العدد 1433 بتاريخ 08-08-2006م تسجيل الدخول


الرئيسيةنكبة لبنان
شارك:


بوش يرفض الحديث مباشرة إلى دمشق وطهران

واشنطن - لوران لوزانو

يصر الرئيس الأميركي جورج بوش على المرور عبر حلفائه للتواصل مع سورية أو إيران على رغم الانتقادات التي تعتبر أن الولايات المتحدة تدفع حالياً في لبنان ثمن سنوات من سياسة خارجية اعتمدت على الايديولوجية أكثر منها على البراغماتية.

ويرى الكثير من الخبراء والمسئولين الأميركيين السابقين منذ بدء النزاع بين «إسرائيل» وحزب الله اللبناني أن رفضه الحوار مع «دول مارقة» أو منظمات متهمة بالإرهاب في الشرق الأوسط يكلف غالياً ليس الولايات المتحدة فحسب بل المنطقة أيضاً.

ويقول بلال صعب من مؤسسة بروكينغز «الثمن الأكثر وضوحاً هو استمرار النزاع» الذي «كان بالإمكان أن ينتهي سريعاً لو أرسلت الولايات المتحدة موفداً رفيع المستوى إلى دمشق أو طهران، مقرا في الوقت ذاته أن هذا ضرب من خيال».

وجدد بوش الاثنين الماضي موقفه الصارم والجازم من هاتين الدولتين الاثنين قائلاً: «ثمة سبيل أمام هاتين الدولتين والقرار عائد إليهما».

وتعتبر الإدارة الأميركية أن حزب الله مسئول عن النزاع الحالي وان سورية تحاول تخفيف الضغط الدولي الذي يمارس عليها وإيران هي مزود الحزب اللبناني الرئيسي بالأسلحة وأنها أثارت النزاع لتحويل الانتباه عن نشاطاتها النووية وتأكيد دورها كلاعب كبير في المنطقة.

ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع إيران منذ العام 1980، أما بالنسبة إلى سورية فهي لم تقطع علاقاتها رسمياً بها لكنها استدعت سفيرها في دمشق بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

ويرى الكثير من الخبراء أن إرساء السلام سيكون شائكا في حال عدم إشراك الإيرانيين والسوريين.

وقال المسئول السابق في ولاية بوش الرئاسية الأولى فلينت ليفيريت في تصريحات نشرتها أخيراً صحيفة «واشنطن بوست» إن «الولايات المتحدة لا تملك قنوات دبلوماسية فاعلة لإدارة الوضع (في لبنان) ناهيك عن إيجاد حل له».

ويتهم مساعد وزير الخارجية سابقاً ريتشارد ارميتاج وهو آخر مسئول أميركي رفيع المستوى زار دمشق العام 2005 الدبلوماسية الأميركية بأنها أصبحت «خمولة بعض الشيء» لأنها لا تقبل الحديث إلا مع أصدقائها.

ويقول رئيس مجلس «كاونسل اون فورين ريليشين» ريتشارد هاس، «أظن ان هذه الإدارة ترتكب خطأ بمحاولتها عزل سورية... النظام السوري ليس هشا وقيام الولايات المتحدة بعزله لن يؤدي إلى سقوطه» مشيراً إلى أن سورية سبق لها وتعاونت مع الولايات المتحدة.

أما بالنسبة لإيران فيرى هاس وهو أيضاً مسئول سابق في إدارة بوش الأولى أن «وصول إيران إلى مصاف القوى الكبرى الفعلية في منطقة تمتلك فيها الولايات المتحدة مصالح حيوية» أمر غير مستحب «لكنه واقع». ويعتبر أن على واشنطن أن تعرض الحوار على طهران من دون شروط مسبقة. ويرد مستشار الرئيس الأميركي لشئون الأمن القومي ستيفن هادلي بقوله إن الولايات المتحدة تعتمد في ذلك على المجتمع الدولي وحلفائها كالاتحاد الأوروبي وفرنسا والسعودية ومصر، موضحاً «مقاربتنا تشتمل (...) على إقناع المجتمع الدولي وأكبر قدر ممكن من الدول بتوجيه الرسالة نفسها».

ورداً على الذين يعترضون ويقولون إن إيران وسورية تنتظران مكافأة للإذعان للشروط الدولية يقول هادلي «أيريدون أن تعزلهم الأسرة الدولية أكثر فأكثر؟ أيريدون أن تصدر في حقهم إجراءات مالية وفي النهاية عقوبات دولية؟».

ويقول بلال صعب «لا أرى كيف يمكن للإدارة الحالية أن تتحدث إلى سورية وإيران». ويعتبر أن عرض الحوار المشروط الذي اقترحته واشنطن على طهران بشأن ملفها النووي ليس سوى مناورة.

ويرى أن بوش يعتمد منذ 11 سبتمبر/ أيلول 2001 «سياسة تحول» فقد اتخذ ومساعدوه «تعهداً ايدولوجياً بشن ما يعتبرونه حرباً على الإرهاب ولا يرون سبيلاً آخر لتحقيق ذلك إلا عبر عزل إيران وسورية»



أضف تعليق