العدد 4901 - السبت 06 فبراير 2016م الموافق 27 ربيع الثاني 1437هـ

لماذا تسأل العرب؟

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

اسأل العرب... أحد البرامج التلفزيونية للمسابقات الجديدة على الشاشة تقدمه المغنية مايا دياب على الـ MBC، وهو برنامج مقتبس عن أحد البرامج الإنجليزية على (ITV) القناة الرابعة تحت اسمask the) British) والذي يشارك فيه ستة أفراد يتقاسمون ثلاثة مجاميع حيث يتنافسون بالإجابات عن الاسئلة والتي ينفرد بالفوز فيها زوجٌ واحد والتي قد تصل الجائزة إلى مئتين وأربعين ألف ريال سعودي إذا ما نجحا في الإجابات جميعها.

وما يميز هذا البرنامج أن إجابات الأسئلة لا تعتمد على الصح أو الخطأ للمُشاركين أو معلوماتهم العامة للحصول على النقاط الأعلى، وأن الإجابات للعرب قد عكست واقعاً مُخالفاً تماماً عن الحاجة للمُتعلمين والتي تكون فيها نمطية المُسابقات عادةً والمشروطة بالمعلومات الثقافية أو السياسية أو العامة وأن تكون الإجابة عن الأقرب لتفكير عموم الناس العرب، بما معناه أن تفوز الأغلبية التي قلما تَقرأ أو محدودة في تعليمها ولكنها تُدرك بالفراسة الأمور التي تهم عامة الناس.

وكما ذكرت إذن أن الإجابة تعتمد على الكيفية التي يُفكر فيها العرب فقط بغض النظر عن صِحة الإجابة.

ومما زاد من غرابة الموضوع وتساؤلاتي هو أنهم قرروا في الحلقة التالية فَتح باب المشاركة للجمهور من البيوت، بعد تعليمات إنزاله على الأجهزة والحواسيب الذكية للتعرف على آراء الشعوب العربية قاطبةً ومن هم خارج الأستوديو، بل وفي أنحاء الوطن العربي بأكمله، وأعتقد أن ذلك قد يضيف المزيد من المتعة والإثارة وطريقة جذب للمُشاهدين وحماسهم والحميمية مع المشاركين، هذا وقد يكون لهذه الإضافة ذكاء أو لأغراضٍ معينة.

إن بعد هذه المُقدمة ومع كل تساؤلاتي أرى أنه برنامج خفيف الظل ومُقدمته شديدة اللباقة واللياقة ومدربة تدريباً جيداً في المحاورة وسرعة البديهة.

واحترت في تحليل فكرته، الذي لا يتطلب ذكاءً أو علوماً وما هو الهدف من إخراجه، وكيف لها أن تبدأ من بريطانيا، وما علاقة شعوبنا العربية الممتدة؟.

فهل يا ترى يُريد المُخرج التعرف على آراء الأفراد الأكثر قُرباً من الشارع لمحبته الخالصة لإشراكهم في البرامج ولوجه الله، أو مثلاً للتعرف على الطريقة التي يفكرون بها؟ أم لأغراضٍ مخفية في دواخله لا نعرفها؟

ويأخذني هذا إلى السر الذي اكتَشَفَتهُ المصانع والشركات منذ عدة سنوات للطرق العملاقة للتسويق، وذلك بدراسة أذواق الناس في التعاملات اليومية للشراء والتي بدأتها بتعيين الأخصائيين من الأطباء النفسيين وأثناء مراحل التصنيع ويختارون نخبة عشوائية من الناس، يدرسونهم ليتعرفوا على سلوكياتهم عن قُرب في الذوق العام وحتى العطور تتم الاختبارات فيها على حاسة الشم وَتحَسُّس رغبات الناس فيما يُحبون أو ينفرون من الروائح العطرية، وتجربة نكهات الأطعمة واللباس والألوان والأقمشة والأثاث... الخ، ومن ثم تصنيعها وبذلك يُسَوِّقون بضائعهم على أحدث الطُرق العلمية بِدقة المواصفات المدروسة والتي بالتالي تؤدي إلى إنجاح إنتاجهم وإقبال الناس وتأمين أرباحهم صعوداً.

وإذ أقوم بربط تلك المعلومة بهذه المسابقة والتي قد تبدو لعبة في ظاهرها لكنها مسألة شديدة الحساسية في نظر الكثيرين على ما أعتقد.

فالتعرف على الخصوصيات والمعلومات عن شريحة واسعة من الشعوب التي تُجرى فيها المسابقات سواء في أمزجتهم وثقافاتهم السياسية والوطنية والاجتماعية أو انتماءاتهم...الخ التي ستكون جميعها في متناول من يريد، لبيعها أو لاستعمالها لأغراضٍ كمثل التسويق أو لحجب شيء يحبونه لرفع سعره، أو لأشياءٍ قد لا تُحمد عُقباها من الحروب أو أثناء هجوم دولة على أخرى مما قد يُسهل مُهمتها، أو لأشياءٍ نجهلها في الوقت الحاضر وقد تتكشف لنا يوماً ما.

كما أن توفر المعلومات عن الشعوب المستكينة والنائمة في العسل، قد تُضعفها وتُسيء إليها ولا أدري كيف لا ينتبه إليها القائمون ممن يُشرفون على المحطات والبرامج، وكيف أنهم َنفَذوا إلينا بهذه اللعبة الرقيقة، ويحَنا، أم ليست هي من خططهم في التربص والمؤامرات لسنواتٍ، ومُفاجأتنا بأشياءٍ لم تكن لتخطر على بالنا، بالله عليكم.

وكل ما أرجوه أن يكون تحليلي كله وهماً وسوء ظنٍ بسبب ثِقل أحمالنا ومصائب أمتنا لتخطيطهم الدائم والمُنظم للعب بأوطاننا وتشريد شعوبنا (فمن انقرص من الحية يخاف من شد الحبل) وأن تتمتعوا بالمُسابقة، وأرجو المعذرة.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4901 - السبت 06 فبراير 2016م الموافق 27 ربيع الثاني 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:35 م

      محاولة تعبير

      بوركت الانامل

    • زائر 2 | 7:47 ص

      كلها محاذير ولكن

      لااحد يتمكن من ايقاف تيارات الفشل والهزيمه لأمه لاتتنتبه ولا تخطط منذ زمن 8

    • زائر 1 | 4:23 ص

      موضوع جدير وجديد

      هكذا امتنا تفرح سريعاً وتُغم اسرع تحليل ورؤية رائعه لما يدور في كواليس العالم بوركتِ دكتورة

اقرأ ايضاً