العدد 4918 - الثلثاء 23 فبراير 2016م الموافق 15 جمادى الأولى 1437هـ

الأسطح المهملة

من منا فكر يوماً في الاستفادة من المساحات غير المستغلة لديه كسطح البيت مثلاً في أشياء مهمة، وتوظيفه لما يعود عليه بالفائدة؟

قليل منا من يفعل ذلك، فإن أسطح كثير من منازلنا تعتبر من المساحات المفقودة التي لايستفيد أغلبنا منها سوى في تخزين كل ما يمكننا الاستغناء عنه من أثاث قديم ومهملات أخرى، ولذلك فإنه غالباً ما يكون مأوى للحشرات والقوارض التي تسرح فيه وتمرح، ويكون مكاناً نموذجياً لتكاثرها وتوالدها.

إذن كيف نتخلص من هذه المشكلة، وفي نفس الوقت نستفيد من تلك المساحة؟

إن الحل الأمثل لذلك هو تحويل السطح إلى حديقة تعج بأنواع الخضروات التي يحتاجها المطبخ كالخضروات الورقية مثل الملوخية، الجرجير، الفجل، السبانخ، كما يمكن زراعة محاصيل الخضروات الثمرية مثل الطماطم، الخيار، الفلفل، الفاصوليا، الكنتالوب، الفراولة، وكذلك زهور القطف، والنباتات الطبية، فالمادة الفعالة في هذه المحاصيل تقل بعد فترة قصيرة من حصادها، وبالتالي فإن وجودها بالقرب منا يمكننا من تحقيق الفائدة المرجوة منها بأقصى قدر ممكن، كما إنها تعطي إنتاجاً جيداً، حيث وجد أن المتر المربع المزروع بالملوخية يعطي حوالي 4 كيلوجرامات.

البداية

ويجب في البداية تنظيف سطح المنزل قبل بدء زراعته بفترة كافية مما يحتويه من كل المهملات والآثاث القديم وغير ذلك مما يجلب الحشرات والقوارض، للتأكد من اختفائها، وذلك لضررها على المحاصيل التي سيتم زراعتها على السطح.

كما إن الزراعة فوق السطح تكون هدفاً سهلاً للطيور كالعصافير والحمام، والتي تقوم بالتهام أوراق تلك النباتات، وفي هذه الحالة يمكن حمايتها بتغطيتها بقطعة من الشاش الخفيف (التور).

التنفيذ

يمكننا البدء بالنظم البسيطة والتي تتكون من طاولات خشبية أبعادها متر واحد طولاً وعرضاً، ولها حواف بارتفاع حوالي 10 ـ 15 سم، ولها أرجل خشبية بارتفاع حوالي 40 ـ 50 سم عن الأرض، على أن تكون مائلة قليلاً في أحد الاتجاهات لتصريف الماء الزائد، وتغلف هذه الطاولات بشرائح البلاستيك سمك 0.25 مم، ثم توضع داخلها البيئة الزراعية، وهي عبارة عن خلطة من البتيموس والبريليت بنسبة متساوية، وتحتاج الطاولة الواحدة إلى كمية مقدارها حوالي 100 لتر من هذه الخلطة، ثم يضاف إليها الماء، مع وضع إناء عميق أسفل الطاولة لتجميع المياه الزائدة عن حاجة النباتات وإعادة استخدامها في اليوم التالي للري .

وبعد ذلك تتم الزراعة إما بالبذور مباشرة مثل الملوخية - الجرجير- الفجل، أو يتم زراعتها بالشتلات مثل طماطم - خيار - كانتلوب ... ثم تروى على الأقل مرتين في اليوم مع إضافة المحلول المغذي.

وهذه من الطرق البسيطة التي يمكن البدء بتنفيذها.

ونلاحظ أنه لا يمكننا زراعة أو تنمية البطاطا بهذا الأسلوب لأن الجزء الذي يؤكل هي الجذور والتي لا يمكن زراعتها في هذه الطاولات، لذلك تزرع البطاطا في صوانٍ أو وحدات بلاستيكية بسمك لا يقل عن 25 ـ 30 سم من البيئة، وهو السُمك الذي يسمح بنمو جذورها للحصول على محصول اقتصادي.

أما بالنسبة لأشجار الفاكهة فهي تزرع في براميل سعة حوالي 60 ـ 70 لتراً، لزراعة أشجار مثل الليمون، الخوخ، الرمان، والعنب، ولكن لا يمكن استخدامها في الزراعة التجارية لأن مساحة الأسطح محدودة ولا يمكن تكثيف عدد الأشجار على الأسطح وإنما يمكن زراعة عدة أشجار على الأكثر بالسطح للاستخدام الشخصي.

النظم المكثفة

أما بالنسبة للنظم المكثفة فهي تحتاج إلى تكنيك معقد بعض الشيء، حيث تحتاج إلى وجود خزان مياه يحتوي على المحلول المغذي، ومضخة تقوم بضخ هذا المحلول من الخزان إلى مواسير (بيبات) قطر 1.5 بوصة، والتي تصب في المواسير البلاستيكية التي تتم الزراعة فيها على أن يكون قطرها 4 بوصات، وتكون ذات ميل مناسب يساعد على مرور المحلول إلى جذور النباتات، وعودة المحلول مرة أخرى إلى الخزان، ليتم ضخها مرة أخرى إلى النباتات، وفي هذه الطريقة يتم وضع حوامل حديدية على شكل حرف A كما هو موضح بالرسم التوضيحي، ثم توضع عليها مواسير الزراعة، والتي يعمل بها فتحات دائرية على مسافات 25سم، وتوضع الشتلات داخل هذه الفتحات، وتنتهي تلك المواسير بماسورة أخرى تتجمع فيها مياه الري الزائدة لتعود مرة أخرى إلى خزان الري، ويعتبر هذا النظام من النظم المغلقة.

والمحلول المغذي عبارة عن محلول يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات سواء كانت عناصر كبرى أو صغرى، وهو عبارة عن محلولين: المحلول الأول يحتوي على نترات كالسيوم ويكون أحمر اللون، والمحلول الثاني يحتوي على باقي العناصر الكبرى والصغرى ويأخذ اللون الشفاف، ويتم إضافة لتر من المحلول الأول إلى 100 لتر من الماء، ثم يضاف إليه لتر من المحلول الثاني، ولا يجب خلط المحلولين الأول والثاني دون ماء منعاً لحدوث أي ترسيب للمحلول.

وفي هذه النظم المكثفة تزيد كمية المحصول في وحدة المساحة حيث إنه في النظم البسيطة يزرع في المتر المربع من 20 ـ 25 نباتاً، في حين إنه في الزراعة المكثفة يزرع من 40 - 50 نباتاً في المتر المربع.

ويعتبر النظام الثاني هو الأمثل في حالة المشاريع التجارية، ويمكن الزراعة بالطريقة الرأسية، أي تكون في أصص فوق بعضها، كما يمكن إنشاؤها بعمل مواسير فوق بعضها، كما هو موضح بالرسم التوضيحي العلوي، وذلك لزيادة عدد النباتات في وحدة المساحة، على أن تكون الزراعة في ضوء الشمس المباشر.

ويفضل عدم استخدام المبيدات الكيماوية لمكافحة الآفات في هذه الزراعات، حيث يمكن استخدام بعض المستخلصات النباتية مثل محلول الثوم الذي يحضر بإضافة حوالي 5 جرامات من فصوص الثوم الطازج المطحون إلى لتر من الماء وأخذ الرائق منها وترش به النباتات.. كما يمكن استخدام محلول الخميرة، والمكون من ملعقة خميرة مع ملعقتين من السكر مع لتر من الماء وترج جيداً، ثم توضع في الثلاجة لمدة يوم واحد، ثم يرش المحلول على النباتات، وذلك لمكافحة الأمراض الفطرية والحشرية.

كما يمكن استخدام بعض المبيدات الآمنة مثل الرش بالكبريت الميكروني أو أحد المستحضرات الحيوية، فلا نستخدم أي مبيدات ضارة بالإنسان أو بالبيئة.

وتتم العناية بهذا المشروع عن طريق ري النباتات من 2 ـ 3 مرات يومياً على أن تكون إحدى هذه المرات بالمحلول المغذي، فالمتر المربع يحتاج حوالي 6-10 لترات من الماء يومياً، وتختلف هذه الكمية حسب عمر النبات ونوعية النبات المنزرع.

وليكن شعارنا منذ اليوم «سطح أخضر خال من المهملات»

العدد 4918 - الثلثاء 23 فبراير 2016م الموافق 15 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:53 ص

      ليش التعقيد

      بيبات ٤ بوصه و ازرع زراعه مائية وقام الشوط
      تبوت تصورون تعالوا

اقرأ ايضاً