العدد 1437 بتاريخ 12-08-2006م تسجيل الدخول


الرئيسيةنكبة لبنان
شارك:


القرار (1701): تسوية تترك هامش تحرك ميداني لـ «إسرائيل»

قال الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية دومينيك موييزي أمس إن القرار (1701) بشأن لبنان الذي تبناه مجلس الأمن يمثل تسوية تترك هامشاً بسيطاً لـ «إسرائيل» لتحرك ميداني.

سؤال: هل سيتمكن القرار (1701) من وقف النزاع في لبنان؟

جواب: انه نص تسوية تأخذ في الاعتبار اعتراضات الجميع من دون الاستجابة لهموم أي منهم. فبالنسبة للبنان وفرنسا يتحدث القرار عن «وقف فوري للأعمال الحربية» وبالنسبة للولايات المتحدة و(إسرائيل) يتحدث عن وقف «العمليات الهجومية» ما يترك الباب مفتوحاً أمام العمليات الدفاعية التي ستجد «إسرائيل» نفسها تقوم بها.

وفي العمق هناك توازن قوى ميدانياً. الإسرائيليون يحاولون بلا جدوى تغييره لفائدتهم في اللحظة الأخيرة. وتقوم وجهة نظرهم على القول «أعطونا يومين إضافيين وسنغير التوازن العسكري لمصلحتنا بشكل جوهري».

ويترك صوغ القرار في الواقع بعض هامش التحرك لـ «إسرائيل». وعملياً يقول الأميركيون والفرنسيون للإسرائيليين «أمامكم 48 ساعة ولكن مع انقضائها ينتهي الأمر» وسيكون من الصعب بعد ذلك على الإسرائيليين المضي في عملياتهم إلا إذا حدثت استفزازات من حزب الله من خلال عمليات كبيرة مثل إطلاق صواريخ على تل أبيب أو شيء من هذا القبيل.

سؤال: هل هناك رابحون وخاسرون من وراء تبني القرار الدولي؟

جواب: لا رابح في هذه القضية ولو كان هناك رابح لما صدر القرار لأننا إزاء معركة رأي عام. وميدانياً، فإن الخاسر الحقيقي هو لبنان الذي تراجع عدة سنوات إلى الوراء. وعلى المستوى السياسي فإن الرابح الفعلي هو إيران وبدرجة أقل حليفها حزب الله لأنه لم يتم القضاء عليه سريعاً من قبل «إسرائيل». وعدم خسارة حزب الله سريعاً هذه المعركة شكل ربحاً كما أن عدم كسبها سريعاً من قبل «إسرائيل» أشبه بالخسارة.

وتخرج «إسرائيل» من هذه الحرب بشكل سيء. وعلى خلاف حروب أخرى وخصوصاً حرب لبنان سنة 1982 إذ لم تكن هذه المرة اختارت الحرب بل اضطرت لخوضها بعد أن فرضها عليها حزب الله. ومع ذلك فإن ما يبقى في نظر الرأي العام هو تدمير لبنان مقابل لا شيء. وتجد «إسرائيل» نفسها اليوم معزولة على الساحة الدولية إذا استثنينا دعم الولايات المتحدة. إن صورة «إسرائيل» سيئة جداً في أوروبا والحصيلة كارثية عليها. أما فرنسا فإنها خرجت بشكل جيد من الأزمة. ويتفق القرار الذي تم تبنيه في مجلس الأمن مع دورها وأولوياتها وأهدافها.

سؤال: ماذا عن العلاقات الفرنسية الأميركية خصوصاً مع الوقت الذي تطلبه تجاوز الخلافات بين باريس وواشنطن بشأن هذا الملف؟

جواب: في الواقع هناك خلاف كبير جداً. وفي نهاية المطاف يتواصل نزاع انفعالي بشأن مسألة «إسرائيل» ليس فقط بين فرنسا والولايات المتحدة بل بشكل اشمل بين الولايات المتحدة وأوروبا. وهناك نزاع بين العالم الغربي والعالم الإسلامي وفي داخل العالم الغربي الأولويات مختلفة جداً. وتعتبر الولايات المتحدة «إسرائيل» خط الدفاع الأول للغرب في مواجهة إيران أما بالنسبة لفرنسا وأوروبا فإن «إسرائيل» هي المفجر غير الواعي وغير المسئول، لحرب الحضارات بين العالم الغربي والعالم الإسلامي.

أ ف ب



أضف تعليق