العدد 201 بتاريخ 25-03-2003م تسجيل الدخول


الرئيسيةالحرب
شارك:


عراقيون في الأردن يعودون للدفاع عن بغداد

عمّان - حسين دعسة

مع زحام وسط العاصمة الاردنية عمّان ومواقف مجمع نقليات رغدان توزعت مجموعات صغيرة من الشباب العراقيين الذين لم تظهر عليهم علامات القلق المرافقة للحرب على بلدهم العراق، غير ان هذه الحال انتفت عندما بدأوا في الحديث عن أسرهم الموزعة في مختلف المدن العراقية.

وقال أحدهم: اريد العودة الى بغداد لمتابعة شئون اسرتي هناك في ظل الظروف الحالية وخصوصا انني اكبر اخوتي. بهذه الكلمات بدأ الشاب العراقي احمد هليل 25 عاما حديثه عن سبب عودته الى بغداد التي قدم منها الى عمان قبل شهرين ونصف للعمل هنا.

اما حيدر كاظم القادم من مدينة الناصرية (جنوب) فقال ان غالبية العراقيين الراغبين في العودة الى العراق هم من الشباب الذين تركوا اسرهم و جاؤوا الى الاردن بحثا عن فرصة عمل او وسيلة للخروج الى اوروبا او دول الخليج للعمل هناك .

ويضيف انه يرغب بالعودة الى العراق بعد اسبوع من الآن بمجرد أن يصفي أموره في عمان، وتابع ان «الكثير من الشباب العراقيين عادوا الى بلادهم اثناء الحرب ولا اعرف عددهم لكنهم كثر».

وما ان بدأت الحملة العسكرية الاميركية ضد العراق حتى بدأ كثير من الشباب العراقيين الموجودين في الاردن بتصفية اعمالهم مع ارباب العمل الذين يعملون لديهم بنية العودة لبلدهم واهليهم في حين ان أسرا عراقية موجودة في الاردن لا ترغب في العودة مكتفية بالدعاء لاخوتهم هناك بالنصر.

ويزيد عدد العراقيين المقيمين في الأردن وفق احصائيات غير رسمية على 300 الف عراقي .

ويقول حيدر (19) عاما «حضرت الى عمان وحدي للعمل عند اقرباء لي يمتلكون محلا للاتصالات في منطقة سحاب... الا انني اريد العودة للدفاع عن العراق».

حيدر واحمد لم يكونا وحدهما بل ضمن مجموعة من عشرة شباب من مناطق ومدن عراقية مختلفة وكذلك من عدة طوائف دينية «سنة وشيعة» وجميعهم ينوون المغادرة الى بغداد.

عدم المبالاة التي بدت على وجوههم عللها أحدهم بالقول «نحن جيل نشأنا في الثمانينات و التسعينات من القرن الماضي وهذان عقدان من الحروب ومن اجل ذلك صارت الحرب جزءا من حياتنا اليومية التي نعيشها».

ونجاح عملية الاتصال مع اسرهم وفق حيدر كاظم على رغم ساعات طويلة من المحاولات التي استمرت حتى ساعات الفجر جلبت الطمأنينة الى قلوبهم وردت الابتسامة الى وجوههم. وتجمع في منطقة قريبة من الساحة الهاشمية مجموعة اخرى تحاول تأمين وسيلة نقل رخيصة للعودة الى العراق في الوقت الذي ارتفعت اجرة النقل إلى ما يقارب 700 دينار أردني، ما منع الكثير منهم من حتى التفكير في الموضوع. الا ان البعض الآخر سعى من خلال محاولات عديدة الى الحصول على افضل العروض المتاحة.

ويقول احد ابناء البصرة انه ينتظر منذ يومين الحصول على مقعد في احد الباصات العراقية غير ان عدم توافرها، اضافة الى ارتفاع كلفتها منعاه من ان يكون الآن بين اهله في ظل الحرب. ويضيف أنه «منذ اندلاع الحرب قررنا العودة ، الا ان عملية تصفية الحسابات مع اصحاب العمل أخرتنا ونحن الآن ننتظر تأمين حافلة تعيدنا الى العراق».

غير أن «أم منير» الموجودة في الاردن منذ خمسة اشهر وتعتاش على ما تبيعه من خلال «بسطة» لبيع «السجائر»، استهجنت السؤال عما اذا كانت تريد العودة الى بغداد ام لا ، وتساءلت «كيف بدي اقدر اسافر وانا اعيل معي في عمان ولدين صغيرين».

«ام منير» ذات الخمسين عاما ، القادمة من مدينة كربلاء تسمع اخبار الحرب من النساء العراقيات فقط. وكذلك الحال مع «أم علي» التي تمتهن ذات العمل وهي قدمت وحدها من البصرة قبل خمسة اشهر لا تستطيع العودة، وتقول انها تجني من البسطة ما مقداره خمسة دنانير يوميا ، بالكاد تكفي أجرة السكن والمأكل. وهي تشترك ومجموعة من النساء العراقيات في السكن واحد في منطقة الجوفة.

ويرى شباب عراقيون ان ما يتعرض له بلدهم منذ ثلاثة أيام هو «غزو واحتلال للعراق» واصفين ما كان يتعرض له في السنوات العشرالماضية بانها «ضربات».

احد اصحاب السيارات العاملة على خط بغداد - عمان قال ان اعداد المغادرين من عمان الى بغداد من العراقيين أخذت تتزايد منذ بداية الحرب. وكان مدير مركز حدود الكرامة العقيد أحمد الهزايمة أفاد أن عدد العراقيين الذين غادروا المركز عائدين إلى بغداد بلغ (626) شخصا حتى مساء أمس الأول



أضف تعليق