العدد 4932 - الثلثاء 08 مارس 2016م الموافق 29 جمادى الأولى 1437هـ

استشارية: لا إحصائيات دقيقة لمرضى التصلب الجانبي الضموري

مرض نادر يدمر خلايا العضلات وأسبابه مازالت غير معروفة

فرزانة السيد
فرزانة السيد

قالت استشارية أمراض المخ والجهاز العصبي بمركز الخليج للمخ والأعصاب، مركز الخليج التخصصي للسكر فرزانة السيد: «تسجل البحرين سنويّاً أقل من ثلاث حالات لمرض التصلب الجانبي الضموري، في الوقت الذي لا توجد فيه إحصائيات دقيقة بشأن عدد المصابين في البحرين؛ لكونه من الأمراض النادرة».

وأضافت في حديث إلى «الوسط»: «في البحرين لا توجد إحصائيات بسبب ندرة المرض عالميّاً، إلا أننا سنويّاً نشخص حالتين تقريباً أو ثلاث حالات إذا زادت».

وأشارت السيد إلى أن التصلب الجانبي الضموري أو ما يسمى بـ «ALC»، هو شكل من أشكال الأعصاب الحركية ويسبب ضموراً في الخلايا العصبية الحركية ومن ثم يسبب صعوبة في حركة العضلات الإرادية، بينما العضلات غير الإرادية مثل عضلات القلب والقولون لا تتأثر وإنما العضلات الإرادية بالتالي عند تأثرها لا تقوى على أداء مهامها الطبيعية وبذلك تحدث رعشات غير مرئية في العضلات وذلك بسبب فقدان الإمداد العصبي، مؤكدة أن هذا المرض يعد من الأمراض النادرة عموماً.

ولفتت إلى أن المرض يصيب الفئة العمرية من 40 إلى 70 سنة وغالبا ما يكون بعد 60 سنة، لافتة إلى أن الرجال أكثر إصابة بالمرض من النساء.

وذكرت استشارية أمراض المخ والجهاز العصبي أن المرض نادر، ولكونه نادر لا توجد إحصائية دقيقة، فالإحصائيات المتوافرة حاليّاً هي للولايات المتحدة الأميركية، والتي تبين أن عدد المرضى هناك بلغ 30 ألف شخص، أي بمعدل 5 آلاف حالة خلال العام الواحد.

وأوضحت استشارية أمراض المخ والجهاز العصبي أن الأعراض تكون غامضة ولا ينتبه المريض لها في البداية لأنها تكون أعراضاً تدريجية وتبدأ بضعف عضلات معينة في الجسم وعادة ما تبدأ في طرف واحد من أطراف الجسم كساق واحدة بعدها يتطور إلى باقي أعضاء الجسم، لافتة إلى أن الأعراض تعتمد على العضلة المتأثرة فقد يؤثر على المشي أو الجري إذا بدأ في الساق، وفي حال بدأ في اليد تكون هناك صعوبة في استخدام اليد أو فك الأزرار أو القيام بالحركات الدقيقة، منوهة إلى أن المرض يضعف العضلات وتصاحب أعراض المرض تقلصاتٌ عضلية أو تصلبُ العضلات المتأثرة وأحياناً في حالات بسيطة يبدأ في العضلات المسئولة عن الكلام والبلع وبعدها ينتشر إلى باقي الأعراض.

وأكدت أن المرض يتطور إلى الجهاز التنفسي، قائلة: «بحسب إحصائيات الوفيات العالمية فإن 50 في المئة من المصابين بالمرض يمكنهم العيش 3 سنوات أو أكثر، بينما 20 في المئة منهم يمكنهم العيش 5 سنوات وأكثر، في حين أن 10 في المئة يمكنهم العيش 10 سنوات وأكثر».

وأشارت إلى أن الكشف عن المرض يكون عن طريق الفحص السريري من خلال طبيب مخ وأعصاب، وهناك تغيرات واضحة تكون في فحص المريض مثل ضمور في العضات وتقلصات غير إرادية، مؤكدة أن هناك حاجة أيضاً إلى فحوصات تأكيدية مثل فحص الدم وتخطيط الأعصاب والعضلات وعمل أشعة رنين مغناطيسي للمخ والحبل الشوكي وأحيانا تكون هناك حاجة في حالات نادرة إلى الخزعة القطنية من الظهر أو أخذ عينة من العصب أو العضل.

وذكرت أنه لا يوجد سبب محدد للإصابة بالمرض، فبحسب النظريات العلمية وقد أثبتت أن العامل الجيني له دور لكن بنسبة جداً بسيطة، إذ وجد أن نسبة 5 إلى 10 في المئة من المرضى أصيبوا بسبب العامل الجيني، إلا أن الأغلبية تكون إصابتهم ناتجة عن طفرة وهذه الفطرة لها نظريات أخرى كإصابة الجسم بفيروس لم يقم التخلص منه ما أدى إلى تأثر الخلايا، أو بسبب تعرض المريض إلى المعادن الثقيلة أو قد يكون بسبب عيوب في الجهاز المناعي، مؤكدة أنه إلى الآن السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض غير معروف.

وقالت: «لا يوجد علاج للشفاء من هذا المرض هناك عقاقير حصلت على إجازة من منظمة الغذاء والدواء كعقار «الريلزول» وعمل هذا العقار يحد من تلف الخلايا العصبية الحركية عن طريق تقليل إفراز مادة «الجلوتامات» وهذه المادة هي المادة الضارة التي تتسبب في تلف الأعصاب».

وأضافت «هناك أدوية لتخفيف الأعراض الموجودة عند المريض وتحسين جودة حياة المريض كأدوية الشد العضلي وأدوية الاكتئاب وأدوية التخفيف من سيلان اللعاب، كما نركز على العلاج الطبيعي والمهني وذلك لضمان استخدام الرجلين واليدين ليتمكن المريض من الاعتماد على نفسه».

وأكدت السيد أن المرض يحتاج إلى خطة متكاملة من العلاج على أن يكون هناك فريق متكامل لتقديم هذه الخطة من علاج طبيعي ومهني ومعالجين نفسيين؛ لكونه يسبب اكتئاباً فمن الضروري توفير أخصائيين نفسيين، مع توفير أخصائيي تغذية، وحثت على توفير العاملين الاجتماعين لتوفير الرعاية المنزلية الملائمة للمريض وذلك للتخفيف من حدة المرض، إذ إن علاج المريض يكون علاجاً متكاملاً، فهو لا يقتصر على طبيب المخ والأعصاب لابد من معالجين نفسيين والعاملين الاجتماعيين، مشددة على أهمية دعم الأهل للمريض، وذلك لكون أن الأخير يحتاج إلى تقبل المرض وما تجرى عليه من تغيرات خلال فترة مرضه والتي قد تسبب اكتئاباً.

العدد 4932 - الثلثاء 08 مارس 2016م الموافق 29 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 5:19 ص

      ابححثوا فى الغذاء لحوم مجرثمة
      المعادن الثقيلة من خلال الالمنيوم
      و لا استبعد من خلال فيروس من المختبر
      ينشر بفعل فاعل فى المطاعم !

    • زائر 3 | 2:42 ص

      الله يوفقها

      صج هاي الدكتوره بمعني الكلمه
      من اخلاق وطيبه وحسن المعامله
      الله يوفقها يارب
      ما تقصر مع اي احد
      الله يوفقها يارب

    • زائر 2 | 1:06 ص

      جزاك الله خير دكتورة على التوضيح وتعريف المجتمع بهذا المرض ...

    • زائر 1 | 12:03 ص

      يعطيك العافية دكتورة
      و شكرا على المعلومات القيمة
      وفقك الله لخدمة مجتمعنا

اقرأ ايضاً