مترشحو 2006... عصا سحرية في يد ومصباح علاء الدين في الأخرى

الوسط - زينب التاجر

ست محافظات تضم جيشاً - إن جاز التعبير - من المترشحين والمترشحات يحملون على عاتقهم أجندة من البرامج الانتخابية بعضها يعد سيناريواً مكرراً لبرامج برلمان 2002 والقليل القليل يلامس هموم ومشكلات الوطن الحقيقية، والبعض الآخر يعد ضربا من المستحيل وتحقيقه يتطلب مصباح علاء الدين أو عصا سحرية، فالمراقب لوضع الخيم الانتخابية يسمع العجب.

أحد المترشحين بإحدى دوائر المحافظة الشمالية «أخيرا» وجد حلا جذريا لمشكلة تدني الأجور، حل من شأنه - على حد قوله - رفع مستوى المعيشة والحد من الفقر وتوصيل صوت الفقراء ولكن كيف؟ بإضافة صفر آخر بجانب الحد الأدنى لأجور العاطلين (120 دينارا) فما كان من أحد الناخبين وسط هدوء الحضور المتجمهر أثناء افتتاح المترشح لمقره الانتخابي إلا أن يطلق ضحكة تهكّم سبقتها عبارة (بل يعني 1200 دينار)!

في حين ضَمّن مترشح آخر كلمته الافتتاحية بمفاجأة لناخبيه تتمحور في إصدار قانون من تحت قبة البرلمان بعد أن يتحقق له الفوز يقتضي بإرجاع الأراضي التي استولى عليها المتنفذون في غضون أسبوع لا أكثر.

هذا ولم تخل برامج بعض المترشحين من قضايا مجتمعية عالقة ارتأوا الطرق عليها لزيادة حظوظهم الانتخابية كالمشكلة الإسكانية وتكدس طلبات الإسكان على قوائم الانتظار، اذ أطلق أحد المترشحين وعوداً «صاروخية» بضمان تسلم القسيمة أو الوحدة السكنية بعد يوم من تقديم الطلب.

في حين كان خيال مرشح آخر أوسع أفقاً حين أشار بقوله: «بعد أن أصل إلى مقعد البرلمان أعدكم أن تتسلموا قروضكم الإسكانية قبل أن تنهوا شرب قهوتكم في الوزارة»، فما كان من الحضور إلا أن نظر بعضهم للآخر وكتبت على وجوههم عبارة «لا تعليق».

نقل مطار البحرين الدولي ومصانع منطقة سترة كلها برامج «موضة قديمة»، ذكرت في برامج مترشحي برلمان 2002م وتم نسخها مجددا في برامج مترشحي برلمان 2006م، إلا أنه تم إضافة موضة جديدة عليها تشير إلى نقل شركة نفط البحرين ألبا وبابكو.

ولم تسلم جامعة البحرين من حيل المترشحين حيث وعد مترشح في المحافظة الجنوبية بإنشاء جسور معلقة و»ناطحة سحاب» تتألف من طوابق لا عد لها ولا حصر تخصص لحل مشكلة «مواقف السيارات» في الجامعة.

أكبر مركز في الوطن العربي لرعاية المسنين والمتقاعدين يشمل مكتبة وورش عمل وغرف يروي ويؤرخ فيها كبار السن يومياتهم هي آخر إبداعات بعض مترشحي 2006. ولم يستثن الدين من الحملات الدعائية الانتخابية فقد لجأ بعض المترشحين في المحافظة الوسطى إلى الطرق على أبواب حساسة كأمانة الصوت ومحاسبة الله للمتخلف عن التصويت معتبرا التصويت بذلك فتوى لا مشاركة فضلا عن كسب الثواب بترشيح الأكفأ لا سيما وإن كان ذا توجه ديني (معين). وعلى الصعيد ذاته، لجأ الكثير من المترشحين إلى وعد ناخبيهم بزيارات مجانية للعمرة والحج بعد الفوز