العدد 4906 - الخميس 11 فبراير 2016م الموافق 03 جمادى الأولى 1437هـ

زيادة رواتب النواب ضرورة وطنية!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من أكثر المهن الشاقة في الحياة، وأكثرها تعباً وإجهاداً، فكرياً وعضلياً، أن تعمل نائباً في برلمان، ولذلك يحرص النواب على أن يحصلوا على أكبر تعويض مادي لتفضّلهم بقبول العمل نائباً عن الشعب.

فالنواب، يسهرون الليل والنهار لخدمة ناخبيهم، ويعملون على راحتهم، وتنفيذ رغباتهم، والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم الحيوية والجيواستراتيجية، ولذلك يجب على أي شعبٍ في العالم، المطالبة برفع رواتبهم، ورفع مخصصاتهم الشهرية، فهم يستحقون كل خير!

بعض دول العالم تقدر التعب والإجهاد الذي يناله النواب، فتزيد من رواتبهم وامتيازاتهم. أما في بلدان أخرى، فيأخذ النواب زمام المبادرة الوطنية، ويقومون بمكافأة أنفسهم بأنفسهم، فينفّذون رغباتهم الغالية، ويقرّرون ما يريدون إنصافاً لأنفسهم وتقديراً لجهودهم الشاقة، فيزيدون مخصصاتهم، أو يبحثون عن طرقٍ لزيادة عوائدهم، تعويضاً عن شغلهم الشاق بالنيابة عن الناس.

في الشهر الماضي، قام النواب في تونس الشقيقة، بزيادة رواتبهم، بقيمة 400 يورو، وهو اقتراحٌ طرحوه في 2013، لكنهم عادوا لتفعيله هذه المرة، ربما نتيجة موجة التقشف التي تضرب العديد من البلدان، في أعقاب انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية!

القرار أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وتنديداً شديداً من قبل المعارضة، وخصوصاً من ناحية التوقيت غير الملائم أدبياً على الإطلاق، في ظل موجة الاحتجاجات التي تصدّرها العاطلون عن العمل في عدد من الولايات، والذين خاطبوا النواب بقولهم: «أردناكم عون... فصرتم علينا فرعون»!

المستشار الإعلامي لرئيس البرلمان حسان الفطحلي قال إن هذه «المنحة» تهدف إلى «تغطية تكاليف السكن والطعام، خاصة للنواب غير المقيمين في العاصمة»، وبالتالي هي ليست «زيادة حقيقية» في الراتب، وإنّما هي نوعٌ من التعويض عن السكن والطعام. وردّ عليه بعض الناشطين بقولهم: «لكنهم يأخذون الفلوس ولا يستأجرون سكناً، مثل بعض النواب، في بعض البلدان اللاتينية، الذين يستلمون «بدل مكتب»، ولكنهم لا يفتحون «مكتباً»! وردّ آخر: «وهل على الشعب أن يدفع بدل أكل النواب؟ وكيف تحتسب هذه العلة؟ هل علينا أن ندفع ثمن الكسكسي أم سيكتفون بأكل السندويشات؟».

قوى المعارضة اعتبرت القرار متسرعاً واستفزازياً للشعب، ولا يعطي إشارة إيجابية للمحتجين المطالبين بتحسين ظروفهم، في حين أن الدولة تتحجج عليهم بنقص الموارد المالية. وطبعاً لم يكترث النواب بكلام الناس، ومرروا الزيادة لأنفسهم منذ بداية هذا الشهر. بل إن أحد النواب ردّ على المنتقدين قائلاً: «من أنتم؟ أنتم ناس حاقدون، حاسدون... ولا تريدون الخير لغيركم»! فردّ عليه المنتقدون: «أنت وأمثالك انتهازيون كذّابون، صعدتم على ظهور الفقراء لتعيشوا عيشة الأغنياء».

تونس الشقيقة من البلدان منخفضة الدخل، وقبل هذه الزيادة، كان راتب النائب التونسي يبلغ 1200 دولار أميركي فقط (ما يعادل 453 ديناراً بحرينياً)، بينما الحد الأدنى للراتب في تونس لا يتجاوز 150 دولاراًً (57 ديناراً بحرينياً)، فيما يبلغ متوسط الدخل الفردي أقل من 400 دولار (150 ديناراً). بل إن المنصف المرزوقي، الذي انتخب رئيساً بعد الثورة، لم يكن راتبه يزيد على 5200 دينار بحريني، ومع ذلك انتقدوه فاضطر إلى إعلان تخفيض راتبه إلى الثلث، مراعاةً لأوضاع البلد الاقتصادية ومعاناة الفقراء والعاطلين.

المفروض أن تتفهم الشعوب مطالب النواب وتقدّر جهودهم وجهادهم تحت قبة البرلمان، وتدعم مطالبهم بزيادة رواتبهم، ولا تقف حجر عثرةٍ في طريق تحسين ظروفهم المعيشية، «فالحسد مب زين»!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4906 - الخميس 11 فبراير 2016م الموافق 03 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 1:21 م

      انا شخصيا ليس لي ذرة ثقه في اعضاء المجلس كونهم لا يغيرون في الوضع الوطني الا زيادة تأزيم من خلال مقترحاتهم التي يؤتمرون بها لاظهارها بأنها مطالب المواطنين و اقرارها بينما ما لا يؤتمرون به من مقترحاتهم ما هي الا افكارا لتلميع شخوصهم لاظهارهم كالمستميتين في خدمة المواطن و ينكشف هذا الامر من خلال مطالب تمويهيه على شاكلة ال500 دينار بهذه الاوضاع التي لا تخفى على القاصي و الداني استحالتها.

    • زائر 22 | 11:17 ص

      واجد يتعبون

      حتى نائب دائرتنا مكتبه على شارع البديع باب مكتبه دائما مصكوك وحتى رقم تيلفون مو حاط بس حاط مكتب النائب.....من كثر الشغل نسى يحط رقمه

    • زائر 21 | 8:09 ص

      اطعم التم بتستحي العين

      الحكومة تبي هالنواب دائماً واقفين بصفها فطبعاً راح يزيدون رواتبهم .. مجرد ادوات لا اكثر ،،، الله المستعان

    • زائر 20 | 3:24 ص

      انواع السرقة

      هذه سرقاااات ،،،
      ولكن بصيغة ديمقراطية يا زعم

    • زائر 19 | 2:50 ص

      يستاهلون

      اقترح ضم النواب للقطاع العسكري لأن أدائهم وفكرهم يصب في هذا المجال وبالتالي فهم يستحقون كل المميزات التي يحصل عليها موظفي القطاع الأمني والعسكري

    • زائر 18 | 2:26 ص

      بو شهاب

      مفروض في هده اوضاع الاقتصاديه لا یزید راتب نائب البحريني عن 500 دينار

    • زائر 15 | 1:12 ص

      صباح الخير

      صح الله لسانك يا استاذ نعم نواب مثل نوابنا يستاهلون أكثر وخاصه لما تقارن بينهم وبين نواب دول أخرى على سبيل المثال عضو بالبرلمان المكسيكي يتعرئ في قاعة البرلمان احتجاج رفع الضرائب على شعبه ونحن كان ما كان لدينا نواب عراء سترهم البرلمان ونسوا شعبهم

    • زائر 14 | 1:03 ص

      ههههههههههااااي

      اههههههه وهههههه اخ يابطني ...

    • زائر 13 | 1:00 ص

      الصراحه صج صج يتعبون

      يتعيون من كثر مايحطون قوانين ضد المواطن ..يتعيون من القوانين اللي يشجعونها لصالح الاجنبي ..يتعبون من كثر مايبهدلون المواطن ...حسبي الله عليهم

    • زائر 12 | 12:20 ص

      ترشحوا ضد رغبة غالبية مجتمعهم ثم شرعوا قرارات وواقف مواقف تزيد من سخط المجتمع عليهم .. نعم قد لا يبالي بعضهم بذلك لأنهم تعودوا العيش بعيدا عن المجتمع وهمومه لذلك كان كل همّهم جني الأموال وكأن المجلس فريسة

    • زائر 11 | 12:11 ص

      احلب ضرعا لك شطره

    • زائر 10 | 12:09 ص

      اقتراح برقبة

      نقترح اليوم يسوان جمع تبرعات في المسجد لمساعدتهم لأنهم يساعدون الشعب وهم ما عندهم يأكلون

    • زائر 16 زائر 10 | 1:27 ص

      خوش اقتراح

      ابدأوا يا جماعة الخير من اليوم بعد صلاة ااجمعة جزاكم الله خير

    • زائر 9 | 12:03 ص

      جاؤوا غصب عن الشعب ولا قاعدة شعبية لهم، بالإضافة لم يقدّموا أقلّ القليل للمواطن وكأنهم داخلين من أجل الانتقام ممن عزف عن ترشيحهم

    • زائر 8 | 11:52 م

      ويش رأيكم

      ويش رأيكم نطالب أن يكون راتب النائب البحريني مثل التونسي تحقيقا للشرف والعدالة
      طبعاً مع الزيادة 400€ يورو
      نرجوا من النواب الرد

    • زائر 17 زائر 8 | 1:28 ص

      ولماذا؟

      اعانة على السكن لو علشان الاكل مثل تونس ؟ عطاهم الله مرنح.

    • زائر 7 | 11:38 م

      بالفعل، وانا اقدم اقتراح برغبة لنوابنا اللي يكسرون لضروس انهم يتنازلون عن معاشاتهم التافهة ويحطون صندوق تبرعات من المواطنين للنواب، وعلى قدر أهل العزم تأتي "المكارم" فكل ما دلعو الشعب وأنصفوه حصلو تبرعات أكثر من المواطنين السعداء بأداء نواب "بصوتك تقدر" وكل ما ساء أداء النواب امتنع الشعب عن تدليع نوابه وأصبحوا من غير معاشات. فليس منطقيا ان تُدفع أموال الشعب لموظفين عديمي الانتاج!

    • زائر 6 | 11:33 م

      لازم يزيد معاش النواب

      يتعبون و يحضرون لمسرحيات على الهواء مباشرة و صارت مؤخرا جلسات النواب مصارعة حرة و نشوف في بعض الاحيان انهم ما يدرون من كثر مشاغلهم ان قرارات رفع الدعم تمشيها الحكومة ..و بعدها (تحسدونهم) لين عوضوا روحهم بزيادات في الراتب ...لازم شي يفرحهم مو كلا نكد في نكد

    • زائر 5 | 11:25 م

      مساكين اعضاء المجلس والله يكسرون الخاطر نطالب كافة القوى السياسية والشعبية في المشاركة في اعتصام مفتوح حتى يتم تحقيق مطلب النوب في زيادة رواتبهم ومخصصاتهم لي مايبدلوه من جهد في خدمة الشعب مقابل راتب زهيد 4700 دينار ويش اسوي في زمن الغلآ ارجو المشاركة

    • زائر 4 | 11:20 م

      أنا لدي أقتراح يستقطع من رواتب العاملين في العام والخاص دينار واحد ويقسم على النواب مساكين يستحقون كل خير شغالين ليل نهار على زيادة رواتب المواطنين 150% أضف الى ذلك في خبر مسرب أن مجموعة من النواب راح يجتمعون مع الحكومة أجتماع خاص لطلب إسقاط قروض المواطنين البنكية لمرة واحدة فقط لحل الأزمة المالية والمعيشية للمواطنين فأنا اقول يستحقون إعطائهم حتى وثيقة المنزل لانهم يسهرون على راحتنه لدرجة أن بعض النواب لاينام الليل بسبب القلق على حال الناس والتفكير بهم.

    • زائر 3 | 10:52 م

      ويمكن النواب مديونين بعد

      ويمكن معاشهم ما يكفيهم يدفعون رسوم مدارس عيالهم ولا فواتير الكهرباء والماي والبترول

    • زائر 2 | 10:36 م

      مساكين نواب البحرين 4700 دينار بس راتبهم!

      مساكين نوابنا راتب ضعيف 12 ألف دولار، المفروض يضاعف نتيجة جهودهم الجبارة! خصوصا هالازمة الاقتصادية كانت جهودهم واضحة وقدرو يحطون ليها حلول مبتكرة وذكية حتى البرلمان الأوروبي مستغرب من دهاء وتفوق نواب البحرين عليهم!

    • زائر 1 | 9:39 م

      اكيد

      لازم تقدرون جهودهم وتحترمونهم وتشكرونهم على خدماتهم الجليلة لكم!!!!!

اقرأ ايضاً