العدد 4680 - الثلثاء 30 يونيو 2015م الموافق 13 رمضان 1436هـ

في العراق: شراب «النومي بصرة» عند الفطور وفي السحور

صحيفة الأبناء الكويتية (1 يوليو 2015) 

تحديث: 12 مايو 2017

لرمضان نكهته لدى المسلمين في كل الديار العربية والإسلامية، ولهذا الشهر الفضيل في العراق طعم مميز آخر، لا تجده في غيره من الشهور الأخرى، وأهل العراق لهم عاداتهم في استقباله قبل مجيئه أولا، وصيام أيامه حين يطل ببركته عليهم، وعادات في توديعه حين يشد الرحال في الأيام الأخيرة، وهذه العادات بعضها متوارث عن العثمانيين أيام ولايتهم على العراق، وبعضها طبائع تجذرت في نفوس العراقيين خلال عقود طويلة.

فمن تلك العادات التي تربينا عليها نحن وقد حفرت في ذاكرتنا أطفالا، ونمت معنا كبارا:

مدفع رمضان أو «الطوب» بالتركية، والأصل في حكايته أنه يعود إلى العصر العثماني، حيث كان يستخدم هذا المدفع لتنبيه أهل بغداد بموعد الإفطار، وذلك بإطلاق إطلاقة صوتية في الهواء، وكان السبب في استخدام المدفع هو انعدام الإذاعات ووسائل الإعلام آنذاك، وبقي هذا المدفع إلى يومنا هذا تقليدا تحرص وسائل الإعلام العراقية الرسمية وغيرها على التمسك به، إلا أن مدفع اليوم هو رسم ثلاثي الأبعاد مصمم بـ «الكمبيوتر»، وينتظره الأطفال خاصة بشغف منقطع النظير قبل أذان المغرب مباشرة.

ومن عادات أهل العراق في رمضان كثرة التزاور فيما بينهم في رمضان، وإقامة الولائم العائلية، وكذلك يتميز العراقيون بإخراج الطعام قبل الإفطار إلى الجيران، فيحصل تبادل رائع في أطباق الطعام المختلفة، حتى يجد صاحب الدار الواحدة أنه ليس في سفرة طعامه مما صنعه هو إلا القليل، أما الباقي فهو أطباق منوعة جاءت من هنا وهناك.

ومن عادات العراقيين أيضا الإفطار على أسطح المنازل في نوع من تغيير الجو الداخلي للمنزل، ولكن هذه العادة اندثرت بعد الغزو الأميركي الغاشم وتحليق مروحياته ليل نهار في سماء العراق، وكذلك الإطلاقات النارية الطائشة التي أصبحت سمة العراق في عصر الفوضى، فعكرت هذه الأحداث صفو الأيام الخوالي.

أما المساجد، فتعيش أجواء مميزة في رمضان بطبيعة الحال، فتمتلئ بالمصلين ـ وليتها امتلأت بالمصلين في رمضان وغيره ـ وتشتغل المساجد قبل رمضان بصيانة دورية مكثفة للإنارة وأجهزة التبريد، وخصوصا إن جاء رمضان صيفا وفي العراق كما أن المساجد تنشط في مسابقات فكرية توزع خلالها جوائز ومصاحف وكتب للفائزين في جو إيماني وتنافسي ماتع.

وتقام موائد إفطار الصائمين في المساجد، بعضها من نفقات المسجد، وبعضها مما يحمله المحسنون، وأشهى موائد الإفطار عند العراقيين هو التمر العراقي، والمعروف بـ «تمر البصرة» أو «الخستاوي» واللبن، كما تشتهر موائد العراقيين في رمضان بشراب «النومي بصرة»، وهو شراب مميز يحتسيه العراقيون عند السحور والإفطار، ويقولون عنه: «إنه دواء للصداع».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:00 ص

      اللغات العالميه

      يستخدم كلمة الطوب او التوب باللغه التركيه والفارسيه ايضا اي يعني المدفع وعساكم من عواده ومن غفرالله لنا ولكم الذنوب

اقرأ ايضاً