العدد 1428 بتاريخ 03-08-2006م تسجيل الدخول


الرئيسيةنكبة لبنان
شارك:


الإسرائيليون يقفون وراء الحملة على لبنان

القدس المحتلة - الين فيشر ايلان

يزعم أن الحرب التي تشنها «إسرائيل» على لبنان تحظى بدعم شعبي هائل بحيث أصبح من الصعوبة بمكان التفرقة بين الصقور والحمائم في مجتمع الدولة اليهودية المتشرذم عادة. ومن بين أقوى الأمثلة على التأييد واسع النطاق الذي حشده رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت للهجوم المستمر منذ ثلاثة أسابيع المساندة المفاجئة من قبل جماعة السلام الآن المناهضة للحرب لهذه الحملة العسكرية. وقال المتحدث باسم جماعة السلام الان ياريف أوبنهايمر إن الجماعة لا تعتزم التظاهر ضد القتال في لبنان الذي نشب نتيجة لغارة عبر الحدود شنها حزب الله في 12 يوليو/ تموز الماضي وقتل خلالها ثمانية جنود وأسر اثنين آخرين. وكانت الجماعة في طليعة احتجاجات بعد أن شنت «إسرائيل» غزواً واسع النطاق لجارتها الشمالية العام 1982 بهدف معلن وهو إبعاد النشطاء الفلسطينيين عن الحدود. وانسحبت القوات الإسرائيلية التي كانت تتعرض لهجمات كثيرة من قبل مقاتلي حزب الله في لبنان العام 2000.

في العام 1982 شعر كثير من دعاة السلام الإسرائيليين أن «إسرائيل» كان أمامها خيارات أخرى غير الحرب التي قسمت الأمة انقساماً حاداً. هذه المرة يعتقد كثيرون أن «إسرائيل» تقاتل من أجل البقاء وتظهر استطلاعات الرأي أن 80 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون الحملة.

وقال أوبنهايمر: «الجميع يبررون الحرب... موقف جماعة السلام الآن هو أن الحرب عادلة وإن (إسرائيل) لها كل الحق في الدفاع عن نفسها». وأطلق حزب الله مئات الصواريخ على شمال «إسرائيل» ما أدى إلى مقتل 19 شخصاً. كما قتل 37 جنديا في المعارك. ويقل عدد القتلى الإسرائيليين كثيرا عن القتلى في لبنان إذ لاقى أكثر من 900 حتفهم ونزح 750 ألفاً أو ربع السكان عن ديارهم. وأثارت كثافة هجمات صواريخ حزب الله والتي وصلت إلى مسافات غير مسبوقة داخل «إسرائيل» مخاوف الإسرائيليين وكان كثير منهم آملين أنها لن تمثل تهديداً بعد انسحاب جيشهم من لبنان إلى حدود وافقت عليها الأمم المتحدة قبل ستة أعوام.

وينظر كثيرون بقلق إلى ما وراء حزب الله، إلى داعمته الإقليمية إيران التي نادى رئيسها محمود احمدي نجاد «بمحو (إسرائيل) من على الخريطة».

وتبذل جهود دولية لكبح جماح البرنامج النووي لطهران بسبب مخاوف من أنها قد تنتج أسلحة نووية غير أن إيران تنفي اعتزامها إنتاج أسلحة. ويعتقد أن «إسرائيل» هي القوة النووية الوحيدة في المنطقة. وقال المتخصص في العلوم السياسية بجامعة بار ايلان قرب تل ابيب سام ليمان ويلزيج: «صواريخ كاتيوشا ألم حقيقي لكنها لا تهدد أو تدمر الدولة. امتلاك إيران أسلحة نووية قد يؤدي إلى تدمير «إسرائيل». وما زاد غضب الإسرائيليين من حزب الله هو أنه هاجم الدولة اليهودية فيما كان جيشها منخرطاً في معركة على جبهة أخرى ضد نشطاء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في قطاع غزة التي شارك جناحها العسكري مع جماعات ناشطة أخرى في أسر جندي إسرائيلي في غارة عبر الحدود.

ويقول خبراء إن كثيرين في الدولة اليهودية زاد تصلبهم نتيجة إلى خيبة أملهم من أن الانسحاب الإسرائيلي من غزة العام الماضي فشل في تخفيف حدة التوتر بعد نحو ست سنوات من العنف. ولم يحتج إلا عدد قليل من الإسرائيليين على قتل المدنيين في لبنان نتيجة للهجمات الإسرائيلية.

وقال المحلل الإسرائيلي يوسي الفر: «نحن نواجه أناسا يمجدون الموت. جهود حملهم المدنيين على الرحيل لا تنجح وجنودنا يقتلون حين نحاول تجنب القصف الجوي لذا فإننا في هذه المرحلة نقول لندعهم يصبحوا شهداء»



أضف تعليق