العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ

وغاب أملي

حياة نهضت، حياة على هذه الحياة كقطعة دم وحيدة، لم تجد والدتها، فقد فقدتها في ولادتها وحيدة هي حياة، حتى جدتها أم والدتها لا تريدها، فهي السبب في موت ابنتها عاشت حياة بين أبوها، وزوجة أبيها الذي سرعان ما تزوج لكي تربي حياة، فلا أحد من أقاربها مستعد لتربيتها، فلم يكن لديه خيار آخر غير الزواج بأخرى، فهنا تبدأ مأساة حياة، كبرت حياة مع عذاباتها مع زوجة والدها وإخوانها من والدها، فلم يكن خيار غير أن أول طارق بابهم لخطبتها، إلا بقبوله رفضت أم رضيت، ستتزوجينه، حياة لم تتعدَ السادسة عشرة من عمرها.

مازالت طفلة بريئة؛ لكنها في قانون زوجة أبيها هي امرأة، ويجب أن تتزوج، تزوجت حياة وبدأت سطور مأساة جديدة تخبئها لها الأقدار، زوج عصبي متعنت يكبرها سناً لم تسلم من شره، لم تكمل حياة السنة، فقد حملت وأنجبت قمراً جميلاً أسمته أمير، فهو أميرها الذي قد يكون دواء آلامها وعزائها في عذاباتها، لم يكمل أمير العام، وسرعان ما فقدت زوجها في حادث مروع، يا الله ما هذه الحياة، وكأنما مكتوب عليها أن تعيش مأساة تلو الأخرى، إنه ما يسمى بالابتلاء، وأفوض أمري إلى الله، لتعيش باقي سطورها مع وحيدها وأملها في هذه الحياة بعد الله فهو ما تبقى لها من حلم وأمل جميل ومستقبل تنتظره، وسرعان ما توالت الأحداث والسنوات، كبر أمير أصبح شاباً رجلاً في مفرداتنا، تزوج أمير فكانت فرحة عمرها الثانية وأنجب لها حفيداً، لتكون فرحتها الأكبر؛ لكنها سرعان ما تبددت، فأمير يحزم حقائب سفره وحاجياته وكل يخصه... أمير: نعم يا أمي لم تخبرني أنك ستسافر، ابتسم بغصة وقال: لا بل أنا مغادر لم يعد البيت يسعنا، فهو صغير وقديم، لكني سأزورك يوماً ما... وغاب أملي.

زينب الجفيري

العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً