العدد 1438 بتاريخ 13-08-2006م تسجيل الدخول


الرئيسيةنكبة لبنان
شارك:


أولمرت يصارع من أجل البقاء على الساحة السياسية بعد الحرب

القدس المحتلة - ماثيو توستيفين

درج لبنان على أن يسبب المشكلات للقادة الإسرائيليين. فإذا انحسرت الحرب بين «إسرائيل» ومقاتلي حزب الله بعد هدنة من المقرر إعلانها هذه الأسبوع فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت سيواجه معركة يصارع فيها من أجل بقائه على الساحة السياسية كي لا يحل عليه الدور.

ويرى يوسي كلاين هاليفي من مركز شاليم للأبحاث إن «أولمرت بدأ هذه الحرب بتأييد شعبي مطلق تقريباً. وهو ينهيها وخلفه أمه منهكة وجريحة تشعر إنها بلا قيادة». إذ أن عدد القتلى من المدنيين الإسرائيليين خلال هذه الحرب فاق أعداد القتلى في أية حرب خاضتها «إسرائيل» منذ العام 1948.

وكتب ناحوم بارنيا في صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية «لم نفز... اعلان وقف اطلاق النار يفسح المجال لبداية حرب اليهود».

ولطالما جلب لبنان الوبال على زعماء إسرائيليين سابقين. إذ ساهمت الخيبة التي شعر بها رئيس الوزراء الأسبق مناحيم بيجن من غزو لبنان 1982 في اتخاذه قرار التنحي. كما أجبر وزير دفاعه إرييل شارون على الاستقالة.

وكانت محاولة وقف هجمات صاروخية شنها حزب الله بعملية عسكرية كبيرة من بين العوامل التي أدت لخسارة شمعون بيريس في انتخابات 1996.

وقوبل قرار رئيس الوزراء أيهود باراك بالانسحاب من لبنان العام 2000 بالانتقادات بوصفه متعجلاً فخسر في انتخابات 2001.

و ربما يتعين على أولمرت أن يجيب على بعض الأسئلة مثل.لماذا لم تستغل «إسرائيل» جيشها للقضاء على حزب الله على رغم إنها تعهدت بذلك؟ لماذا انصب الاهتمام على الضربات الجوية التي لم تستطع وقف هجمات حزب الله الصاروخية بدلاً من استخدام القوات البرية لمحاولة إزالة الخطر الذي يحدق بمليون شخص في شمال «إسرائيل»؟ لماذا تم تعليق الغزو الشامل لإتاحة المجال أمام المساعي الدبلوماسية ثم المضي قدما به بعد التوصل لقرار من الأمم المتحدة لإنهاء العنف؟

وكتب بين كاسبيت في صحيفة «معاريف» اليومية «أولمرت يدرك أن هذا الوقت الذي ستبدأ فيه حرب مختلفة تماما..الحرب بخصوص مستقبله السياسي».

واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الأسبوع الماضي أن شعبية أولمرت تراجعت لأقل من 50 في المئة مقارنة مع 75 في المئة قرب بداية الحرب.

وقال ضابط بالجيش طلب عدم نشر اسمه «ستكون هناك ثورة كبيرة... بدأت بالفعل في الجيش إذ يتبادل الجنرالات الاتهامات وينحون على بعضهم البعض باللائمة». لكن ليس من المعتقد أن أولمرت وائتلافه الحاكم لن يتمكنا من الصمود ولو لفترة وجيزة حتى في ظل دعوات بعض خصومه اليمينيين لإجراء انتخابات مبكرة.

وقال مارك هيلر من مركز جافي للدراسات الاستراتيجية «ستكون هناك الكثير من التساؤلات والانتقادات وغير ذلك لكنني لا اعتقد انه خطر قريب المدى... سيستغرق الأمر وقتاً قبل أن تتضح صورة انهيار حكومة أولمرت».

ومن المرجح أن تنشب معارك بخصوص نتائج لجنة يتوقع تشكيلها للتحقيق في ما حدث أثناء الحرب وعندما ستصبح كلف الحرب أكثر وضوحاً الأمر الذي سيتطلب خفض الأنفاق في مجالات أخرى من الموازنة. لكن الغموض يحيط بمصير حزب كديما الوسطي الذي أسسه شارون قبل سقوطه في غيبوبة ليكون منبره لتنفيذ خطته بإعادة تشكيل خريطة المستوطنات في الضفة الغربية التي تم تعليقها الآن بسبب حرب لبنان.

لكن حزب العمل الذي ينتمي لتيار يسار الوسط والشريك الأساسي لأولمرت في الحكومة الائتلافية قد لا يكون في عجلة من أمره للانفصال عن الحكومة. فوزير الدفاع وزعيم الحزب عمير بيريتس لا يبدو بحال أفضل من أولمرت ويواجه تحدياً داخلياً لزعامته.

ويتمثل الخطر الأكبر على أولمرت من تيار اليمين في زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو. وعلى رغم وقوف نتنياهو بجانب الحكومة خلال الحرب فانه أوضح بأنه كان يفضل رداً عسكرياً أكثر شدة منذ البداية.

وقال المحلل كلاين حليفي من مركز شاليم «إذا لم تستخدم قوة الجيش الكاملة لمواجهة أسوء هجوم على «إسرائيل» منذ إقامتها فقد فشلت كقائد أعلى». وأضاف «لن يتحقق الخلاص لهذه الحكومة بأقل من تحقيق النصر العسكري على حزب الله وحتى عندها قد يكون الأوان فات لإنقاذ أولمرت»



أضف تعليق