العدد 216 بتاريخ 09-04-2003م تسجيل الدخول


الرئيسيةالحرب
شارك:


انهار تمثال صدام ومصيره لا يزال مجهولا...

بغداد تسقط في أيدي الغزاة من دون مقاومة

عواصم - بغداد

أحكمت قوات الغزو الأنجلو أميركي قبضتها على معقل نظام القيادة العراقية (بغداد) من دون أي مقاومة كان المراقبون يرجحونها بحرب دامية تعصف بالغزاة، لكن الأمور أصبحت تخالف معادلة الخطط الاستراتيجية لطرفي النزاع، فشرع الغزاة في نشر قواتهم في جميع ضواحي العاصمة العراقية في وقت سارع الأهالي والمواطنون العراقيون في ممارسة أساليب النهب والسلب للمباني الحكومية واستهداف مقر الأمم المتحدة في بغداد.

تقوم القوات البريطانية بتعزيز مواقع جديدة إلى الشمال من البصرة وتسعى في الوقت نفسه إلى ضبط أعمال النهب التي انتشرت في ثاني أكبر مدن العراق.

وقال مسئولون عسكريون ان الكتيبة الأولى في الفوج الملكي الايرلندي، وصلت إلى القرنة، واستقبل الأهالي القوات الايرلندية بالهتافات. ويسكن تلك المنطقة عرب الأهوار ممن عانوا الأمرين تحت حكم صدام. وقال الناطق العسكري بلسان المجموعة الكابتن لوكوود ان القوات البريطانية تسعى إلى فرض بعض النظام على البصرة.

وقال لوكوود «إن عددا كبيرا من رجال الشرطة اختفوا. نحن بحاجة إلى غرس الثقة لدى الأهالي في فلول قوة الشرطة الذين لم يفسدهم صدام حسين، لأن يتقدموا للعمل مع قادة العشائر في إرساء القانون والنظام الضروريين لحماية أرواح الناس وممتلكاتهم». ويقوم البريطانيون أيضا بالتنسيق مع زعيم قبلي ديني لم يحدد اسمه، سعيا لإقامة الهياكل المدنية لضمان النظام.

وقال الناطق العسكري الكولونيل كريس فيرنون ومقره الكويت، ان الشيخ الذي لم يحدد اسمه «سيشكل وجودا للقيادة في محافظة البصرة.

وبدأ غواصون من الجيش عملية تفتيش تحصينات تحت الأرض تم تعويمها بالمياه، بحثا عن أدلة على أسلحة كيماوية في مجمع يعتقد أنه كان مقر المخابرات لعلي حسن المجيد، ويعتقد أن المجيد قتل في غارة على المدينة في عطلة الأسبوع. وقال الجيش البريطاني وصحافيون في البصرة ان المياه متوافرة في البصرة لكن جنود فرقة الهندسة يدرسون تجديد الأنظمة القائمة. ويجري العمل مع إمدادات كهربائية متقطعة.

بغداد

نهب عراقيون مواقع مهمة في العاصمة بغداد مع غياب الشرطة ورموز السلطة من شوارع العاصمة بعد تقدم القوات الأميركية إلى قلبها.

وقال مراسلو رويترز ان حشودا انتابتها حال من الفرح والهياج وهي تقوم بعمليات سلب ونهب لمقر الأمم المتحدة في فندق «القنال» إلى الشرق من وسط العاصمة في مشهد لم يكن يرد على الخاطر تحت حكم الرئيس العراقي صدام حسين. ورأى شاهد آخر الحشود المشاركة في عمليات السلب والنهب وهي تغير على متاجر بيع الأدوات الرياضية في مبنى اللجنة الاولمبية العراقية الذي تعرض للقصف والذي يستخدمه عدي الابن الأكبر للرئيس العراقي صدام حسين مقرا لإدارة أعماله، وقال مراسل رويترز خالد يعقوب عويس ان السلطة انهارت فيما يبدو في العاصمة العراقية مع دخول القوات الأميركية لها. ولم يرصد أي من رجال الشرطة في المناطق التجارية الرئيسية.

وذكر ان طلقات النيران المحدودة التي ترددت في المدينة كانت من جانب قوات أمن عراقية تطلق نيرانها بشكل متقطع على الأميركان على الضفة الأخرى من النهر. وجاءت الطلقات من منطقة حول فندق فلسطين لكن القوات الأميركية لم ترد على النيران. ومشطت مشاة البحرية الأميركية مدينة صدام وهي حي مكتظ يقطنه الشيعة شمال شرقي العاصمة ولم تلق مقاومة، كما ألقى بعض السكان الورود على طابور مدرعات أميركية مر على بعد (3 كلم) إلى الشرق من جسر الجمهورية على نهر دجلة.

وفيما توشك المدينة على السقوط بين أيدي القوات الأميركية ما زالت أقلية من المقاتلين العرب والعراقيين تخوض معركة غير متساوية تحاول خلالها التصدي للدبابات حتى لا تعبر جسر الجمهورية في وسط المدينة.

وقبل ذلك بقليل أصيب ستة من عناصر المارينز احدهم بجروح خطيرة في معارك مع القوات العراقية في حي مدينة صدام. وقتل أحد عناصر المارينز في ضواحي بغداد وجرح ستة آخرون. فيما صرح متحدث باسم القيادة الاميركية الوسطى بان طائرات قتالية أميركية شنت غارات على مواقع عراقية حول تكريت.

وقال الجيش الأميركي انه يتوقع ألا تختلف أي معركة للسيطرة على تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين عن المعارك الأخرى في حرب العراق المستمرة منذ 21 يوما.

كما أشارت القيادة الاميركية الوسطى في المطار الدولي لصدام حسين إلى فقدان اثنين من طياريها قفزا الأحد بالمظلة بعد سقوط طيارتهما من طراز أف-15 أي.

في وقت قالت إدارة مدنية أميركية تستعد لإدارة أمور العراق في مرحلة ما بعد الحرب مباشرة انها تريد كسب ثقة الشعب العراقي بتيسير تدفق منتظم للمساعدات.

وقال الميجر جيف جورجنسن من مكتب الإعمار والمساعدة الإنسانية بعد يوم من وصول فريق تابع للمكتب لميناء أم قصر لبدء عمليات مساعدة «إننا نتعلم بشكل أو بآخر بينما نمضي قدما»، و«يتعين كسب ثقة السكان المحليين بالتحدث إليهم وتحديد ما يحتاجونه ثم إظهار القدرة على تلبية تلك الاحتياجات بصورة متواصلة».

وقالت وكالة رويترز للأنباء ان القوات الاميركية لم تواجه أية مقاومة تذكر في تقدمها في وقت شوهدت فيه وحدات من الجيش الأميركي في حي الشعب على بعد ثلاثة كيلومترات من وسط بغداد وفي حي الكندي على بعد ستة كيلومترات من قلب العاصمة. وحلقت الطائرات المقاتلة الأميركية التي تقدم دعما حاسما للقوات البرية في زحفها على بغداد بشكل متقطع على العاصمة العراقية مؤكدة سيطرتها الكاملة على الأجواء العراقية بينما أصبح تدخل الدفاعات العراقية غير منتظم وتراجع على مر الأيام.

من جهة أخرى، قال متحدث باسم الجيش الأميركي انه من السابق لأوانه الحديث عن انتهاء معركة بغداد وانتهاء الحرب التي تقودها الولايات المتحدة للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين. وقال الكابتن فرانك ثورب لرويترز من مقر القيادة المركزية الاميركية في قطر «من السابق لأوانه الحديث عن انتهاء هذه العملية، «قد نشهد أيام قتال أعنف بكثير في العراق مع تقدم قوات التحالف داخل بغداد وداخل البلاد».، مشيرا إلى ان نصف البلاد شمالي بغداد لم يقع بعد تحت سيطرة قوات التحالف بما في ذلك مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين والواقعة على بعد 175 كيلومترا شمالي بغداد والتي يتوقع مسئولون أميركيون ان تكون المقاومة شرسة بها، وأضاف «إننا مستمرون في قصف تكريت ومدن أخرى في الشمال كما فعلنا في بغداد وفي الجنوب في البصرة والناصرية والنجف ومدن أخرى».

الاقتراب من الموصل

قال مسئول كردي بارز ان القوات الأميركية والمقاتلين الأكراد سيطروا على جبل رئيسي يدافع منه العراقيون عن مدينة الموصل الشمالية ليتخلصوا بذلك من آخر دفاعات المدينة. وقال المستشار السياسي لزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني، هوشيار زيباري، للصحافيين «هذه المنطقة شهدت دفاعا مكثفا من جانب العراقيين طوال الحملة. ومن وجهة نظرنا فان هذا أهم مكسب على الجبهة الشمالية حتى الآن». وقال زيباري ان القوات الأميركية المتحالفة مع المقاتلين الأكراد المحليين أخذت جبل المقلوب الواقع على مسافة 15 كيلومترا شمال شرقي الموصل، وأضاف «فوجئنا بانعدام مقاومة».

في وقت ذكر تلفزيون «بي بي سي» البريطاني ظهر أمس ان قوات البشمركة الكردية تواصل تقدمها في شمالي العراق وتساندها القوات الأميركية، وذلك في الوقت الذي تنسحب فيه القوات العراقية من هذه المنطقة.

بوش «مسرور» للتقدم

أعلن البيت الأبيض ان الرئيس الأميركي «مسرور» بالتقدم الذي تحقق في العراق لكنه يعتقد ان القوات الاميركية يجب ان تواصل «توخي أقصى درجات الحذر» بسبب استمرار وجود بعض المقاومة. من جانبه قال نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني انه على رغم قرب انهيار السلطة المركزية في بغداد فإن أحدا لا يستطيع التكهن بالمدة التي ستستغرقها الحرب في العراق.


أين اختفى صدام ؟

الوسط - هنادي منصور

هناك غموض يكتنف مصير الرئيس العراقي صدام حسين مع حاشيته وجيشه من الحرس الجمهوري البالغ عدده نحو 10000 - 12000 وفدائيي صدام 20000 - 25000 وذلك بعد سقوط بغداد من دون أية مقاومة ولو يسيرة.

فكان يوم الرابع من أبريل/نيسان حتى التاسع من الشهر نفسه مخططا لم يصعب على إدارة الغزو تنفيذه أمام توقع المراقبين في جعل بغداد معقل لحرب العصابات الدامية التي توعدها نظام العراق بجعل أسوار بغداد مقبرة لهم.

وفي خطاب وجهه الرئيس العراقي إلى الشعب العراقي يحثه فيه على الصمود أطلق جملة لها صدى يحرك مشاعر الغيرة والصمود أمام الاحتلال فقال: «بغداد مصممة على جعل مغول العصر ينتحرون على أسوارها». تساؤل يثير جميع القوى السياسية والدبلوماسية بشأن مصير حاكم العراق، أين يختبئ صدام؟ هل قتل من جراء استهداف غارات الغزو مقر إقامته مع نجليه قصي وعدي؟ سؤال تنبأ لإجابته رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري في تصريح صحافي إذ قال انه من المحتمل ان يكون الرئيس العراقي صدام حسين موجودا في السفارة الروسية في بغداد. وقال بري «قبل كل شيء علينا ان نتساءل لماذا عاد السفير الروسي إلى بغداد بعدما اجتمعت مستشارة الرئيس الأميركي لشئون الأمن القومي كوندليزا رايس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين» في موسكو؟

وقد نفت روسيا على لسان الناطق باسم خارجيتها ألكسندر ياكوفنكو ما تردد عن تقديم روسيا ملجأ للرئيس العراقي في سفارتها في بغداد



أضف تعليق