العدد 1529 بتاريخ 12-11-2006م تسجيل الدخول


الرئيسيةاستحقاقات 2006
شارك:


شخصيات تلمّح إلى تورط جمعيات سياسية...

مسجات الطائفية والفتنة تلاحق الناخبين

الوسط - حيدر محمد

كثرت في الفترة الأخيرة وخصوصا بعد إعلان موعد الانتخابات البلدية والنيابية المزمع إجراؤها في 25 من الشهر الجاري السلوكات الطائفية المتبادلة، ومن أبرز مظاهرها مسجات الـ «sms» وهي رسائل نصية مجهولة المصدر غالبا، تستخدمها جمعيات وشخصيات للتأليب الطائفي وتسخيره في الاستقطاب الانتخابي البحت وخصوصا في الدوائر التي تتميز بالتلون المذهبي.

إنها رسائل نصية ذات لون طائفي واضح، تستهدف الوحدة الوطنية في الصميم، وفي حين يرى البعض أنها سلوك شبابي طائش يرى آخرون أن القائمين على لعبة المسجات أطراف كثيرة ومؤثرة وأحيانا متقاطعة ولكن يجمعها هدف واحد وهو تذكية الحس الطائفي بين أبناء الشعب الواحد. وذكرت تقارير سابقة أن شركات- بعضها في أقصى القارة السمراء- هي مصدر هذه الرسائل التي تنال من شخصيات مختلفة ذات اتجاهات مخالفة لمخططات أصحاب هذه المسجات.

ومع بدء العد التدريجي لموعد الانتخابات تزداد هذه «المسجات» سخونة وانتشارا وسطوة، ولاتزال المؤسسات الرسمية متجاهلة لهذه السلوكات على رغم التصريحات المتكررة لمسئولي اللجنة العليا المشرفة على سلامة الانتخابات. وقد ألمحت شخصيات استطلعتها «الوسط» إلى تورط بعض الجمعيات الدينية والسياسية في هذه المساجلات الطائفية.

النجار:آثار اجتماعية كبيرة لهذه المسجات

يقول أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة البحرين باقر النجار: «لا أعتقد أن مسألة المسجات الطائفية مخطط لها على نحو عال من التنسيق والتنظيم، ولكن المكون الطائفي هو جزء من المجتمع البحريني المتشكل من طائفتين كريمتين ومن أعراق مختلفة، والمكون الطائفي بالنسبة إلى كل الأطراف عنصر استقطاب مهم وهو عنصر يغطي على العناصر الأخرى التي تتطلبها عملية اختيار المترشح، ومهم بالنسبة إلى بعض الأطراف إثارة الحس الطائفي لأنها تخلق حال استقطاب لتصرف الفرد عن مناقشة البرامج وعن النظر في كفاءة المترشح وعن إمكان تحكيم عقله، فيندفع ضمن الانفعال العاطفي العام الذي يجتاح الجماعة ونتيجة لذلك تخلق حالا من الفرز(...) و للأسف الشديد إن هؤلاء السياسيين في الوقت الذي يستخدمون هذه الطرق بغية تحقيق أهداف محددة فإنها تبقى عند الناس لفترات أطول، ولذلك على القوى المشاركة في المجلس التشريعي المقبل أن تدفع باتجاه سن مجموعة من القوانين الضابطة التي تحرم استخدام الدين والطائفة والعرق في العملية الانتخابية».

ويقر النجار بأن هذه الممارسات هي نتاج مجتمع ويفترض أن هذا المجتمع خضع للتغيير بفعل عوامل التعليم والتحديث ولكن هناك جماعات من مصلحتها إلهاب الحس الطائفي حيا عند الأفراد واستفحاله في أوقات معينة كموسم الانتخابات، ولكن السؤال: كيف تسيطر على شخص يرسل مسجا، فالمسألة تتطلب وجود تشريع يجرمها « موضحا أن الأطراف المختلفة يمكن أن تحتوي هذه المسائل في المجلس القادم الذي ستدخله مجموعة من العقلاء من كلتا الطائفتين، والذين لا يرون الوطن محصورا في هذه الدائرة الضيقة وإنما يرونه وطنا للجميع.

النعيمي: مسجات تنطلق من نفوس مريضة

من جانبه يعلّق رئيس القائمة الوطنية للتغيير والمترشح عن الدائرة الرابعة من محافظة المحرق عبدالرحمن النعيمي الذي اتهمته بعض هذه المسجات بأنه وكيل(الوفاق) في المحرق قائلا: « لقد كثرت المسجات التي تؤلب السنة وتحذر من التحالف مع الوفاق وتدعي وجود مخطط لاختراق السنة، وهذه نفسيات مريضة، فهناك وطن واحد ومواطنون يجب أن يشعروا أنهم ينتمون إلى وطن واحد، وهذه المسجات مضرة وأتمنى ألا تكون منطلقة من مترشحين يتحدثون عن الوحدة الوطنية في الوقت الذي يمارسون عكس ذلك».

ويضيف النعيمي «هناك رسائل نصية مسيئة إلى أصحابها أصلا، فلا يمكن أن تنطلق هذه الرسائل من شخصيات وطنية برنامجها الأساسي خدمة المواطن وإنما من شخصيات تستخدم الدين والطائفة لتحريض طرف على آخر وتخوف المواطنين من بعضهم بعضا ومن المؤسف أنها ترتكز على أكاذيب لا يمكن أن تنطلق من أي مواطن كما في نص رسالة موجهة ضدي والتي قالت إنني تحدثت عن سيدنا عثمان بن عفان في خيمة سلمان بن صقر، أولا أنا لم اذهب إلى خيمة سلمان بن صقر ولم الق كلمة هناك، والأمر الآخر ليس هناك مسلم لا ينظر باحترام كبير إلى الرسول والصحابة والأئمة ومن المفترض ألا نزج بمقدساتنا لخدمة أهداف صغيرة».

الشملان: هذا تدمير للبلد

وبدوره شن المترشح النيابي المستقل عن الدائرة السادسة في محافظة العاصمة شملان الشملان هجوما كبيرا على مروجي هذه المسجات وقال الشملان: «لا شك إن هذا تدمير للبلد، وسيكون مردوده سلبيا ونحن شيعة وسنة جسد واحد ويجب أن ننتبه إلى الشائعات التي تسعى جاهدة إلى التفريق بين الشعب الواحد ونحن أهل بلد واحد يجب أن نتكاتف ضد هذه الاتجاهات التي تريد أن تسقط الوحدة الوطنية ولن تخدم المسيرة الديمقراطية التي كان الناس ينتظرونها بتلهف» مضيفا» وهذه المسجات لم تكن لولا وجود مستفيدين يريدون أن يدمروا اللحمة الوطنية ويفرقوا البلد ويقسموها» ، لكنه أعتبر أن وزارة الإعلام لا تستطيع أن تضبط استخدام حرية الكلمة وتوظيف التكنولوجيا لأغراض سيئة، فهذا شيء مفزع ولا يبشر بخير ويفترض أن نكون واعين ومنتبهين».

العربي: مروجو المسجات خارجون عن الوطن

إلى ذلك يرى أستاذ العلوم الإسلامية في جامعة البحرين والمترشح عن الدائرة الخامسة في محافظة المحرق الشيخ ناجي العربي أن هذه المسجات بدأت بسلوك فردي، لكنها أصبحت للأسف ظاهرة في موسم الانتخابات، فبعض المترشحين يعتقدون أن هذا الأسلوب السيئ يخدم مصلحة طائفة في مقابل طائفة وهذا الاعتقاد سببه ضعف العقل وقلة العلم وفقد الإحساس بالمسئولية الصحيحة ولذلك ترى أن جل من يتحرك بهذه المسائل هم من صغار السن أو من صغار العقول وفي الحالين ينطبق عليهم أنهم الاصائغر ونقصد بهم من لا يقدر عواقب الأمور، ولا يدرك خطورتها إذا ما خرجت عن الصراط المستقيم».

وزاد العربي قائلا: «نحن ضد هذه الأمور سواء كانت رسائل في الهاتف أو رسائل بطرق أخرى، فهذه لا تخدم مصلحة أحد إلا إذا كان غير مخلص لدينه وبلده وغير مخلص للمواطن الذي يريد أن يرشحه، لأن هذه الرسائل أيا يكن مصدرها أوجهتها أومن يدعو إليها ومهما تسمى بمسميات فإنها لا تؤدي إلا إلى أمر واحد هو شق صف الأمة وشق صف الشعب وشق صف الجماعة، والفتنة أكبر من القتل واشد من القتل أيضا كما يبين القرآن العظيم والمترشح الذي يروج لنفسه أو يبني شعبيته على مثل هذه الشعارات قد دخل من بداية الأمر من باب الخيانة لله ولرسوله ولدينه ولأمته ووطنه وأمته، فكيف يريد أن يكون مصلحا بعد دخوله.

الحداد: المناكفات الطائفية ستخلق كارثة

ويشدد مرشح قائمة الوحدة الوطنية عن الدائرة الثانية في محافظة العاصمة سمير الحداد على رفض هذا الأسلوب في الدعاية الانتخابية سواء كان بهدف فردي أو منظم من قبل جمعية سياسية. موضحا: لايزال هناك أفراد يلعبون على الوتر الطائفي ولكن المجلس المقبل إذا ساهم في المناكفات الطائفية فانه سيتسبب في كارثة لمدة 4 سنوات(...) ولكن أبناء شعبنا أوعى من أن ينزلقوا إلى الروح الطائفية أفرادا أو جماعات وسيعتمدون الوطنية والكفاءة معيارا لإيصال المترشحين إلى قبة البرلمان» مؤكدا أن مهمة مكافحة هذه المسجات لا تقع على وزارة الإعلام فقط، إنما هو دور المترشحين الذين يمثلون الوطن جميعا ويجب عليهم أن ينأوا بأنفسهم عن الطائفية من خلال رفض المسجات. مردفا وللأجهزة الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني دور بالإضافة إلى الجمعيات السياسية التي عليها أن تتحد ضد النزعة الطائفية التي تضرب الوطن في الصميم»



أضف تعليق