العدد 203 بتاريخ 27-03-2003م تسجيل الدخول


الرئيسيةالحرب
شارك:


الموازنة البريطانية للحرب ترتفع إلى خمسة مليارات دولار

إصابة 37 من المارينز الأميركي بنيران «صديقة» في الناصرية

عواصم - وكالات

تتوالى المساعي الدبلوماسية والعسكرية بين طرفي النزاع «العراق، والتحالف الأميركي والبريطاني» في الحرب الثالثة في منطقة الخليج العربي إلى تحقيق الأهداف التي يرمي إليها كل طرف، فبينما يبحث الرئيس الأميركي جورج بوش الأوضاع «الجيوسياسية» في العراق مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في كامب ديفيد وسبل إعادة الإعمار، نرى ميدان المعركة يتأرجح بين النصر والهزيمة. إذ أعلن ضابط بريطاني في مقر قيادة العمليات في قطر ان 14 دبابة عراقية من نوع «تي-55» دمرت في جنوب البصرة كانت متوجهة إلى شبه جزيرة الفاو.

ومن جهة أخرى أرجأ إرسال سفينة للمعونات الإنسانية إلى «أم القصر» بعد العثور على ألغام في الجزيرة، في وقت أفاد صحافي يرافق القوات الأميركية ان نحو 37 من مشاة البحرية الأميركية «المارينز» جرحوا بنيران صديقة تعرضوا لها قرب الناصرية في جنوب العراق وانه شاهد على الأقل ست عربات دمرت في الموقع بينها ثلاث ناقلات جنود وسيارتي «جيب» ورافعة موضوعة على شاحنة. من جهته أعلن وزير الصحة العراقي اوميد مدحت ان أكثر من 350 مدنيا عراقيا قتلوا منذ ان بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا الحرب قبل أسبوع وان النساء والأطفال والشيوخ يشكلون غالبية الضحايا.

تسليم الأميركان القيادة

دعم بلير ليلة أمس الأول الرئيس الأميركي بشدة في موافقته على ان يأخذ العسكريون الاميركيون زمام الأمور وإدارة العراق ما بعد صدام قبل تسليمه إلى الأمم المتحدة، كما وافق بلير أثناء جلسة العشاء التي أقيمت في منتجع كامب ديفيد مع بوش على الخطط الأميركية بتعيين الجنرال جاي غارنر بمثابة حاكم مدني للبلاد على المدى القصير. واتفق الطرفان على الحاجة إلى قرار جديد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للسماح بوجود إدارة انتقالية وتحرير الأموال لعملية إعادة الإعمار، ولكن بعد استقرار الوضع العسكري في أنحاء العراق كافة. واطلع بلير الصحافيين انه لا توجد حاجة ملحة لبريطانيا والولايات المتحدة إلى الإسراع بالعودة إلى الأمم المتحدة بسبب عدم وجود تطابق في الرأي مع فرنسا وروسيا كما بحثا «المشكلات الجيوسياسية» في مرحلة ما بعد صدام. من جهته قال مراسل «بي بي سي» أندرو مار المرافق لبلير ان بوش وبلير أعربا خلال جلسة مباحثاتهما الأولى عن قلقهما وخشيتهما من اتباع الرئيس العراقي صدام حسين لنموذج ستالينغراد خلال الحرب العالمية الثانية في المعركة الأخيرة في بغداد. وأضاف بلير ان «اليومين المقبلين لن يحددا وضع ما بعد الحرب»، موضحا انه «لابد من مواصلة بحث هذه المسألة والعمل على التفاصيل. والأمر الأكثر إلحاحا الواجب تنظيمه مع الأمم المتحدة هو المساعدة الإنسانية، أما القضايا الأخرى فهناك متسع من الوقت لدراستها». من جهته أعلن وزير المالية البريطاني غوردون براون ان الحكومة البريطانية قررت مراجعة الموازنة التي خصصتها للحرب وزيادتها لتبلغ ثلاثة مليارات جنيه «4,41 مليارات يورو» (حوالي 5 مليارات دولار) بدلا من 1,75 أعلن عنها أولا.

قصف بغداد والبصرة

ويواصل القصف الجوي والصاروخي ضرب أهداف في العاصمة العراقية بغداد، إذ ذكر مراسل قناة «الجزيرة» ان أصوات الانفجارات مازالت تسمع في العاصمة العراقية، وخصوصا على أطرافها. وان القصف العنيف الذي تعرضت له بغداد بصواريخ لا يسمع لها أي صوت قبل ارتطامها بالأرض ولا يصدر عنها أي وميض يبدو انه استهدف التلفزيون العراقي كما أدى القصف إلى إصابة بعض أبراج الاتصالات ما أدى إلى انقطاع الاتصالات عن بعض مناطق بغداد. إلى ذلك تعرضت البصرة إلى غارات جوية مكثفة وكذلك بلدة أبوالخصيب القريبة. وعرضت الجزيرة صورا لأربعة مدنيين على الأقل جرحى في البصرة من بينهم طفل صغير وامرأة كانت تصرخ من الألم.

تدمير 14 دبابة عراقية

من جانبه قال مسئول عسكري بريطاني ان القوات التي تقودها الولايات المتحدة دمرت الجزء الأكبر من طابور عراقي من الدبابات والعربات المدرعة كان يحاول الخروج من مدينة البصرة الجنوبية، ثاني اكبر مدن العراق.

وقال المسئول الذي كان يتحدث من مقر القيادة المركزية الأميركية البريطانية في قطر إن التقارير الأولية عن المعركة التي دارت ليلا تشير إلى «صد وتدمير جانب كبير من الطابور». وقال مسئولون إن الطابور العراقي الذي يقدر أنه كان يضم بين 70 و120 عربة تحرك من جنوب شرق البصرة صوب شبه جزيرة الفاو حين تعرض لهجوم مكثف من الطائرات والمدفعية الأميركية والبريطانية. ولم يتضح لماذا غادر الطابور البصرة في اتجاه قوة بريطانية كبيرة حين كانت القوات التي تقودها الولايات المتحدة تسيطر على الأجواء.

وقال مسئول عسكري بريطاني: «إذا كانوا يفرون فقد قصدوا الجهة الخطأ. من الحماقة التوجه صوب مشاة البحرية الملكية». وانه في البداية كان هناك تشوش بشأن ما إذا كان الطابور يشن هجوما مضادا أو يتقهقر أمام انتفاضة تردد أن الرئيس العراقي صدام حسين يواجهها في البصرة وهي معقل قوي للشيعة.

ويستعد الجيش الاميركي لمعركة كبيرة ضد قوات النخبة العراقية في ضواحي النجف على بعد 150 كلم جنوب بغداد. وقال ضابط الاستخبارات في اللواء الأول لفرقة المشاة الأميركية الثالثة القومندان جون ألتمان ان القوات العراقية تحاول ان ترسل إلى النجف وسماوة والناصرية حوالي ألف عنصر من الحرس الجمهوري العراقي. وأعلن مسئول في القيادة المركزية للقوات الأميركية في الخليج في قطر ان التحالف اسر أكثر من أربعة آلاف عراقي. وللمرة الأولى شاركت وحدات الحرس الجمهوري العراقي الخاصة في المعارك ضد القوات الأميركية والبريطانية وألحقت بها «خسائر فادحة».

وأعلن وزير الدفاع البريطاني جيف هون ان القوات الأميركية البريطانية حققت «اكتشافات مهمة» في العراق «تؤكد بصورة قاطعة ان القوات العراقية مستعدة لاستخدام» أسلحة الدمار الشامل.

إصابة المارينز بنيران «صديقة»

من جانب آخر ذكر صحافي يرافق القوات الأميركية ان عشرات من مشاة البحرية الأميركية «المارينز» جرحوا بنيران «صديقة» تعرضوا لها قرب الناصرية في جنوب العراق.

وقال ضابط طلب عدم ذكر اسمه «كانت نيرانا صديقة» موضحا ان إطلاق النار تم وسط معارك مع القوات العراقية، وقد تعرض المقر العام لقيادة مشاة البحرية الأميركية على ما يبدو للقذائف ومدفعية الهاون.

وقالت مصادر طبية في المقر العام للمارينز ان 37 جنديا أصيبوا بجروح لكنها لا تعلم عدد الجرحى الذين سقطوا بنيران صديقة. وأضافت ان إصابة اثنين خطيرة وثلاثة في وضع بالغ الخطورة. وأضاف الصحافي انه شاهد على الأقل ست عربات دمرت في الموقع بينها ثلاث ناقلات جنود وسيارتا «جيب» ورافعة موضوعة على شاحنة. وقال الضباط ان عناصر المارينز الموجودين في المقر العام ردوا على إطلاق النار غير انه لم تتوافر أية حصيلة على الفور بشأن ضحايا محتملين في صفوف الموقع الثاني للمارينز. ومنذ بدء الحرب على العراق أوقعت النيران «الصديقة» أربعة قتلى في صفوف القوات البريطانية، وقد قتل عسكريان في محيط البصرة في جنوب العراق عندما تعرضت دبابة «تشالنجر» لنيران دبابة أخرى بريطانية من الطراز نفسه، كما أسقطت طائرة تورنيدو بريطانية بصاروخ باتريوت أميركي ما أسفر عن مقتل الطيار ومساعده.

مقتل مئات العراقيين

في هذا الأثناء قال العراق ان أكثر من 350 مدنيا عراقيا قتلوا منذ ان بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا الحرب قبل أسبوع وان النساء والأطفال والشيوخ يشكلون غالبية الضحايا. واتهم وزير الصحة العراقي اوميد مدحت مبارك القوات الأميركية والبريطانية باستخدام قنابل عنقودية وأسلحة أخرى لترهيب المدنيين وتضخيم الأضرار إلى الحد الأقصى.

تأجيل مساعدات «أم قصر»

على الصعيد ذاته قال ضباط بريطانيون ان ألغاما اكتشفت في ميناء «أم قصر» أدت إلى تأجيل وصول أول شحنة من المساعدة البريطانية إلى الأهالي الذين يعيشون ظروفا صعبة في هذه المدينة العراقية. وكان من المقرر ان تفرغ سفينة «غالاهاد» المحملة بـ500 طن من المؤن والأغطية في ميناء «أم قصر» الوحيد القادر على استقبال سفن كبيرة غير ان الميجور جيف كوكس أكد ان مياه المرفأ ليست آمنة، وقال «تم تأخير العملية 24 ساعة بسبب وجود ألغام في الميناء».


مقتطفات من الحرب...

إصابة نحو 37 من قوات المارينز الأميركية بنيران «صديقة» من البريطانيين في منطقة الناصرية.

تدمير نحو 14 دبابة عراقية متجهة من البصرة إلى شبه جزيرة الفاو.

وزير الصحة العراقي يؤكد إصابة أكثر من 4000 ومقتل أكثر 350 منذ اندلاع الحرب.

تأجيل وصول المساعدات الإنسانية في ميناء «أم قصر» حتى تصبح المنطقة مأمونة وخالية من الألغام.

انفجارات كثيفة في مدينة بغداد تصيب مركز الاتصالات والإعلام العراقي. رفع الموازنة البريطانية للحرب نحو ثلاثة مليارات جنية إسترليني (خمسة مليارات دولار).

إسقاط طائرة «أباتشي»، وإحراق 3 دبابات إضافة إلى طائرة من دون طيار في منطقة «قضاء الكفر» منطقة الفرات الأوسط



أضف تعليق