العدد 203 بتاريخ 27-03-2003م تسجيل الدخول


الرئيسيةالحرب
شارك:


لمحة عن حياة القادة العسكريين

روبرت كورنويل

إن الفريق ديفيد ماك كيرنان شخصية لا تجذب الاهتمام حتى ان يجعل حتى تومي فرانكس - قائد القيادة المركزية الأميركية، الشخصية البارعة التي تتسم بالطبع الجاف - يشبه الكلب. ومع ذلك فإن ماك كيرنان - الذي يتحدث أحيانا بهدوء يصعب أحيانا سماعه - هو الرجل الذي يقود قوات التحالف في الهجوم البري على العراق.

ومثل فرانكس فإنه جندي ابن جندي متشـبّع من ثقافة البنتاغون. ولكنه لا يشبه في اسلوبه ومزاجه رئيسه المدني دونالد رامسفيلد الشخصية التي تتسم بالتفاخر ومهاجمة المعتقدات التقليدية. لقد كان وزير الدفاع يضغط بشكل دائم لخوض حرب غير تقليدية ويشجع على السرعة والمرونة.

كان ماك كيرنان يعرف أن الحرب غير المتكافئة التي يستخدم فيها العدو (الارهابيون في حوادث 11 سبتمبر والعراقيين الآن) أساليب غير تقليدية لإبطال التكنولوجيا الساحقة وقوة النيران الهائلة للقوات الأميركية يمكن أن تفرض قوانين جديدة. ولكن كيرنان يفضل أن يعمل الأشياء بطريقة دقيقة حتى لو بدت قديمة.

وكما أشار بوضوح بالنسبة إلى الحشد المحموم للقوات الأميركية والبريطانية في الخليج قائلا: «لا أريد هذه القوات في الوقت المناسب بل أريدها في وقت مبكر. ويلقى ماك كيرنان إعجابا على نطاق واسع نظرا لرباطة جأشه وفهمه الجيد التكتيكات العسكرية. وقد وصفه أحد الزملاء قائلا إنه لا يحب الصراخ أو الزعيق، فهو عسكري تقليدي ولد في عائلة عسكرية وجندي محترف خدم في ألمانيا وكوريا وحرب الخليج العام 1991 والبوسنة قبل أن يتولى منصبا قياديا في البنتاغون ليصبح نائبا لرئيس هيئة الأركان للعمليات.

ويتولى ماك كيرنان قيادة أكثر من مئة ألف جندي أميركي وبريطاني بينما يقترب الهجوم البري من ذروته على أبواب بغداد لحسم هذه الحرب.

ويقول المعجبون بكيرنان أن هذا الرجل يمتلك حاسة سادسة يستطيع بها أن يتنبأ بنوايا العدو، وهي غريزة تفوق التفكير التقليدي.

ويحتل كيرنان ثلاثة مناصب في هذه الحرب: قائد الجيش الأميركي الثالث وقائد القيادة الوسطى للقوات المسلحة وقائد قيادة قوات التحالف البرية.

وبالنسبة إلى الاثني عشر عاما التي اشترك فيها في القتال في الصحراء في الشرق الأوسط يقول: «لقد ازدادت قوتنا فيما يسمى بقيادة المعركة». وستضع الأيام القليلة المقبلة هذا الرأي في الاختبار الحاسم. وإذا كان كيرنان هو الذي يدير المعركة من مقر القيادة فإن وليام سكوت وُلاس (55) عاما الجنرال الميداني البارز وقائد الفيلق الأميركي الخامس الذي سيقود الهجوم على العاصمة بغداد.

وسيكون مركز قيادته في عربة قيادة مجنزرة من طراز C-2 محملة بمعدات الكترونية تسير وراء الخطوط الأمامية الأميركية المتقدمة والتي يعتقد أنها على بعد حوالي 50 ميلا من العاصمة العراقية. وهو صريح في حديثه مع جنوده إذ يقول: «إن الطريق إلى الوطن يمر عبر بغداد. إن الحرب يمكن ألا تستغرق أكثر من بضعة أسابيع»، ولكنه يحذر جنوده قائلا: «إن صدام حذر وماكر وأنه سيقاتل».

وقد تنبأ ولاس بأن لدى صدام النية لاستخدام أسلحة كيماوية. ولكنه لم يستطع أن يحدد ما إذا كان سيستخدمها في وقت مبكر وبشكل متكرر أم كإجراء أخير، وما إذا كان أتباعه سيطيعون أوامره إذا صدرت لهم باستخدام هذه الأسلحة.

إن ولاس خريج وست بوينت ويتمتع بخبرة واسعة مثل ماك كيرنان. ويعتبر من القلة المتبقية من المحاربين القدامى في حرب فيتنام الذي لا يزال يعمل في القوات المسلحة الأميركية. وبعد 32 عاما من الخدمة العسكرية - كان غالبيتها في قيادة القوات المدرعة - قام بالتخطيط لحرب الخليج العام 1991 في مركز التدريب الرئيسي التابع للجيش في فورت ايرفن بولاية كاليفورنيا.

ويواجه ولاس الآن أقوى التحديات داخل الاراضي العراقية ضد عدو يبدي مقاومة أكثر من المتوقع على الرغم من إصرار القيادة الأميركية العليا على أن العمليات على الأرض تسير كما هو متوقع. وأخبر ولاس مراسل «نيويورك تايمز» علينا أن نعمل على تطوير الحرب، في وقت بدأت قوته أول هجوم لها على وحدات الحرس الجمهوري وهي قوات النخبة المؤيدة لصدام. إن مدى تطوير عمليات الهجوم سيحدد نتيجة الحرب.

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط



أضف تعليق