العدد 216 بتاريخ 09-04-2003م تسجيل الدخول


الرئيسيةالحرب
شارك:


احتلال حقول النفط العراقية سيحل مشكلات «إسرائيل»

بيروت - آمنة القرى

بعد أن باتت قوات الغزو الأميركي - البريطاني على أبواب بغداد وفي ضواحيها وبعد أن أضحت الخطة الأميركية في العراق على نار حامية استعاد الإعلام «الإسرائيلي» لغة ما قبل الحرب حين كانت السيناريوهات تكتب عن حرب لن تتجاوز الأيام، تأمن بعدها الدولة العبرية من «شرور» جيرانها. لكن أحدا لم تصل به الجرأة ليتحدث عن ان الكثير من المشكلات الاقتصادية «الإسرائيلية» ستحل من خلال احتلال وإدارة بعض حقول النفط وبناء قواعد عسكرية «إسرائيلية» في العراق. غير ان مركز الأبحاث والدراسات الشرق أوسطية «آي.آر.إم.إي.بي» أضاء من خلال موقعه على الانترنت، جانبا من المكاسب التي ستجنيها الدولة العبرية من الغزو الأميركي - البريطاني للعراق. لافتا أيضا إلى ان الأراضي العراقية قد توفر للدولة العبرية خيارا آخر لتوطين اللاجئين الفلسطينيين.

وقد عبر ناطق رسمي «إسرائيلي» (عاموس جلعاد) عن ارتياحه لزوال الخطر الذي كان يشكله نظام الرئيس العراقي صدام حسين على «إسرائيل» بفضل التقدم الخارق الذي حققته قوات التحالف الاميركي - البريطاني في بغداد، مؤكدا انه «من دون العراق ليس هناك إمكان لقيام جبهة عربية موحدة على حدودنا الشرقية». وأضاف ان «نظام صدام تهديد لنا، وزواله يسهل الهيمنة الأميركية على المنطقة ويحرم سورية من قواعدها الاستراتيجية الخلفية». ورأى الجنرال جلعاد أيضا ان الأميركيين «يعولون على الأرجح على سقوط نظام الدكتاتور عند دخولهم بغداد، انهم لا يريدون احتلال العراق عسكريا بل إقامة سلطة ديمقراطية تشكل عامل استقرار في المنطقة بأسرها». لكنه رأى انه «يجب الانتظار بعض الوقت قبل رفع الإجراءات الأمنية التي اتخذتها «إسرائيل» لمواجهة هجمات عراقية محتملة».

من جانبه رأى عكيفا إلدار في «هآرتس»، انه مع وجود هؤلاء المسيحيين الإنجيليين المقربين جدا من الرئيس الأميركي فإن «إسرائيل» لا تحتاج إلى أصدقاء يهود لعرقلة «خريطة الطريق» ووضع عقبات في وجه السلام. وأشار عكيفا إلدار ساخرا، ان المؤتمر السنوي الذي ينظمه اللوبي الإسرائيلي النافذ جدا في واشنطن «آيباك» دحض النظرية التي تقول بأن اليهود أقنعوا الرئيس الأميركي بوش باحتلال العراق، لافتا إلى انه وفق النظرية نفسها فإن اللوبي اليهودي يضغط أيضا عليه للامتناع عن نشر «خريطة الطريق» التي ستضع حدا للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وأوضح إلدار، انه في اليوم الأول للمؤتمر، تقدم رجل يدعى غاري بوير، إلى المنصة مُذكّرا آلاف المهللين «بأن الله وهب أرض «إسرائيل» لليهود وانه لا يمكن إعطاؤها لشعب آخر». ولفت إلى ان بوير، ليس عضوا في أحد الأحزاب الإسرائيلية اليمينية المتطرفة وليس يهوديا، وإنما مبشر إنجيلي من اليمين المسيحي في أميركا، وهو أحد الذين يؤمنون ان اليهود هم شعب الله المختار. كما لفت إلدار، إلى ان بوير هو أحد أبرز المحافظين الداعين إلى تحريم الإجهاض وإعطاء مساعدات حكومية للمدارس الدينية. ورأى ان بوير وأمثاله، هم المحرك الروحي للحرب التي يشنها الرئيس بوش ضد «الإرهاب».

وأشار موقع مركز الأبحاث والدراسات الشرق أوسطية (آي.آر.إم.إي.بي) إلى بعض جوانب المكاسب التي ستجنيها «إسرائيل» من الغزو الأميركي ـ البريطاني للعراق، فالضغوط الخارجية حيال الغزو الأميركي للعراق، والضغوط الداخلية التي تواجهها الدولة العبرية، تشكل مؤشرا على ان هناك احتمالا قويا بأن تحتل «إسرائيل» الجزء الجنوبي من العراق. موضحا ان «إسرائيل»، لطالما عبرت عن مخاوفها حيال التدهور الأمني والاقتصادي الذي تعانيه الدولة العبرية. لافتا إلى ان محللين مستقلين، يرون ان الكثير من هذه المشكلات «الإسرائيلية» ستحل من خلال احتلال وإدارة بعض حقول النفط وبناء قواعد عسكرية إسرائيلية في العراق



أضف تعليق