العدد 4959 - الإثنين 04 أبريل 2016م الموافق 26 جمادى الآخرة 1437هـ

نجاح باهر يتحقق بأيدي رجالات البحرين المخلصين في استضافة سباق الفورمولا 1

كان نجاحًا باهرًا ذلك الذي تحقق لمملكة البحرين في استضافة سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا 1 الذي انتهت فعالياته أول من أمس بعد ثلاثة أيام من المتعة والتشويق والإثارة والأجواء الكرنفالية الجميلة.

ولقد كان هذا النجاح الكبير ترجمة حقيقية للدعم الكبير واللامحدود الذي يقدمه حضرة عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لاحتضان المملكة لهذا الحدث الرياضي العالمي الذي يجسد رؤية جلالته الحكيمة في وضع البحرين ضمن مصاف الدول المتقدمة على جميع الأصعدة، وفي ظل اهتمام ودعم ومؤازرة الحكومة الرشيدة برئاسة رئيس الوزراء الموقر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، والمتابعة الحثيثة والإشراف المباشر من قبل ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.

ويمكن القول إن أجمل ما في هذا النجاح الباهر، أنه كان من جميع النواحي، تنظيميًا وإداريًا ورياضيًا وجماهيريًا، وشهد به الداخل والخارج، وقد تحقق بأيد وطنية فتية ومدربة ومؤهلة تأهيلا جيدا، وبما يعزز من سمعة مملكة البحرين على خارطة الرياضة العالمية، ويدعم العديد من المكاسب الاقتصادية والرياضية والسياحية والإعلامية.

فقد أسهم الفريق التنظيمي بخبرته الكبيرة وبإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي ولي العهد في إبراز الحدث للعالم بصورة راقية. ويلاحظ المتابع تطور جولة البحرين لسباق بطولة العالم للفورمولا 1 عامًا بعد عام وهو ما يعكس الجهود الكبيرة التي تقوم بها اللجنة التنظيمية وبما تتمتع به من كفاءات بشرية على أعلى المستويات. وكما أكد ولي العهد فإن من أهم السمات التي تفتخر بها البحرين سنوياً حين تقدم هذا الحدث إلى العالم هي بصمة الإنسان البحريني التي يلمسها الزائرون لهذا السباق العالمي بما يجسده من صورة راقية للوطن في جميع المواقع ويستحق الثقة باعتباره الرقم الأهم في صنع النجاح، وهو الثروة الحقيقية التي هي موضع استثمار الوطن ومردوده الحقيقي.

 

شركاء النجاح

لعبت مختلف الأجهزة الرسمية والأهلية المعنية أدوارًا حيوية في سبيل تهيئة البيئة المثالية لإنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي. فقد أسهمت وزارة الداخلية بدور بارز في تحقيق هذا النجاح، إذ استعدت الوزارة مبكرا لهذا الحدث الكبير من خلال دراسة خطط التأمين والتدريب عليها جيدا، وأشرف وزير الداخلية ميدانيا وقبل بدء الفعاليات على كافة الاستعدادات والخدمات الأمنية وخطط الطوارئ والخطط البديلة وتحقيق سرعة الاستجابة المطلوبة.

ولذلك كان التواجد الأمني، حاضرا وبقوة، واستطاع تعزيز الأمان والطمأنينة في نفوس كافة المشاركين من بحرينيين ومقيمين وزوار، وكانت حلبة البحرين الدولية نموذجا للأمن العصري من خلال تعاون وتنسيق تام بين أجهزة وزارة الداخلية من ناحية وإدارة الحلبة من ناحية أخرى. وفي الوقت نفسه عملت الإدارة العامة للمرور على اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان انسياب الحركة المرورية وتغطية جميع شوارع البحرين من مطار البحرين الدولي وجسر الملك فهد إلى موقع الحلبة، مع ترتيب دوريات ثابتة ومتحركة وتكثيف التواجد المروري على الشوارع القريبة من الحلبة. وعملت إدارة شؤون الهجرة والجوازات على انسيابية دخول الزوار بأعدادهم الكبيرة إلى البحرين ولاقى ذلك منهم إشادة كبيرة.

وتعاونت الطواقم الإعلامية والفنية والإدارية بوزارة شؤون الإعلام مع إدارة الحلبة والجهات الحكومية المختصة في تقديم الخدمات الإعلامية والفنية المساندة، وتغطياتها الإذاعية والتليفزيونية والصحفية والمصورة، ولعبت وسائل الإعلام دورًا بارزًا في إبراز هذا الحدث العالمي وكانت جميع الأجهزة الإعلامية من صحافة وإذاعة وتلفزيون بحجم المسئولية وشريكا بارزاً في تحقيق هذا النجاح.

وشاركت وزارة الصحة من خلال المركز الصحي المتكامل الذي يضم 200 طاقم طبي وتمريضي وسيارات إسعاف وجميع المعدات الطبية اللازمة رغبة منها في المساهمة بإنجاح الحدث العالمي. إلى جانب مشاركة العديد من الوزارات والهيئات الأخرى كالمواصلات والبيئة وغيرها.

وجاء التميز البحريني أيضًا بفضل الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص وهذا يشكل دافعًا نحو مزيد من الإنجازات التنموية وتنشيط الحركة السياحية والتجارية والرياضية والإعلامية مما يسهم في جذب الاستثمارات وتنويع مصادر الدخل وتوفير فرص العمل للمواطنين، وتدعيم مسيرة الرخاء الاقتصادي والاجتماعي في ظل المشروع الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك المفدى.

 

دلالات النجاح الكبير

وكان من مؤشرات النجاح الحضور الجماهيري الكبير والذي ارتفع هذا العام ليسجل رقمًا قياسيًا قارب المائة ألف بعد أن كان قرابة الـ 85 ألفًا في البطولة السابقة، وساعد في ذلك المناخ المعتدل الجميل طوال أيام السباق وإقامة السباق ليلاً للمرة الثالثة على التوالي في إنجاز يحسب لمملكة البحرين. وكان العامل الأول في هذه الزيادة ثقة الجمهور في أنه سيستمتع بمشاهدة هذا الحدث الكبير نتيجة للنجاحات السابقة التي حققتها المملكة في استضافة السباق والتحديثات المتعددة للحلبة.

ومن المؤشرات أيضًا الإشادة الكبيرة من زوار المملكة بحسن التنظيم والفعاليات العديدة المصاحبة فقد بدا الارتياح والسعادة على جميع مرتادي السباق، إلى جانب نجاح إدارة الحلبة في تقديم التسهيلات الإعلامية والفنية المتكاملة في المركز الإعلامي لحلبة البحرين الدولية والمقدمة لأكثر من 520 إعلامي من مختلف وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المحلية والعالمية لتغطية ثالث أكبر بطولة رياضية على مستوى العالم يتابعها نحو مئات الملايين.

أما عن دلالات النجاح البحريني الهائل فأهمها أن احتضان المملكة لهذه الرياضة بنجاح وتطور منذ العام 2004 وحتى الآن يعد مؤشرا على ريادة البحرين وتميزها في تنظيم مثل هذه البطولات الدولية والفعاليات الكبرى. كما أن استضافة المملكة الفعاليات الإعلامية والاقتصادية الكبيرة تؤكد استقرار المملكة اقتصاديا وأمنيا بفضل قيادتها الحكيمة.

أما عن الانعكاسات لهذا الحدث ومردوداته المختلفة فيمكن إبراز أهمها في أولاً ـ أن حسن التنظيم والأجواء الكرنفالية التي شملت المملكة كلها وحسن الاستقبال لضيوف المملكة وحسن خدمتهم قدم صورة راقية للمملكة وشعبها سيحملها هؤلاء معهم لبلدانهم. ما يعكس الصورة الصحيحة لمملكة البحرين أرض التسامح والإخاء والتلاقي.

ثانيا ـ رفد الاقتصاد الوطني، والذي يعمل على تنويع مصادر الدخل، لما له من عوائد إيجابية على جميع القطاعات التجارية، فالحلبة من المشاريع الاقتصادية الإستراتيجية وذات العائد طويل الأمد، وقد أصبحت تجذب رؤوس الأموال وينشط العديد من القطاعات مثل قطاع الفنادق والمواصلات والاتصالات والمجمعات التجارية وإنعاش الحركة السياحية من خلال التدفق الكبير للسواح من مختلف أقطار العالم.

ويقدر خبراء إن عائدات السباق ستصل هذا العام إلى نصف مليار دولار. كما أن تحول البحرين إلى موطن لرياضة السيارات في منطقة الشرق الأوسط حقق المزيد من المكاسب الاقتصادية للسوق المحلي، لتشمل كافة أعمدة الاقتصاد الرئيسة كقطاعات التجارة والسياحة والمواصلات والخدمات.

 

النجاح بلغة الأرقام

وبلغة الأرقام فإن مبيعات شركة حلبة البحرين الدولية منذ العام 2006 وحتى 31 مارس/ آذار 2015 بلغت 75.963 مليون دينار. وسجلت أصول شركة حلبة البحرين الدولية في 31 مارس 2015 ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة حتى بلغت أصول الشركة 104.332 مليون دينار بعد أن كانت 94.992 مليون دينار في 2012. وزادت تذاكر السباق لهذا العام بنسبة 3% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كما تم بيع جميع قاعات الشركات كما زادت حجوزات غرف الفنادق بأكثر من 22% مقارنة بالعام الماضي 2016.

إن حلبة البحرين الدولية وبعد سنوات من النجاحات المتواصلة أثبتت مدى جدوى استضافة هذه الرياضة العالمية على أرض المملكة التي أصبحت تشكل موقعا استراتيجيا مهما لجذب المشاريع الاقتصادية الضخمة كموطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط، ما ساهم في تغيير ملامح الاقتصاد الوطني لما هو أفضل وعزز الثقة فيه.

ولا شك في أن سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 هو واحد من أفضل السباقات التي استضافتها المملكة على الصعيد التنظيمي والحضور الجماهيري والزخم الإعلامي والندية والإثارة طيلة السباق. فقد استطاعت حلبة البحرين الدولية أن تنظم سباقاً متميزاً من جميع النواحي نتيجة التطور الكبير للسباق عاماً بعد عام بسبب تراكم الخبرات لدى حلبة البحرين الدولية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً