العدد 208 بتاريخ 01-04-2003م تسجيل الدخول


الرئيسيةالحرب
شارك:


بعد تورطه في الحرب... سبع عقبات تواجه بلير

ستيف ريتشارد

ظل طوني بلير غير قادر على فهم الدور الذي يفترض ان يلعبه على الصعيد الدولي منذ الحرب على افغانستان. فهو زعيم بلا خبرة قيادية إذ تخبط في أزمة الخليج، وحاول من قبل التودد الى سورية من اجل «اسرائيل»، وحاول خداع الامم المتحدة من اجل ان تدعم الحرب التي تم التخطيط لها مسبقا، وألقى اللوم على فرنسا عندما فشلت الامم المتحدة في لعب دور في ما يجري في العراق، وأقنع نفسه بأنه يسير في الاتجاه الصحيح من خلال تأييده للقوة العالمية العظمى الوحيدة في العالم. وجاء تخبط بلير في دعم الحرب نتيجة لأسباب يقنع بها هو جزئيا وللخوف من الظهور في موقع ضعف من ناحية أخرى. وبعد دعم مجلس الوزراء البريطاني لسياساته على مضض وهدوء النواب المعارضين الذين اصبحوا امام الامر الواقع، ظهرت هناك سبع عقبات على الاقل تواجه بلير اذا أراد الاحتفاط برئاسة مجلس الوزراء البريطاني:

أولا: ان تكون الحرب قصيرة: قال بلير وحليفه بوش قبل بدء الحرب انها ستكون حربا خاطفة فيها قليل من الخسائر في الارواح المدنية. وتم تضليل كثير من الوزراء البريطانيين وأعضاء مجلس العموم بأنها حرب قصيرة، واليوم وبالتمعن في مسار هذه الحرب بعد ظهور تكتيكات جديدة (العمليات الفدائية) توقفت الحملة البرية الامر الذي ربما سيطيل أمد الحرب.

ثانيا: إثبات انها حرب تحرير: مثل بقية شركائه الاميركيين، روج بلير لهذه الحرب بأنها حرب تحرير وأن الشعب العراقي سيلاقي قوات التحالف بالتهليل وبالابتهاج في شوارع المدن العراقية. وفي المؤتمر الصحافي الاخير الذي عقده الزعيمان بوش وبلير، قال الاول مخاطبا الشعب العراقي «نحن سنحرركم»... قالها بأسلوب وكأنه يهددهم. وفي الواقع كان ذلك هو المعنى (التهديد) الذي فهمه العراقيون من خطاب بوش، وقد اثبت المحررون الذين لم تتم دعوتهم إلى هذه المهمة انهم فعلا يهددون من خلال قذف المباني وقتل المدنيين الابرياء. ولكن حتى هذه الابتهاجات ستتلاشى بعد ان يكتشف العراقيون انهم تحت سيطرة احتلال اميركي على المدى القصير. وبالتالي ستكون عقبة اخرى في مستقبل بلير السياسي لأن الشعب سيحاسبه من خلال الانتخابات.

ثالثا: إشراك الأمم المتحدة: يجب على بلير أن ينجح في تأكيد ان تحول العراق نحو دولة حكم ذاتي سيتم تحت رعاية الامم المتحدة. حتى الآن موقف بلير يختلف كثيرا من خلال اشارته الغامضة إلى «إشراك الامم المتحدة» وهو يفضل حكما عسكريا اميركيا اولا في العراق.

رابعا: إثبات وجود أسلحة دمار شامل: وتعتبر هذه العقبة مربط الفرس والسبب الاساسي الذي شنت من أجله الحرب. سيظل الرأي البريطاني على وجه الخصوص والرأي العالمي على وجه العموم يطارد بلير وبوش لكي يثبتا وجود اسلحة دمار شامل وإلا ستكون سياستهما مجرد سياسة احتواء دول معينة.

خامسا: قضية الشرق الاوسط او فلسطين/«اسرائيل» وبمجرد انتهاء هذه الحرب أو قبل نهايتها يجب ان يتم تقدم جوهري لحل النزاع «الاسرائيلي» - الفلسطيني وذلك من خلال اقناع بوش بلعب دور فعال. ولكن فشل بلير في هذا الدور يدل على ان نفوذه لدى بوش لا معنى له.

سادسا: كلفة الحرب: أعلن وزير المالية البريطاني غوردون براون ان المبلغ المخصص لهذه الحرب ارتفع من 1,7 بليون جنيه استرليني الى 3 بلايين جنيه استرليني. جاء هذا في الوقت الذي استلف فيه وزير المالية مبالغ اكثر لدفعها من اجل الاستثمار في الخدمات العامة المتدهورة في بريطانيا. اما اذا ارتفعت كلفة الحرب بسبب اطالة مدتها فإن موقف بلير سيكون حرجا امام النواب الاعضاء في حزب العمال المستائين اصلا.

سابعا: العلاقات مع أوروبا: على بلير ان يعيد علاقة بريطانيا بدول اوروبا التي تدهورت كثيرا أي فرنسا وألمانيا وبلجيكا او ما يسمى بـ «أوروبا القديمة». وهذا الهدف لن يتحقق ما لم تمتثل بريطانيا لمبادئ وقرارات الامم المتحدة.

(خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط»



أضف تعليق