العدد 212 بتاريخ 05-04-2003م تسجيل الدخول


الرئيسيةالحرب
شارك:


آلاف الأسر العربية تفر من قرى شمال العراق

باتريك كوكبيرن - خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط»

بدأت آلاف الأسر العربية في الفرار من قراها في شمال العراق تاركة وراءها قليلا من الأغنام والكلاب والحمير، وذلك حينما تراجعت القوات العراقية وعاد الاكراد إلى الأرض التي تم نفيهم منها.

وربما تكون هذه الهجرة، التي نشطت بواسطة تفكك سيطرة الحكومة العراقية، هي الأكبر في تاريخ الشرق الاوسط منذ سنوات عدة إذ أجبر نحو 300,000 كردي على مغادرة وطنهم في محافظتي كركوك والموصل، ليعودوا إليه الآن.

وقال عمدة قرية غوريلان، محمود رمضان، في الجبال الخضراء شرق الموصل، بينما وقف خارج نقطة للشرطة تبدو وكأنها قلعة صغيرة من العصور الوسطى «انني اشعر بالسعادة لمغادرة العرب لأرضنا».

وخلال الثلاثين سنة الماضية كانت هناك قريتان تسميان غوريلان، القرية الكردية المتواضعة، والمستوطنة العربية الحديثة اكثر تحمل الاسم نفسه.

وأوضح العمدة محمود (48 عاما) انه نزح عن موطنه في العام 1974 وتم استيطان العرب في ارضه بالقرب من الحدود مع سورية. وفي الواقع لم يحتل العرب القرى الكردية ولكن شيدوا قراهم الخاصة بهم في الاراضي التي يملكها الاكراد.

وشاهدت في احدى القرى مسجدا صغيرا، ذا منارتين بجانب مدرسة محلية تم اغلاقها. وجاءت مغادرة الأسر العربية خوفا من سطوة قوات البشمركة الكردية التي حتى الآن لم تعط الاوامر لاقتحام القرى العربية ولكن هناك مليشيا خارجة عن سيطرة القوات النظامية الكردية ربما تشن هجمات انتقامية عليها.

وعلى بعد 20 ميلا من قرية غوريلان، يقوم الأمير شيكاني بمسح قرية عربية اخرى خاوية تسمى شمانار، في سهل نما فيه قمح الربيع جنوب العاصمة الكردية اربيل. وقال شيكاني «لقد غادرت موطني في العام 1987».

إن الأزمة الحقيقية تأتي عندما يتحدد مصير كركوك التي يعتبرها الاتراك الخط الأحمر الذي يجب الا يتجاوزه الاكراد. ولكن اذا انسحبت السلطات العراقية من كركوك والموصل فإنه يتحتم على العرب ان يغادروا المدن والقرى نحو الجنوب وتصبح عودة الاكراد إلى كركوك والموصل ضرورة



أضف تعليق