العدد 4907 - الجمعة 12 فبراير 2016م الموافق 04 جمادى الأولى 1437هـ

إسقاط مقاتلة تابعة للسلطات المعترف بها في بنغازي

تونس تستعد لتداعيات تدخل عسكري دولي محتمل في ليبيا

أسقطت طائرة «ميغ 23» تابعة للسلطات الليبية المعترف بها فوق مدينة بنغازي شرق البلاد أمس الجمعة (12 فبراير/ شباط 2016) أثناء استهدافها مواقع لجماعة معارضة لهذه السلطات، وذلك بعد اقل من أسبوع على تحطم طائرة حربية مماثلة في منطقة قريبة.

وقال المتحدث باسم قاعدة بنينا الجوية في بنغازي (ألف كيلومتر شرق طرابلس) ناصر الحاسي لوكالة «فرانس برس» إن «طائرة ميغ 23... سقطت في منطقة قاريونس في شمال غرب بنغازي، بعد أن جرى استهدافها أثناء قيامها بقصف مواقع تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازي».

وأكد مصدر عسكري آخر نجاة الطيار «بعدما تمكن من القفز بمظلته، إلا أن مكانه لم يحدد بعد». تأتي هذه الحادثة بعد تحطم طائرة «ميغ 23» أخرى يوم الاثنين الماضي قرب مدينة درنة على بعد نحو 100 كيلومتر شرق بنغازي، في أعقاب تنفيذها ضربات ضد مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» المتطرف، وفق مصادر عسكرية عزت تحطمها إلى خلل فني.

وتشهد بنغازي منذ نحو عامين معارك يومية بين قوات السلطات المعترف بها دولياً بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر من جهة، وجماعات مسلحة معارضة بينها تنظيمات متطرفة من جهة ثانية. وأكبر المجموعات المسلحة في بنغازي تنضوي تحت مسمى «مجلس شورى ثوار بنغازي»، الذي يضم جماعة «أنصار الشريعة» القريبة من تنظيم «القاعدة».

في الأثناء، أعلنت تونس أمس أنها ستشكل لجاناً مناطقية مكلفة إعداد «خطة» تحسباً لتداعيات تدخل عسكري دولي محتمل في جارتها ليبيا الغارقة في الفوضى.

وفي 2011، استقبلت تونس التي تعد نحو 11 مليون نسمة، مئات الآلاف من الليبيين والأجانب الهاربين من صراع أدى إلى الإطاحة بنظام الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي.

وقالت الحكومة التونسية في بيان أمس: «تحسباً لتطور الأوضاع في ليبيا ولتداعياتها، أذن رئيس الحكومة، الحبيب الصيد لولاة جهات الجنوب الشرقي بتكوين لجان جهوية تضم مختلف الأطراف المعنية، قصد اتخاذ الاحتياطات الضرورية وإعداد خطة عمل على مستوى كل ولاية للاستعداد للتعامل الناجع والميداني مع ما قد يطرأ من مستجدات وأوضاع استثنائية».

وأمس الأول عقدت وزارة الصحة «جلسة عمل... لتدارس خطة الطوارئ في المجال الصحي ومختلف الإجراءات والتدابير اللازمة المقرر تفعيلها تحسبا لتدفق اللاجئين والمهاجرين عبر التراب التونسي هرباً مما قد يحدث في ليبيا من ضربات عسكرية تلوح بها الدول الغربية» وفق بيان للوزارة.

وأعربت تونس التي ترتبط مع ليبيا بحدود برية مشتركة طولها نحو 500 كيلومتر عن قلقها البالغ من تدخل عسكري دولي محتمل في جارتها الشرقية.

والأسبوع الماضي، قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مخاطباً الدول الغربية التي تعتزم التدخل عسكرياً في ليبيا: «لا تفكروا فقط في مصالحكم أنتم، فكروا أيضا في مصالح الدول المجاورة (لليبيا) وفي مقدمتها تونس».

وأضاف السبسي «قبل أي عمل من هذا النوع، من فضلكم تشاوروا معنا لأنه (التدخل العسكري) قد يفيدكم لكنه قد يسيء إلينا».

وفي التاسع من الشهر الجاري أعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد أن حصول «ضربات عسكرية (أجنبية) في ليبيا سيكون له انعكاس سلبي على تونس لأنه سيكون (هناك) توافد من القطر الليبي للاجئين» نحو تونس.

العدد 4907 - الجمعة 12 فبراير 2016م الموافق 04 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً