكره الشقيق شقيقه، وقد يكره الولد والديه بسبب نصيحة قدّماها له؛ لكنه لم يتعظ بل أخذ بكلام صديقه وذهب أبعد من ذلك فقاطعهما وجفاهما وقطع رحمهما حتى وقع الفأس في الرأس، وخربت البصرة (خيانة الصديق لصديقه)، وإن سألتني أيها القارئ أي خيانة؟ لأجبتك إفشاء أسرار الزوجين الخاصة والأسرة عامة، حتى ماذا يأكلون وما يلبسون وما يدخرون؟ وصارت أخبارهم في نشرات الـ"بي بي سي" الاخبارية! لذا لما لا نرجع إلى تعاليم أهل البيت والمربي والأمين على أمته محمد (ص) كما في حياة آبائنا وأجدادنا الذين أسسوا الأسرة الكبيرة، وأوجدوا كياناً مترابطاً بين الشقيق وشقيقة لم يستطع صديق السوء ولا جار السوء أن يخترقه، فحفظت الأسرة بسياج قوي حديدي.

أعود وأكرر إنني في رسالة مواطن لست متحاملاً على الصداقة، ولست كارهاً لها، ولا للصديق المتصف بصفات وسلوكيات حميدة، وأخلاق رفيعة؛ بل الصداقة خير وبركة وضرورة؛ لكن لا تتحول إلى كارثة أو مصيبة، بدليل ما روي عن الإمام علي عليه السلام: "ربَّ أخٍ لم تلده أمُّك"، وأكبر الأدلة حينما آخى أمين الأمة محمد (ص) وأمر المهاجرين والأنصار بالتآخي؛ لكن بضوابط، وهذا هو القصد، لا بد من التقيد بضوابط الرسول الأكرم (ص) وسيرة أهله.

مهدي خليل



أضف تعليق



التعليقات 2
زائر 1 | 4:23 ص كلام صحيح 100% رد على تعليق
زائر 2 | 7:16 م نعم هذا واقع قد يقع فيه الكثير للجري وراء مسمى الصداقة والابتعاد عن الرابط الأسري فمهما علا شأن الصديق وكانت مكانته فلا حضن ادفىء من رابط الدم وكما قيل اللحمة إذا ما حبت غارت رد على تعليق