العدد 5351 بتاريخ 01-05-2017م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


نجدّد فخرنا بما بلغته صحافتنا من مستويات متقدمة من خلال ممارسة حق النقد الموضوعي والبناء

العاهل: نقدّر الوقفة الإعلامية إزاء ما تعرضت له البحرين من حملة مغرضة تورطت فيها أطراف محسوبة على جهات خارجية

المنامة - بنا

 

وجه عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة رسالة سامية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة والذي يصادف يوم غدٍ الأربعاء (3 مايو/ أيار 2017) جاء فيها :

"يسرنا أن نتقدم برسالة تحية وتقدير إلى جميع الصحافيين والإعلاميين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، تلك المناسبة الدولية الغالية التي نجدد فيها دعمنا للكلمة الحرة المسئولة، واعتزازنا بإعلامنا الوطني، بتاريخه العريق منذ ثلاثينيات القرن الماضي ودوره المحوري المعاصر كشريك أساس في مسيرة الإصلاح والتنمية الشاملة والمستدامة.

ونؤكد سعادتنا بمشاركة الأسرة الصحافية الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) احتفالاتها بهذا اليوم العالمي تحت شعار: "عقول متبصرة في أوقات حرجة: دور وسائل الإعلام في بناء وتعزيز مجتمعات سلمية وعادلة وشاملة للجميع"، ضمن إدراكنا المشترك لدور الصحافة الحرة المسؤولة والإعلام التعددي في بناء الوطن ونشر قيم السلام والعدالة وتدعيم الديمقراطية والتنمية المستدامة.

ولقد كنا حريصين منذ انطلاق مشروعنا الإصلاحي بإجماع شعبي غير مسبوق على توفير الضمانات الدستورية والأجواء المناسبة لممارسة الصحافيين والإعلاميين حقوقهم في استقاء المعلومات وتداولها والتعبير عن آرائهم باستقلالية وحرية بلا قيود سوى مراعاة المصلحة العليا للوطن والمواطنين والالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية، إيمانًا بأن حرية الصحافة والإعلام هي قيمة حضارية وحق أساس من حقوق الإنسان في المعرفة وتداول المعلومات والتعبير عن الرأي.

ومثَّلت الصحافة الحرة على الدوام ركناً أساسياً في مجتمعنا الديمقراطي في ظل منظومة تشريعية وقضائية وحقوقية تكفل حرية إصدار الصحف والمطبوعات وتوزيعها واستقلاليتها، وتحترم حقوق الملكية الفكرية، وتصون حقوق الصحافيين وكرامتهم وتحفظ قيمتهم في المجتمع وتحفزهم على الإبداع وتنوير الرأي العام بلا قيود أو ترهيب.

ونعتز في هذا الصدد بأداء مؤسساتنا الحقوقية المستقلة وجمعيات المجتمع المدني لدورها غير المسبوق إقليمياً في ضمان حقوق الإنسان وحرياته السياسية والمدنية والثقافية بما فيها حرية التعبير عن الرأي، مقدرين على وجه خاص الدور الفاعل لجمعية الصحافيين البحرينية في لم شمل الأسرة الصحافية والحفاظ على مكتسباتهم المهنية والأدبية، وتأكيد تمسكهم برسالتهم السامية وفق الالتزام بالقانون وميثاق الشرف الصحفي.

وفي هذا اليوم العالمي لحرية الصحافة، نجدد فخرنا واعتزازنا بما بلغته صحافتنا الوطنية ووسائل إعلامنا المستقلة من مستويات مهنية متقدمة وتطورات ملحوظة في أداء رسالتها وتنوع في برامجها وتأثيرها عبر مشاركتها الفاعلة في ترسيخ دولة القانون والمؤسسات والحكم الرشيد من خلال ممارسة حق النقد الموضوعي والبناء، في إطار من الشفافية والتعددية والانفتاح الثقافي والفكري. معربين عن بالغ تقديرنا لجهود وزارة شئون الإعلام ومنسوبيها كافة في تطوير قطاع الإعلام والاتصال بجميع قنواته، وتأهيل الكوادر الوطنية، واحتضان الكفاءات والمواهب الشابة والمبدعة من الجنسين، وتنفيذ مشروعات فنية وتقنية متطورة، وتحديث الإطار التشريعي، والارتقاء بالإعلام المرئي والمسموع ودوره في تناول القضايا الوطنية بصدق وأمانة ومسؤولية، والذود عن أمن الوطن واستقراره، وتعميق ارتباطه بالمنظومة الخليجية والوطن العربي الكبير، وبث قيم الوحدة والوسطية والتسامح المستمدة من تاريخنا الإنساني وحضارتنا الإسلامية، وقيمنا العربية الأصيلة.

وتعزيزًا لهذه الرسالة الإعلامية، فقد وجهنا الوزارات والهيئات الحكومية إلى التنسيق المستمر مع وزارة شؤون الإعلام في نشر الحقائق والمعلومات، وتحسين أوضاع الصحفيين والإعلاميين مهنياً واجتماعياً. وفي هذا اليوم العالمي نؤكد مجدداً إن احترامنا لحقوق الصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية في حرية التعبير والنشر والطباعة والحصول على المعلومات وتداولها في بيئة إعلامية حرة ومستقلة هو نهج استراتيجي ثابت في مسيرتنا الديمقراطية والحضارية، كما إن هذه الحقوق المكفولة تضع هذه المؤسسات وجميع أعضائها أمام واجباتهم المهنية والتزاماتهم الأخلاقية في حماية حقوق المجتمع وأمنه وسلامته وتماسكه وآدابه العامة بالكلمة الوطنية الصادقة وقيمه الدينية وثوابته الشرعية وفقًا للدستور والقانون والمواثيق الدولية.

ونحن على ثقة في وعيكم الوطني والقومي، وإدراككم لأن وسائل الإعلام ليست مجرد أدوات لنشر الأخبار والمعلومات دون التحقق من دقتها ومصداقيتها، وإنما هي مؤسسات ذات رسالة إنسانية جوهرية في ظل ما يواجهه العالم ومنطقتنا العربية من تنامي موجات التطرف العنيف وشيوع الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية البغيضة، وبروز التنظيمات الإرهابية وتهديداتها الخطيرة لسلامة الدولة المدنية واستهدافها للأمن والسلم الإقليمي والدولي.

مؤكدين تقديرنا للكلمة الوطنية الصادقة والنزيهة واعتزازنا بالوقفة الإعلامية المشرفة إزاء ما تعرضت له مملكة البحرين من حملة مغرضة تورطت فيها أطراف محسوبة على جهات خارجية لا تريد الخير ولا التقدم لهذا الوطن، من خلال مساعيها الباطلة، وادعاءاتها المضللة وترويجها للشائعات والمعلومات المغلوطة، داخلياً وخارجياً، بغرض الإساءة دون وجه حق إلى مكتسباتنا الإصلاحية، ومحاولتها الفاشلة لعرقلة مسيرتنا الوطنية الديمقراطية والتنموية، والمساس بما يعيشه أبناؤنا من حياة آمنة ومستقرة ومستوى معيشي كريم وتقدم إنساني وحضاري واقتصادي.

وإننا وإذ نفخر بسجل بلادنا المشرف على مر التاريخ في ترسيخ التعايش الديني والمذهبي، واحترام التنوع العرقي والثقافي، ومبادراتها الرائدة على الساحة الدولية في نشر ثقافة السلام وتعزيز التفاهم والتعاون والاحترام المتبادل بين الشعوب، والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، ومن خلال مسئولياتنا التاريخية، فإننا ندعو إلى شراكة إقليمية ودولية في الرقي بآداب المهنة الإعلامية ومبادئها وأخلاقياتها في وسائل الإعلام التقليدية والحديثة. ونتطلع في هذا الصدد إلى أداء وسائل الإعلام واجباتها في تعزيز روح الوحدة الوطنية داخل المجتمعات، ونشر القيم الإنسانية والتعاليم الدينية الداعية إلى التسامح والوسطية والاعتدال، وتبصير الشعوب بمخاطر الدعوات المثيرة للفرقة والكراهية الدينية أو الطائفية أو المحرضة على العنف والإرهاب.

ونعتقد أن هناك حاجة ماسة إلى اتخاذ التدابير الضرورية لضبط الانفلات الأمني والأخلاقي في الفضاء الإعلامي والإلكتروني، من خلال التزام القنوات الفضائية الدولية ووسائل الإعلام المختلفة بالمواثيق الدولية، عبر تحري الدقة والأمانة والموضوعية في عرض أخبارها وآرائها، والشراكة الدولية في تعزيز الاستخدام الآمن والرشيد لشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والابتعاد عن الإثارة والتجريح أو انتهاك الآداب العامة، والتعاون الفعال في مكافحة الجرائم المعلوماتية بجميع أنواعها.

وختاماً، نؤكد إننا لعلى يقين بأن وسائل الإعلام الحرة والتعددية، الملتزمة بقيم النزاهة والشفافية في رسالتها، والموضوعية والمصداقية في توجهاتها، والحريصة على وضع الولاء للوطن ومصلحته العليا والتسامح بين الجميع في مقدمة أولوياتها، هي ركيزتنا الأساسية في النهوض بأوطاننا على طريق التقدم والرخاء، وتحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 نحو إقامة مجتمعات عالمية آمنة ومسالمة ومزدهرة.

داعين الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما فيه خيرِ وصالح مملكتنا الغالية وشعبها الوفي، وحفظ أمنها واستقرارها ومواصلة مسيرة الإصلاح والنهضة الشاملة في مختلف المجالات الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية، وتوثيق روابط الود والتسامح بين جميع الشعوب والحضارات الإنسانية".

حمـــــــــــد بن عيســـــــــــى آل خليـــــــــــــــــــفة

ملك مملكة البحرين



أضف تعليق