العدد 4915 - السبت 20 فبراير 2016م الموافق 12 جمادى الأولى 1437هـ

روسيا تؤكد عزمها على مواصلة الحرب ضد "الارهابيين" في سوريا

وعدت روسيا السبت (20 فبراير/ شباط 2016) بمواصلة تقديم الدعم للنظام السوري لمحاربة المجموعات "الارهابية"، في حين اعلنت المعارضة استعدادها للموافقة على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف النظام السوري وحلفائه لعملياتهم العسكرية.

وكان النزاع في سوريا دخل مرحلة جديدة مع بدء القوات التركية قبل اسبوع قصف مواقع للمقاتلين الأكراد السوريين في شمال سوريا الذي تعتبرهم "ارهابيين". وقدّمت روسيا الجمعة مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو الى وقف القصف التركي لمواقع الاكراد في شمال سوريا، إلا أن دولاً غربية عدة أفشلته وحالت دون إقراره. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "لا يسعنا سوى التعبير عن الاسف لرفض مشروع القرار"، مؤكداً أن روسيا ستواصل سياستها الرامية إلى "ضمان استقرار ووحدة أراضي سوريا". وأضاف أن "الكرملين قلق لتصاعد التوتر على الحدود السورية التركية" معتبراً أن عمليات القصف التركية على مواقع كردية في سوريا "غير مقبولة".

وجددت القوات التركية السبت قصف مواقع كردية في شمال محافظة حلب، بحسب ما نقل المرصد السوري لحقوق الانسان. ويعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان المجموعات المسلحة الكردية السورية ليست سوى منظمات "ارهابية" على غرار حزب العمال الكردستاني في تركيا الذي يخوض تمردا مسلحا منذ العام 1984.

وتحض الولايات المتحدة مع العديد من الدول الاوروبية روسيا على وقف قصفها في سوريا معتبرة انه يستهدف بشكل اساسي "المعارضة المعتدلة" أكثر مما يستهدف مواقع "جهاديين". إلا ان المتحدث الروسي بيسكوف أكد في هذا الاطار أن روسيا ستواصل مساعدة النظام السوري على محاربة "الارهابيين".

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية مساء السبت ان الوزير جون كيري تشاور هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في شان النزاع السوري. وفي الاتصال، ندد كيري الذي وصل مساء السبت الى عمان آتيا من لندن، مجدداً بالغارات الروسية في سوريا دعماً لقوات النظام. وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي ان الوزيرين ناقشا الاجتماعات التي عقدتها مجموعات العمل التابعة للامم المتحدة نهاية الاسبوع في جنيف وتناولت ايصال المساعدات الانسانية للمناطق السورية المحاصرة واحتمال "وقف الاعمال العدائية". وأضاف المتحدث ان "وزير الخارجية اعرب عن امله في التمكن من الوصول الى وقف كامل للاعمال العدائية في اقرب جدول زمني ممكن".

المعارضة في تراجع

واستهدفت الضربات الروسية السبت مواقع للفصائل المقاتلة في شمال مدينة حلب في شمال غرب البلاد ووسطها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وكانت قوات النظام السوري بدعم كبير من الطيران الروسي شنت ابتداء من الشهر الحالي حملة واسعة اتاحت لها تشديد الطوق على الفصائل المقاتلة المعارضة في حلب واستعادة مناطق في شمال المدينة ما ادى الى فرار عشرات الاف السوريين.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام تمكنت السبت من السيطرة على 18 قرية في محور يبلغ طوله نحو اربعين كلم على الطريق التي تربط بين شرق حلب والرقة. وعبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت عن "قلقه" بشأن الوضع الانساني في سوريا وخصوصاً في حلب. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان ان هولاند وبعدما استقبل عددا من الشخصيات الفرنسية الموقعة لنداء يتعلق بحصار حلب "رحب بمبادرتهم وعبر عن قلقه على الوضع الانساني في سوريا وخصوصا في مدينة حلب حيث مئات الآلاف من المدنيين مهددون بالحصار من قبل نظام يدعمه الطيران الروسي".

وأدى الهجوم السوري إلى إضعاف قوات المعارضة التي تواجه قوات النظام وقوات تنظيم "داعش" في الوقت نفسه. وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السبت موافقتها على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من حلفاء النظام السوري. وأكد المنسق العام للهيئة رياض حجاب في بيان "ان الفصائل أبدت موافقة أولية على إمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة على أن يتم ذلك وفق وساطة دولية وتوفير ضمانات اممية بحمل روسيا وايران والميليشيات الطائفية ومجموعات المرتزقة التابعة لها على وقف القتال". وتضم الهيئة ممثلين للمعارضة والفصائل المقاتلة. وتأتي موافقة الفصائل، بحسب البيان "ضمن رغبتها الاكيدة في الاستجابة للجهود الدولية المخلصة لوقف نزيف الدم السوري".

وأشار البيان الى انه "لن يتم تنفيذ الهدنة الا اذا تم وقف القتال بصورة متزامنة بين مختلف الاطراف في ان واحد، وتم فك الحصار عن مختلف المناطق والمدن وتامين وصول المساعدات الانسانية لمن هم في حاجة اليها واطلاق سراح المعتقلين وخاصة من النساء والاطفال". وياتي تصريح حجاب اثر اجتماع عقده مع ممثلي الفصائل المقاتلة التي تشهد تقهقرا متزايدا امام تقدم الجيش السوري بدعم من الطيران الروسي وخصوصا في محافظة حلب (شمال).

وكان حجاب اعلن في الثاني عشر من فبراير الحالي أن "إقرار الهدنة المؤقتة التي تهدف لإيقاف الأعمال العدائية ضد السوريين، مشروطة بموافقة الفصائل الجنوبية والشمالية في الجبهات". وفي اليوم نفسه اتفقت القوى الكبرى في ميونيخ على وقف الاعمال العدائية في سوريا خلال اسبوع وعلى تعزيز ايصال المساعدات الانسانية. واعلنت متحدثة باسم الخارجية الروسية ان اجتماعاً كان مقرراً عقده السبت لمجموعة دعم سوريا في جنيف ارجىء الى موعد يحدد لاحقاً. وكانت المفاوضات بين النظام والمعارضة علقت في الثالث من فبراير ولا توجد اي مؤشرات الى قرب استئنافها.

من جهته قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة نشرها السبت موقع صحيفة "البايس" الاسبانية، انه يريد ان يذكر بعد عشر سنوات باعتباره "من أنقذ بلاده". من جهة اخرى قال الأسد "ان الدعم الروسي والايراني كان بلا شك أساسياً" في تقدم القوات الحكومية. وأوضح "نحن بحاجةٍ إلى هذه المساعدة وذلك ببساطة لأن 80 دولة تدعم الارهابيين بطرق مختلفة. بعضهم مباشرة بالمال والدعم اللوجستي والاسلحة والمقاتلين. والبعض الآخر يوفّر لهم الدعم السياسي في مختلف المحافل الدولية".

وقال الأسد إنه "على استعداد" لوقف إطلاق النار، وان كان يفضل الحديث عن "وقف للمعارك" لكن بشروط. ومن هذه الشروط "منع دول وخصوصاً تركيا، من إرسال مقاتلين وأسلحة أو من تقديم أي دعم لوجستي للإرهابيين".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً