العدد 211 بتاريخ 04-04-2003م تسجيل الدخول


الرئيسيةالحرب
شارك:


الصحف العبرية: لماذا تعنّفوننا مادامت مجازركم كمجازرنا؟

بيروت - آمنة القرى

فيما انعكست تطورات حرب العراق على القضية الفلسطينية - التي حاولت واشنطن ولندن استغلالها لتخفيف حدة الرفض العالمي الجارف لهذه الحرب - تعرضت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى انتقادات شديدة من قبل القيادة الفلسطينية لإصرارهما على المضي في الحرب على العراق وفي الوقت ذاته تأخيرهما المستمر عن نشر «خريطة الطريق» التي صاغتها عدة أطراف دولية لإنهاء النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني المستمر منذ ثلاثين شهرا.

ولاحظ «ألوف بن» في «هآرتس»، انه في خضم الحرب الأميركية ضد العراق، فإن الجهود الدبلوماسية على الجبهة الفلسطينية - الإسرائيلية أعيد إحياؤها فجأة. وخلال نهاية الأسبوع يتوجه وزير الخارجية سيلفان شالوم، إلى واشنطن للتشاور مع مسئولين بارزين في الإدارة الأميركية عن هذه المسألة. كما أشار إلى ان البريطانيين يضغطون على الرئيس بوش، للإعلان عن «خريطة الطريق»، وعدم القبول بأية تعديلات على الخطة. ولفت بن، إلى ان التقرير الذي ورد في صحيفة «هآرتس»، والذي يشير إلى ان هناك أكثر من 100 تعديل إسرائيلي على «خريطة الطريق» أثار مخاوف كل من واشنطن ولندن، من محاولة «إسرائيلية» لتضييع الوقت في نقاشات عقيمة لافشال الخطة. ولفت بن، إلى ان الولايات المتحدة أوضحت للطرفين الفلسطيني و«الإسرائيلي» ان خريطة الطريق ستعرض بعد أن يتولى محمود عباس رئاسة الحكومة الفلسطينية. ونقل بن، عن مصدر إسرائيلي واسع الإطلاع ان التفاهم مع البيت الأبيض سيسمح لـ «إسرائيل» بعرض تحفظاتها الرئيسية على الخريطة طالما انها لا تعرقل سير الخطة. ولفت المصدر إلى ان الحكومة الإسرائيلية عدلت ردها على «خريطة الطريق»، بحيث أصبح عدد تحفظاتها التي تصر «إسرائيل» عليها 20 تعديلا، وأبرزها:

تغيير القيادة الفلسطينية.

إقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة خلال الفترة الأولى، والتوصل لاحقا إلى اتفاق بشأن الحل النهائي، بعد مفاوضات مشتركة وإبرام اتفاق مع «إسرائيل».

رفض المبادرة السعودية التي تدعو إلى انسحاب «إسرائيل» من حدود العام 1967.

السماح لجيش الدفاع الإسرائيلي بالعمل بحرية ضد «الإرهاب» داخل أراضي السلطة الفلسطينية.

موافقة «إسرائيل» على تجميد النشاطات الاستيطانية ولكن بعد وقف إطلاق النار، ورفض «إسرائيل» تفكيك مستوطناتها خلال الفترة المؤقتة.

اعتراف الفلسطينيين بـ «إسرائيل» دولة يهودية.

مقارنات

وفيما يبدو التفافا إسرائيليا على اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين ونوعيتها، أجرت أكثر من صحيفة إسرائيلية مقارنة بين ما يجري في العراق من اعتداءات على المدنيين على أيدي قوات الغزو الأميركية والبريطانية، وما جرى ويجري في الأراضي الفلسطينية على أيدي جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار زئيف شيف في «هآرتس»، إلى ان حادثة إطلاق صاروخين أميركيين على سوق شعبي مكتظ في بغداد، سيساعد الأميركيين وخصوصا خبراءهم العسكريين على استيعاب ما حدث في مخيم جنين العام الماضي. مذكرا بأن أحد الجنرالات الأميركيين وصف ما حدث في جنين، بأنه جريمة حرب على رغم انه لم يعاين موقع المعركة. ورأى ان ما حدث في السوق الشعبي في بغداد، لم يكن مفاجئا. فقد حصل أكثر من مرة خلال الحرب الأميركية في أفغانستان أيضا. فأكثر الأسلحة دقة قد تخطئ الهدف أحيانا. ورأى ان حادثة سوق بغداد يجب أن تشكل درسا، وتحديدا للإعلام البريطاني الذي مازال حتى يومنا هذا يتهم جيش الدفاع بارتكاب مجزرة في جنين.

وعقدت صحيفة «معاريف»، في افتتاحية مطولة، مقارنة بين الحرب التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا على العراق وعمليات الجيش الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية التي كانت لندن وواشنطن قد صرحتا عدة مرات بأنها تتسم بالشدة. وتحت عنوان «تشابه؟» نشرت سلسلة من الصور المتشابهة لمبانٍ تم قصفها في العراق وأخرى قصفت في المناطق الفلسطينية وكذلك صور لأسرى عراقيين يحرسهم جنود أميركيون وأخرى لمعتقلين فلسطينيين يحرسهم جنود إسرائيليون. وقالت الصحيفة الإسرائيلية «عبر السنين عنف البريطانيون والأميركيون «إسرائيل» على الطريقة التي قاومت بها ما اسمته الارهاب في المناطق (الفلسطينية). والآن هم يقاتلون في العراق». وأضافت الصحيفة العبرية «فجأة يشتبكون مع المدنيين ويوسخون أيديهم. الصور التي بدأت تأتي من العراق تشبه إلى حد يدعو للدهشة تلك التي اعتدنا عليها من المناطق».

وتابعت معاريف ان «الطريقة التي تتعامل بها قوات التحالف مع القتال تذكر بالطريقة التي تتبعها القوات الإسرائيلية». ومن بين الصور التي نشرتها الصحيفة صورة من البصرة لعدد من جنود التحالف المسلحين وهم يرتدون الخوذات ويشهرون بنادقهم على مدنيين عزل وضعوا أيديهم فوق رؤوسهم ووضعت الى جانبها صورة من نابلس لجندي إسرائيلي يقوم بالشيء ذاته. كما عرضت صورتين أخريين يظهر فيهما الدخان يتصاعد من مبنى في بغداد وآخر في غزة.

الوزير الغبي !

من جهة أخرى، حملت «هآرتس»، في مقالها الافتتاحي، بشدة على وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، الذي قال خلال حديث متلفز إلى شبكة «بي. بي. سي». ان «إسرائيل» والعراق خرقتا قرارات الأمم المتحدة مطالبا العالم الغربي باتخاذ الإجراءات نفسها ضد «إسرائيل» التي اتخذها ضد العراق لإجبارها على الالتزام بالقرارات الدولية. ووصفت الصحيفة الإسرائيلية كلام سترو، بأنه مهين، ومليء بالحقد والكراهية. ولاحظت أيضا ان طوني بلير، قال أمام مجلس العموم انه من الضروري إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا انه لم يعلن رفضه كلام سترو. وأكدت الصحيفة الإسرائيلية ان «إسرائيل» لم تخرق قرارات مجلس الأمن. إلا انها اعترفت انه على رغم الخلافات التي أثيرت بشأن بعض القرارات، فان مجلس الأمن لم يتخذ أي قرار علني ضد «إسرائيل».

ورأت انه من الناحية الأخلاقية فإن تصريحات سترو، مهينة ومحرجة لشخص في منصبه. ورأت أخيرا انه من خلال مقارنة «إسرائيل» بالعراق، فإن الوزير البريطاني يظهر غباء سياسيا لأن كلماته ستحرج الساعين إلى السلام داخل الدولة العبرية وستعزز من موقع الرافضين للتسوية. وكان سترو قد اعتبر ان الظلم اللاحق بالفلسطينيين هو أحد أهم الأسباب لعدم استقبال القوات الحليفة في العراق باعتبارها قوات محررة



أضف تعليق