العدد 201 بتاريخ 25-03-2003م تسجيل الدخول


الرئيسيةالحرب
شارك:


القصف بالقنابل أحدث هجوم في الحرب النفسية

روبرت كورنويل

ان وابل القنابل والصواريخ التي سقطت على بغداد في مطلع الحرب كان مجرد أحدث هجوم في الحرب النفسية ضد العراق.

كانت ادارة الرئيس بوش تحث المسئولين العراقيين والقادة العسكريين على التمرد ضد زعيمهم طيلة عدة اشهر دون نجاح يذكر. ومنذ سبتمبر/ايلول الماضي اوحى المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر، أنه بالامكان تجنب الوضع السيئ برصاصة واحدة توجه إلى صدام حسين او تذكرة سفر لسفرة واحدة لاخراج صدام حسين وزمرته من العراق.

وتعلم الادارة الاميركية ان صدام حسين لن يقبل النفي الطوعي، ولكن البيت الابيض اعتقد ان كبار العسكريين العراقيين لربما يلقون اسلحتهم أو يخونون أو يغتالون قائدهم.

وعندما اقتربت الحرب زادت الضغوط النفسية. وتم إسقاط منشورات تحث على الاستسلام. فقلما كان يمر يوم من دون ان يطلب الرئيس بوش ودونالد رامسفيلد وكولن باول من القادة العسكريين العراقيين ألاّ يخاطروا بحياتهم في قضية خاسرة وان يعطوا انفسهم الفرصة للعيش في عراق الغد الجديد. واذا ما قاوموا فلن يكون هناك مجال للهروب. اما اذا قاموا باشعال حقول النفط او استخدام اسلحة بيولوجية او كيميائية فستتم محاكمتهم بوصفهم مجرمي حرب. وقد دعمت وسائل الاعلام هذه الاستراتيجية، فسمح بعرض صور قام بالتقاطها مراسلو التلفزيون المرافقون للقوات الاميركية المتقدمة أمام المشاهدين في بغداد والمدن الاميركية. وتحمل هذه الصور الرسالة نفسها: مهاجمون لا يمكن مقاومتهم يتجهون إلى الشمال باتجاه العاصمة العراقية.

ولا يبدي بوش وتشيني ورامسفيلد سوى اهتمام قليل بالرأي العام، ولكنهم يعرفون ان الوقت قد يكون في صالح صدام كلما استمر جيشه في الصمود، وكلما ازدادت الاصابات كلما زادت المعارضة للحرب في الداخل والخارج.

وقد ازدادت شعبية بوش بكما هو متوقع منذ بداية الحرب ولكن ذلك قد لا يدوم. وهناك موضوع حملة الانتخابات للعام 2004. لقد بدأت الحملة الجوية يوم الجمعة الماضي، وكان لابد لرامسفيلد أن يعترف بأن سياسة الضغط النفسي لم تنجح. لم تكن هناك اتصالات مباشرة بين واشنطن وبغداد - سوى اتصالات غير محددة شملت العسكريين الاميركيين ومسئولي وكالة المخابرات المركزية وافراد من القيادة العسكرية العراقية في الحرس الجمهوري وأماكن اخرى.ولن يتم الإفصاح عن طبيعة هذه الاتصالات الا بعد انتهاء الحرب.

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط



أضف تعليق