العدد 4844 - الجمعة 11 ديسمبر 2015م الموافق 29 صفر 1437هـ

زلة النائب خيبة الناخب

حسين جناحي

كاتب بحريني

بيّنا في مقال سابق أوجه التشابه بين العالم الشرعي الذي هو مؤتمن على مصالح الأمة، وبين النائب المنتخب الذي هو مخول من قبل الناخبين وينوب عنهم ويدافع عن مصالحهم ويطالب بحقوقهم، وهو في ذلك مؤتمن من قبلهم وبحسب ما سجله في برامجه الانتخابية.

من المعروف بأن النواب يفترض أن يكونوا ممثلين للشعب، ويحترموا القسم الذي أقسموه أمام الله وناخبيهم على أداء أمانتهم التي تحملوها بإرادتهم، ويعملون جهدهم في سبيل رفع الظلم والجور عن الشعب بأكمله دون تمثيلهم منطقة بعينها، ويواصلون النهار بالليل، من أجل الخروج بقرارات تبعث الأمل في المواطن الذي ملّ من الأوضاع الراهنة التي يعيشها منذ أمد، دون تغير ملموس على حياته المعيشية، أو الاعتراف بعدم قدرتهم على تحمل المسئولية الملقاة على عاتقهم وأنهم عاجزون.

الكثير من المواطنين يشتكون من أداء النواب ويتهمونهم بالتقاعس عن أداء دورهم، وأنهم ملوا من أعذارهم الواهية التي تتكرر كل 4 سنوات، بأن الحكومة لا تسمع لنا، وهناك نواب يسهلون تمرير المشاريع والقرارات التي تريدها.

وزيادة على ذلك البعض يتساءل: هل سيقضي النائب 3 سنوات أخرى في هذا التعذر البارد، والبلد تتدهور في كل المجالات؟

أقولها بصراحة بأفعالكم ومواقفكم ومقترحاتكم، تجعلون الناس لا تصدقكم، ولا تحترم آراءكم. ومثال على ذلك، هذه السابقة النيابية التي تقدم بها مجموعة من النواب، باقتراح برغبة بصفة مستعجلة في جلستهم لكي تسمح لهم بلقاء وزير التربية. والأغرب من ذلك أن هناك مجموعة صوتت بالموافقة عليه. أو من اقترح بناء مساجد وصالات مناسبات. البعض يقول أخشى أن يأتي يوم يقترح فيه النواب إنشاء برادة ودوبي! أو تقرير ديوان الرقابة المالية الذي مازال حبراً على ورق دون أي محاسبة تذكر للمتجاوزين والفاسدين.

هل بقيت قيمة للمجلس بعد أن أصبح البعض ينظر إليكم بنظرة قاصمة من خيبة الأمل؛ بسبب أفعالكم ومواقفكم أو بعض مقترحاتكم التي هي بعيدة كل البعد عن دوركم كنائب، ويوقعكم في مسئولية أخلاقية وسياسية عندما يتذكرون كلماتكم وشعاراتكم الجوفاء التي رفعتموها إبان ترشحكم، من خلال حملاتكم الانتخابية وخاصة شعار (بصوتك تقدر) .

كانت لدى بعض النواب فرصة كبيرة لكي يرجعوا الثقة المفقودة للضغط على الحكومة؛ بعدم الموافقة على الاقتراض إلا بمعرفة التفاصيل الدقيقة كلها لرفع الدين، ولماذا الرفع وتقليل المصاريف من خلاله ونحو ذلك، ولكن خاب ظن ناخبيكم مرة اخرى، وخاصة بأنكم وافقتم على شيء لا تعلمون أين سيصرف أو آلية صرفه. وحتى الممتنع يدخل في خانة الموافق؛ لأنه لم يمنع الضرر وكان باستطاعته أن يمنعه.

أتمنى من النواب أن ينظروا إلى ما حدث في أوكرانيا، وماذا فعل الشعب حين ملوا من وعود نوابهم وتقاعسهم عن تحقيق رغباتهم، أذلوا من ذلّ الشعب وشاهدوا أين قاموا بوضعهم. وحاشاكم طبعا، ونحن لا نرضاه لكم، ولكن تفكروا قليلاً إلى الحالة التي وصل لها ناخبوهم هناك، لكي يجازوا نوابهم بهذا الفعل المشين، إذ إنهم وصلوا إلى قناعة تامة باستحالة التغيير نحو الأفضل بهكذا نواب غلبوا مصالحهم ومكاسبهم الشخصية على مصالح ناخبيهم.

ختاما أقول، راجعوا أنفسكم وتذكروا أمانتكم وتذكروا وعودكم لناخبيكم، وتذكروا أن ناخبيكم سيتناسون الفساد الموجود، وسيتذكرونكم أنتم، وسيلقون اللوم على رؤوسكم، وفي ظل الاعلام المفتوح لن تستطيعوا تضليل المواطنين او التبرير لاقتناص مقعد في البرلمان مجدداً. فحافظوا على ما بقي من تاريخكم، ولا تصروا على نسفه كاملاً بأيديكم.

إقرأ أيضا لـ "حسين جناحي"

العدد 4844 - الجمعة 11 ديسمبر 2015م الموافق 29 صفر 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:47 ص

      نواب الخيبة

      تركوا الشي المهم و قاعدين يقترحون على الوشم ..

    • زائر 2 | 12:00 ص

      لا صوتنا ولا رشحنا لذلك هؤلاء لا حقيقة لنيابتهم للشعب

      قد تكون نيابتهم عن السلطة نعم نقرّ بذلك اما عن الشعب فلم يصوّت لهم حتى اقاربهم

    • زائر 1 | 9:44 م

      نوخذانا العزيز

      أشكر ربي واحمده بأنني لم ولن أشارك قط في حياتي لا ما تسمى إنتخاباتك هذه برلمانيه ولا بلديه من تأسست إلى الآن، ،، وذلك للأسباب التي ذكرتها وبالأخص تدخل السلطه في شئونهم (والدوس في جبودهم من قبل السلطه ) ولعدم ثقافة النواب أبسط الحقوق السياسيه والحقوقيه (الصراحه عندهم جهل تام في هذا الشأنين ) الثقافه النيابيه لديهم تحت الصفر ،، خلهم يترزقون مثل ما يترزقون غيرهم الوزراء والطباله.

اقرأ ايضاً