العدد 4692 - الأحد 12 يوليو 2015م الموافق 25 رمضان 1436هـ

رجلٌ من البحرين

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

قد لا يستهوي البعض الكتابة عن رجال البحرين الذين رسّخوا الأمن والاستقرار إبّان الخمسينيات، وقد لا يُعجب البعض الآخر فكرة الأمن والاستقرار بالذّات، ذلك أنّ هذا الأمن والاستقرار يعني المصالحة والحوار والتوافق الوطني، ويعني أنّ العوالق ستخمد أصواتها أخيراً!

على أي حال دعونا نستعرض أحد الرجال الذين بنوا الوطن لبنة لبنة، وأسّسوا أواصر الترابط والتواصل، فكانت علاقة البيوت قويّة، وتأصيل الجذور أمراً لابد منه، ولا يتم هذا المنطق في وقتنا الحالي من دون مراجعة الحسابات القديمة، وتطهير البيت البحريني من العوالق التي تكلّمنا عنها.

الشيخ جاسم السكران، يتذكّره أهل المحرّق، بل يتذكّره أهل البحرين، فهو من الشرفاء الذين قادوا العريضة الشعبية ضد شاه إيران، ومن الشخصيات البحرينية التي وقفت مع القيادة ضد العريضة التي قدّمتها إيران في الأمم المتّحدة، حيث كان الاستفتاء أممياً، وقال الشعب كلمته كما قالها في الميثاق، ووقفت العوائل جميعاً موقفاً مشرّفاً إلى يومنا هذا، والحاج جاسم السكران في طليعتهم.

هكذا نريد من البحرين وأهلها وقيادتها، الالتفاف على موقف واحد، الخروج من الأزمة بحلول، الإصرار على عدم تدخّل أحد في شأننا الداخلي، تقوية الجبهة الداخلية المنتفضة هذه الأيام، عدم زجّ أجندات أخرى غير أجندة المصالحة، فلقد اكتفينا بـ 4 سنوات مريرة، وما نريد إلاّ إحداث التغيير الذي ينشده الجميع.

السكران والشملان والباكر والجمري والبنعلي والنعيمي وسيادي وجميع المناضلين، كانوا محط أنظار الجميع، فلم يتخاذلوا في رفض الاستعمار ونبذه، ووقفوا وقفة رجال من أجل بناء الوطن من دون «لِمعَاير» الذي نسمعه اليوم عند البعض. كانت وقفة رجال حقيقية، فلقد كانوا ينظرون إلى أم المليون نخلة وليس سواها!

جاسم السكران (رحمه الله) كان أوّل من شارك في بناء ميناء سلمان، فهو كان المقاول لهذا الميناء، وأيضاً أول من بنى أوّل محطة بترول في البحرين، وأوّل من بنى مطبعة الأستاذ عبدالله الزايد، فهل نتذكّر أيّامه وأيّام أصحابه؟ تلك الأيام الجميلة التي نتمنّاها أن تعود!

كان يسمّى السكران بـ «محكمة الفريج»، ذلك أنّه كان يحكم للنّاس من داخل مجلسه، فيرجع إليه أهل «الفريج» أو المجاورون لهم أو من يسمع عنه وعن حكمته، فما يقوله كان حد سيف يتّبعه الجميع.

ليس هناك أعظم من الكتابة عن أهل الوطن الأصيلين، وليس هناك أفضل من سرد تاريخ كاد أن يُنسى، فالوطن من دون أهله ليس وطناً، بل هو جزيرة أو قطعة أرض من دون ري! ولا يرقى الوطن من دون أبنائه الشرفاء وليس المتمصلحين أو المنافقين، لأنّ الشرف كلمة عظيمة لا يطلب فيها المواطن أو الابن إلاّ حقّه فقط.

وكما قال الأخ عبداللطيف جاسم السكران:

هي البحرين شاهدةٌ علينا

فتعليمٌ وعدلٌ وانسجامُ

ونحن بانتظار هذا كلّه... تعليمٌ وعدلٌ وانسجامُ!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4692 - الأحد 12 يوليو 2015م الموافق 25 رمضان 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 38 | 1:33 ص

      لا يزول الخلاف

      يا بنتي الأستاذة مريم الشروقي اعلمي بأنه لا يزول أي خلاف حتى تزول أسبابه. المصالحة الوطنية مطلب جوهري لأبناء الشعب لكن لا يمكن لهذا المطلب يتحقق والسلطة في تصعيد دائم في قبضتها الأمنية بدلا من حل المسائل المختلف عليها. مصلحة الوطن يجب ان تكون هي العليا لا مصالح الأفراد المتنفذين.

    • زائر 34 | 3:24 م

      محرقي

      الى الاخت الكاتبة
      يوجد مصادر على المقال الي كتبتيه ولا بس كلام لسان

    • زائر 36 زائر 34 | 7:03 م

      أقول بابا محرقاوي لأنك

      مو أصلي فما تعرف شي عن تاريخ البحرين ولو اصلي چان جدك وابوك علموك تاريخ البحرين حتى وزارة التربية بكتاب الصف الرابع الابتدائي المواد الاجتماعية القسم الاول تاريخ البحرين فيه أن شعب البحرين رفض التبعية للشاهنشاه وأراد أن يحكم نفسه بنفسه والى اليوم لا تريد التبعية لأحد لا ايران ولا السعودية ولا غيرهم نريد مملكة دستورية الشعب يحكم نفسه بنفسه .

    • زائر 32 | 1:04 م

      شحصلنا

      من بعد ثلاثين سنه عل نجاح العريضه يكافئ الشعب بالتجنيس والتهميش من ابسط حقوقه عاطلين عن العمل وجلب الأجانب في وظايف بحرينية !! بحريني ينطر عشرين ينه بيت وغيره في خمس سنوات جواز وبيت ووظيفة يا سلام اتمنئ التعليقات توصل لأكبر مسول واتمنى ان يرد عن هالتعليقات باريت وياريت

    • زائر 35 زائر 32 | 3:41 م

      نعم

      يار ليت الوسط تسلط كل الضوء والأهمية لهالموضوع ، لان في وايد من الشعب ما يدري ذيج الفترة أهي حفرت تاريخ لشعب البحرين وآمنت مستقبلة ويا ليت مسسؤول كبير يتكلم عن هالموضوع لان الموضوع في وضعنه الحالي يعتبر جدا مهم ويا صحيفة الوسط اتمنى ما يوقف هالموضوع وما يتهمش واتمنى ينعرض تاريخ آبائنا وأجدادنا الي اهم اوقفو ووقعو عل العريضة واتمنى تنعرض عل هالاجيال عشان تعرف وتفهم يصار ذاك الوقت وعشان تعرف كل هالتهريج والتلفيقات ابي صارت بحق شعب ومواطنين البحرين

    • زائر 31 | 1:01 م

      الاصليين!!!

      مو الحين الاصلي صار مو اصلي والس مو اصلي صار اصلي يحصل كل الحوافز والدعم والحقوق المدنية الي اكثر البحرينيين الاصليين ما يحصلونها

    • زائر 30 | 1:00 م

      وشنو الجزاء؟

      جزاء شعب البحرين وخصوصا الطائفة المغضوب عليهم بالتشكيك في ولائهم وياريت تعرضون اسامي الي وقعو عل العريضه غبشان الي يشكك في ولاء من طالب بحقوقة

    • زائر 29 | 12:58 م

      يا سلاام

      هاي الواقع والكل يدري فيه!!! والي لليوم. تقول المعارضه وإيران واجندات وخرابيط جوقة التاريخ الشيعة والسنة اختارو القيادة عل الشاه الايراني وأبوي واعمامي كلهم وقعو العريضة ضد شاه ايران والحين يروجون في الاعلام البحريني ويشككون في ولاء شعب البحرين!!!! يا أسف عليك يا شعب واتمنى تسليط الضوء بقوه عل هالموضوع وهالتاريخ وعن المغالطات والتشكيك بولاء البحرينيين لان الي يطالب بمعايير كريمة ويطالب بحرية الراي ويطالب بحقوقه كثلة مثل كل شعوب العالم ماله شغل بإيران لو غيرة

    • زائر 27 | 9:57 ص

      احم احم

      يا مريم في شي مهم ودلالات مهم من تاريخ البحرين وهو لليوم تقريبا موجودة يعني هناك انحسار الحدود الجغرافية للبحرين وسنوات الفقر والجوع وغياب سلطة الدولة جعل من البحرين تقريبا فريسة للدول الكبرى او لطمع الدول الكبيرة ؟ ولليوم البحرين اتشوف انه لازم تتحد ويا الخليج لعلاج المشاكل الاقتصادية ؟
      هدي ملاحظات لازم على البحرينين الوقوف عنده ؟ البحرين مو دولة حديثة التاسيس حتى تبقى هدي المشاكل؟
      للاسف انا اعرف ان للبحرين علاقات مع دول واشخاص تقدر اتحول البحرين لجنة لكن للاسف السياسة مصالح وماحد يعرف احد

    • زائر 26 | 8:30 ص

      اى حكومة

      اى حكومة فى بلد عربى لاتحكم الشعب وتديره بشرع الله راح يتدمر الوطن كل امور الشعوب لو حكمت بشر ع الله لدنيا صارت بخير كلما ابتعدو عن الله ونفدو اجندة الشيطان لن يصلح البلدان اقول الى كل الرؤساء خلصوا بلدانكم من الظلم واعطوا الناس حقوقها ولاتميزو بين الناس فى مذاهبهم والله لو كل انسان حصل على حقوقه الدنيا راحت اصير بخير والله ياخد الحق

    • زائر 24 | 6:28 ص

      زائر 16 الدولة شردت

      العروبيين شردتهم الدولة وسجنتهم وصفتهم لاتقوليي إسلامي وعروبي النظام ماخلى عروبي ولاقومي إلا سجنه وشرده هاي ....

    • زائر 20 | 2:41 ص

      والنعم بواسطة زائر 11

      الجمري في من ذكرتهم الأخت تدري في حركت التسعينيات الجمري إعتقل ولبسته السلطة عشرات التهم على طالب ببرلمان إلي ألحين ربعك مزقلين على كراسيه تدري إلي تنعق به السلطة تنعقون به.

    • زائر 19 | 2:41 ص

      لا للطائفيه

      لا زالو موجودين اهل البحرين الطيبين من السنه والشيعه وهم اخوان ومتحابين لكن يحتاجون لمن يحرك الماء الساكنه قليلا يعني شوية اصلاحات وشوية مبادرات من الحكومه مثل مصالحه وطنيه والافراج عن المساجين السياسيين وغيرها وتصبح البلد في افضل حال

    • زائر 18 | 2:19 ص

      آباؤنا

      نعم وقف آباؤنا وأجدادنا ضد مطالبات شاه إيران لتكون البحرين عربية
      ولكن المفارقات أن بعد تلك الوقفة الوطنية العروبية والوعود التي سيقت نرى واقعنا اليوم والذي أصبح فيه مكون مهم مهمشا محاربا في أمنه ورزقه وكرامته
      والغريب أختي العزيزة
      توالت الاعتقالات بصورة دراماتيكية
      الجد يعتقل في السبعينيات
      ابنه يعتقل في التسعينات
      الحفيد يعتقل في 2015
      هناك مشكلة سياسية متراكمة
      فهل سيعتقل ابن الحفيد مستقبلا
      لأجل ذلك أن كل مولود يخرج معارضا ما لم يعط حقه وترجع إليه كرامته تحت المواطنة المتساوية وعدم التمييز

    • زائر 16 | 1:44 ص

      الحال في السابق

      في السابق كان الجميع ينتمي لتيار فكري عروبي وطني وحدوي و لم يكن هناك وجود لتيارات الاسلام السياسي بشقيه السني و الشيعي فهذه التيارات الطائفية هي التي مزقت الشعب و لا يمكن لها أبداً ان تكون جامعه

    • زائر 13 | 1:01 ص

      وما هي النتيجة

      ما شاء الله النتيجة واضحة لذلك وصل البلد الى هذا الحال اعترافا وجزاءا لما قام به المخلصون. قال العرب قديما هو جزاء سنمار

    • زائر 11 | 12:46 ص

      والنعم فيهم

      السكران والشملان والباكر والجمري والبنعلي والنعيمي وسيادي هؤلاء كانوا وطنيين وقلبهم على الوطن وليس تخريب وارهاب الوطن
      الله يرحمهم ياليت الناس تتعلم منهم

    • زائر 9 | 12:38 ص

      ياريت

      ياريت يا أخت مريم نرجع مثل ماكنا من عرب وبحارنه وعجم ياريت ، بدون إله أكلوا الأخضر واليابس وبثوا التفرقة بين أبناء الشعب الواحد ، حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 7 | 10:45 م

      موضوع مثالي

      اللة يكثر من هالناس الطيبة ويكثر من مواظيعش الزينة ..... شكرا على هدا المقال

    • زائر 4 | 10:24 م

      يا مريم اقولها بمرارة

      وانا الشاب الصغير الذي لم اعش تلك الحقب ولكن من قراءة وما سمعته من الاباء والاجداد لم تشفع للشيعة كل تلك التضحيات وخب الوطن وهذا ما عايشته منذ احداث التسعينات والالفين . الى درجة ان يتجرأ عليهم من ليس له عهد بالبلد ولا بالاصلاء فيها ويتهمهم بالخيانة يا مريم اقولها بمرارة لم اعد اثق في اي احد عل انه سينصفني لما رأيت من سحق لي لحد يكرم الاجنبي علي سامحينا با مريم .

اقرأ ايضاً