العدد 1432 بتاريخ 07-08-2006م تسجيل الدخول


الرئيسيةنكبة لبنان
شارك:


هل حرب العراق ولبنان بداية لحرب عالمية ثالثة؟

واشنطن - لاسلو ترانكوفيتس

ليس هناك من يأمل في حلول السلام ووضع نهاية لسفك الدماء في كل من لبنان والعراق والأراضي الفلسطينية، حتى أولئك الذين لم يتخلوا مرة عن تفاؤلهم من بين العاملين في وزارات الخارجية بجميع دول العالم، ليس هناك حتى من بين هؤلاء من يعتقد بقرب وضع نهاية لسفك الدماء في المناطق المذكورة.

حتى ولو صمتت أسلحة حزب الله و«إسرائيل» في لبنان قريباً فإن هناك مخاطر متزايدة لحدوث زعزعة للاستقرار والمزيد من سفك الدماء في لبنان، إذ تتنبأ الكثير من الأصوات على مختلف الجبهات السياسية بحلول عهد من الحروب ولا يقتصر ذلك على السياسي الأميركي نيوت جينجريتش الذي يتحدث عن «مراحل مبكرة» لـ «حرب عالمية ثالثة» كما أن صقور السياسة الأميركية ينادون بصراحة بالمزيد من الحروب.

ليس هناك اتفاق بشأن أسباب هذه السنوات العجاف التي يتنبأ بها البعض فالإسلاميون يشنعون على العجرفة الغربية وينادون بحل «إسرائيل» ويدعون لـ «الجهاد» كما يعتبر المحافظون الجدد «حرب الثقافات» أي الصدام بين الغرب و«الإسلام الفاشيستي» شيئاً لا مفر منه.

وفي أوروبا يخشى الكثيرون أن تكون الحرب العالمية التي أعلنتها الإدارة الأميركية هي بالذات التي أشعلت النيران في العالم ويشكك الكثيرون في صحة ما قالته وزيرة الخارجية الأميركية إن الحوادث الدامية في كل من العراق ولبنان ما هي إلا «آلام مخاض لشرق أوسط جديد»، بل إن هناك من بين الأميركيين من يشكك بل ويسخر من ذلك.

ودعت هذه المقولة لرايس مستشار الحكومة الأميركية السابق ريتشارد هاس إلى القول: «هذا هو أكثر الأشياء المضحكة التي سمعتها منذ وقت طويل»، وأضاف هاس في صحيفة «واشنطن بوست» أن سياسة التصادم ستزيد من كراهية العالم لأميركا.

أما بوش فلا يعتبر المعارك في أفغانستان والعراق وقطاع غزة سوى «أحجار الفسيفساء» التي تكون المواجهة العالمية بل إنه لم يتورع عن استخدام تعبير «الحرب العالمية الثالثة» في إحدى المرات كما قال سفير «إسرائيل» في الأمم المتحدة دان جيلرمان أخيراً: «إن الحرب العالمية الثالثة بدأت».

وكتب تشارلز كراوتهامر في مجلة «تايم» قائلاً: «إن الحرب العربية الإسرائيلية تنصهر الآن مع الحرب العالمية ضد الإسلام المتطرف والغرب»، وأضاف أن «الإسلام المتطرف ورث مطالبة الفاشية والشيوعية بالهيمنة على العالم»، وقال: «إن الحرب الأميركية ستكون مؤلمة وطويلة هذه المرة».

كما بدا الكاتب الليبرالي توماس فريدمان متشائماً هو الأخر عندما رأى مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز» يصف العالم العربي الإسلامي بأنه مقيداً و«رهينة لعقلية الاستشهاد والتضحية التي تعود للعصور الوسطى، بالإضافة إلى رفضه الانفتاح على الحضارة» واتهم الولايات المتحدة على الجانب الأخر بالعجز عن إبرام تحالف دوري يمثل العقلانية والحكمة، وذلك «لأن العالم يكره بوش».

وعلى الجانب الآخر يضع جينجريتش سيناريو مخيفاً، إذ يتوقع إبرام تحالف من الشبكات الإرهابية ودول مثل إيران وكوريا الشمالية يكون مستعداً لاستخدام الأسلحة البيولوجية والنووية «لتدمير الحضارة الغربية».

وربما كان جينجريتش يستخدم لغة الحرب كاستعداد للترشح في الانتخابات الرئاسية في أميركا العام 2008، ولكن كلمة «الحرب العالمية الثالثة» شائعة في العالم العربي منذ فترة طويلة إذ نقلت وسائل الإعلام الأميركية عن المتحدث باسم حزب الله الإيراني مجتبى بيجديلي قوله: إذا أرادت الولايات المتحدة حرباً عالمية ثالثة فسنرحب بذلك.

ويعلق المراقبون الأميركيون أهمية خاصة على الحرب الأخيرة بين حزب الله و«إسرائيل» لأن إيران أبدت في هذه الحرب موقفها القيادي في العالم الإسلامي، وكذلك قدرتها على زعزعة الاستقرار في المنطقة بحسب رأي الخبير في الشئون الإسلامية نوح فيلدمان الذي أضاف أن «لجوء (إسرائيل) إلى السلاح» في مواجهة حزب الله و«حماس» ربما تحول سريعاً لـ «حرب بالنيابة» تؤدي بشكل مباشر إلى حرب كبيرة.

وعلى أية حال فإن اليمينيين في الولايات المتحدة يطالبون بالضراوة و«التخلي عن السلبية» والهجوم وقالت صحيفة «ويكلي ستاندرد» الأسبوعية: علينا أن نفكر في الرد على هذا العمل العدائي لإيران بعملية عسكرية ضد منشآتها النووية وسألت عن «سبب الانتظار»



أضف تعليق