العدد 4911 - الثلثاء 16 فبراير 2016م الموافق 08 جمادى الأولى 1437هـ

الاستشاري سلمان: يجب علينا أن نبدأ مبكراً لتوجيه الخريجين إلى اختيار تخصصهم

«مستقبلك بين يديك» تجمع اختصاصيي الإرشاد المهني والأكاديمي

المشاركون في ورشة «مستقبلك بين يديك»
المشاركون في ورشة «مستقبلك بين يديك»

التفكير خارج الصندوق، واستراتيجيات وأساليب الإرشاد والتوجيه، وخلق أفكار للتنمية والقدرات الشخصية للطالب، هو ما قاد الاستشاري الاكاديمي علي سلمان إلى أن يقدم ورشة تجمع مجموعة من اختصاصيي الإرشاد المهنيين والإكاديميين تحت عنوان «مستقبلك بين يديك».

الورشة التي تحدث فيها سلمان مع الاختصاصيين مريم الحمد وخديجة حميد، تركزت على أن تكون الورشة نواة لعصف ذهني مشترك لخارطة طريق لما بعد المرحلة الثانوية، وتبادل الرؤى حول الطرق الأفضل للإرشاد والتوجيه، ومحاولة رسم صيغ مشتركة للإرشاد والتوجيه، وإطلالة على التخصصات والمهن التي تكون محل اهتمام الطلبة.

وعما بعد الورشة، الاستشاري علي سلمان يقول: «هنا نتوقف على أساس الفكرة من خلال الجهات التي تعمل في هذا الاتجاه وبالتعاون معهم، وهي وزارة التربية والتعليم من خلال مكتب الإرشاد بالمدارس الثانوية، والمدارس الخاصة يقومون بالعملية نفسها من خلال الإرشاد والتوجيه المهني والاكاديمي، وايضًا المحور الثالث الجمعيات الخيرية التي تهتم بالإرشاد والتوجيه المهني».

واضاف «إن المهم في الموضوع ألا نبدأ متأخرين في العام الدراسي، فالوقت المتبقي هو مجرد أن الطلبة يفكرون في امتحاناتهم وتوجههم فيما بعد الثانوية، والمفترض نبدأ معهم مبكراً للطلبة في التوجيهي؛ لكي نستطيع أن نصل بهم إلى ما يرغبون فيه من خلال التوجيه والإرشاد المهني والأكاديمي».

ويتابع «برأيي أن نبدأ بتوجيه الطلبة مبكراً من خلال المرحلة الإعداية، والأفضل أن نبدأ من المرحلة الابتدائية، إذا أردنا أن نوصل لهم الفكرة بالطريقة الصحيحة، وتساؤلانا، إلى متى سنبقى بهذا التقليد؟ ولماذا لا نبدأ منذ المرحلة الابتدائية؟ تساؤلات لابد لنا أن نجيب عليها من خلال هذه الورشة».

وأضاف سلمان «خلصنا بالورشة مع الاختصاصيين بشبه اجماع على ان نتائج الاستبانة بأن أكثر من 98 في المئة من حاضري الورشة يرغبون في إعادة هذا اللقاء، وهذا يمثل جزءاً ايجابيّاً من نجاح هذه الورشة».

من جهتها، قالت مريم الحمد: «لاحظنا من خلال المحصلة النهائية للاستبانة التي اجريناها بعد الورشة، أن الهموم مشتركة والجميع متفق ولديه التوجه نفسه حول أن تكون هناك لقاءات عديدة وتنسيق بين المرشدين المهنيين والأكاديميين».

واضافت «لكل موجه ومرشد أكاديمي أو مهني لديه تجربة خاصة خلال عمله، ويمكن من خلال هذه الورش نتباحث ونتناقش حول هذه التجارب التي ستعم الفائدة على الجميع».

بدورها، قالت خديجة حميد «لدي وجهة نظر أخرى، إن ما يهمنا هو الطالب أولاً، وإذا كان ذلك فنبدأ بالأسرة أولاً وولي الأمر نشركه في الموضوع؛ لأن قرارات ولي الأمر تؤثر على ابنه من خلال التوجه المهني والأكاديمي وهم في النهاية من يستطيع تقديم المساعدة لأبنائهم على اتخاذ القرار في اختيار التخصص ما بعد الدراسة سواء بالبحرين أو خارجها أو التخصص الجامعي الذي يرغب ابنه الدخول إليه».

واضافت «نحاول ان نرى التحديات الموجودة على الطلاب ونحاول قدر الامكان ايجاد الحلول المناسبة لهذه التحديات التي بدورها ستوجه الطالب بالطريقة الصحيحة إلى اختيار تخصصه الملائم، لهذا نحتاج إلى توعية ولي الأمر لكي يحسن الاختيار الذي يناسب ابنه».

وعن الرؤية التي تبناها، قال سلمان: «انا اريد أخرج برؤية بأن الطالب يقلل من رغبته في سوق العمل، بأن يكون صالحاً للعمل في أية جهة أو أي مكان. بمعنى اننا خرجنا برؤية فكرة (من أنا...)، وهو ان يعرف الطالب بمقدراته وطاقاته ومواهبه الابداعية وقدراته».

وعن خيارات الطالب، تقول الحمد: «لابد للطالب أن يحدد خياراته وقدراته في العمل، لابد له ان يكشف نفسه من خلال قدراته وابداعاته، فنخرج بفكرة أن سوق العمل هو من يختارني وليس أنا من اختار العمل».

وتطابقت معها في الفكرة، خديجة حميد، وقالت: «الطالب يكون هو البضاعة والعمل هو من يطلبه، ليس الفكرة التقليدية بأن الطالب من يبحث عن العمل، فالفكرة الرئيسية هو الباحثون عن العمل».

وأضاف سلمان «هناك التحدي الذي يعيشه الخريجون، فمصطلح الباحث عن العمل هو تسمية خاطئة، فهو التحدي نفسه الذي تعيشه المؤسسات والشركات في اختيارها للموظف، فمن خلال إبراز الخريج لمهاراته وقدراته وابداعها سيجعل المؤسسات والشركات هم من يبحث عنه».

استهداف أولياء الأمور

علي سلمان يقول: «فعلاً ان وجود أولياء الامور ضروري في هذه الورشات، نحن بصدد ان نستهدف في الورشات المقبلة أولياء الأمور الذين سيكون التركيز عليهم من خلال توعيتهم بالتوجيه الصحيح لاتخاذ القرار في التخصص الملائم لأبنائهم».

وأضافت الحمد «اقناع اولياء الامور لحضور الورش ليس سهلاً، وذلك لعدة ظروف من ضمنها ارتباطهم بالعمل وغيرها، ولدينا وعي بأن ولي الأمر في حضوره مهم ومرتبط بتخرج ابنه سواء لتكملة الدراسة او للعمل».

التفكير الإيجابي

خديجة حميد تقول: «لابد لنا ألا نركز فقط على المتفوقين، يجب علينا ان نركز على جميع الطلبة وخاصة الطلبة الذين قاموا بتطوير أنفسهم، وهؤلاء يستحقون التكريم أمام الطلبة وايضاً تكريم أولياء امورهم الذين وقفوا مع ابنائهم في تطوير قدراتهم وتفوقهم، كما نقوم بمساعدة المتفقوين ليكونونوا أكثر تفوقاً وامتيازاً».

علي سلمان يضيف «نحتاج إلى وجود متخصصين ينيرون الطريق، فأي اختصاصي مهني أو اكاديمي لديه امكانية أن يقدم للطلبة ويساعدهم في اختيار تخصصهم نرحب به».

ويضيف «نحن بصدد تكوين فريق تطوعي للطلبة وفريق تطوعي للمدرسين، فمن خلال ذلك نستطيع نضع يدنا كلنا مع بعض لتغيير التفكير من سلبي إلى إيجابي، ونستطيع ان نخفف الضغوط على الطلبة الذين هم بالنهاية ابناؤنا ومستقبلهم يهمنا. فدورنا مكمل للجهات الرسمية التي نشكر كل مجهودها في ما تقوم به للطلبة وتوفير ما يحتاجون إليه».

اللقاءات تخدم الطلبة

الاختصاصي منصور الشيخ، يقول: «لدينا تواصل ولقاءات مهنية وأكاديمية في ما يخدم الطلبة في المرحلتين الإعدادية والثانوية كافة، في المجالين الاكاديمي والمهني، ولأن الطلاب في المرحلة الثانوية وللأسف الكثير منهم لا يعرفون أين يذهبون بعد الثانوية».

واضاف «هناك كثير من الطلبة يكونون تحت ضغط أولياء أمورهم، وانهم يريدون ان يتخصص ابناؤهم تخصص هم من يريدونه، هذه الافكار ليس سهلاً تغييرها عند مفهوم الآباء او اولياء الامور وبالتالي يلزمنا تغيير في الأفكار عندهم وعند الطلاب ايضاً».

ويتابع «نشكر وزارة التربية والتعليم لافتتاحها مكاتب للإرشاد سواء المهني او الاكاديمي، واصبح لها نجاح كبير في السنوات الماضية، وإلى الآن هي تمثل ثمرة نجاح يقوده الاخصائيون لتوجيه الطلبة».

وعن الاساليب الناجحة، يقول الشيخ: «نستطيع ان نغير تفكير الطالب وخاصة في المرحلة الإعدادية وتوجيهه ليختار التخصص السليم برأيي يكون بالمرحلة الإعدادية وليس الثانوية، فغالبية الطلبة للاسف تفكيرهم ضيق والسبب يرجع لأولياء امورهم او المجتمع، يجب علينا ان ننفتح على العالم الكبير من خلال تنوع التفكير، وعلينا ان نقوم بتوسيع سقف الطالب من خلال التفكير وعلى جميع مكاتب الإرشاد والتوجيه ان يقوموا برفع سقف تفكير الطالب».

من جهتها، قالت نوال معيوف «توجد في المدارس الخاصة حرية في تقرير توجههم، المدارس تطور من خدماتها الطلابية وحضور ورش عمل للمرشدين الإكاديميين».

واضافت «في المدارس الخاصة، كل مدرسة تعمل بشكل خاص بحسب رؤيتها وهذا شيء جميل أن يكون هناك تواصل ولقاءات دورية للمرشدين الأكاديميين مع بقية المدارس الاخرى للتطوير من جميع الجهات».

كما قالت معيوف «من خلال خبرتنا نعمل على نفسية الطالب ونزيد من معنوياته وقدراته وهذا يجعلنا نسكتشف نوع الإيجابيات الموجودة عنده وما يميزه، هذا يساعدنا على كشف القدرات التي تجعل الطالب يختار التخصص بنفسه، يفضل ايضاً ان يكون هناك دمج بين رغبات الطالب وسوق العمل سواء حالياً او في المستقبل».

وتضيف «نسبة الوعي ومستوى التعليم هو ما يحدد مستوى التفكير للطالب ربما، لدينا طلبة واعون بشكل كبير جدّاً وهذا ربما يساعده على أن يختار تخصصه الذي يقوده إلى الأفضل في سوق العمل».

بدورها قالت فاطمة السهلاوي: «أفضل ان تكون اللقاءات الخاصة بالإرشاد والتوجيه مكتملة من كل الكيانات بما فيها سوق العمل او ما يختص بالتوجيه والإرشاد من المعنيين سواء الاكاديميين او المهنيين؛ لأن جانب سوق العمل يستطيع توجيه الإرشاديين إلى ان يقوموا بتوجيه الطلبة إلى التخصصات المطلوبة في السوق حاليا او مستقبلاً».

وعن الايجابيات، تقول: «هناك وعي كبير لدى أولياء الأمور كما ان هناك وعياً كبيراً ايضاً عند الطلبة، هناك كثير من الطلبة لديهم اطلاع على التخصصات في الجامعات سواء المحلية أو بالخارج. ولكي نحول فكر الطالب من سلبي إلى إيجابي لابد لنا ان نقوم بتوسيع مدارك الطلبة، والمقصود ألا نعتمد فقط على بعثات وزارة التربية والتعليم، فهناك وجهات اخرى وجامعات اخرى يستطيع الطالب ان يجد مبتغاه فيها، كما ان هناك سفارات تتبنى بعثات للطلبة».

وتضيف «أكثر الصعوبات التي نجدها هي المهارات التي يمتلكها الطالب، يجب علينا كأخصائيين ان نقوم بتنمية الطالب وقدراته، من خلال تنميته في القيادة والثقة بالنفس ومهارات العرض والتعبير عن الذات ومهارات حل المشكلات. هذه المهارات للأسف نجدها مفقودة عند الطالب خريج الثانوية، وهي التي تقوم بتنمية مهارات الشخصية للطالب، فدورنا نقوم ببنائه ذاتياً لتكون له الإرادة والقوة في التحاور والتحدث عن نفسه وبالأخير اختيار تخصصه بكل سهولة».

العدد 4911 - الثلثاء 16 فبراير 2016م الموافق 08 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً